- عاجل : بدء صرف مرتبات ألوية وشهداء العمالقة الجنوبية لشهر أكتوبر
- بالاسماء.. 746 ألف دولار ميزانية وفد العليمي وغالبية النساء المكرمات من تعز.. بريطانيا ترفض حضور العليمي فعالية نسوية تكريمية غير رسمية
- رئيس الإمارات يستقبل وزير خارجية قطر
- مصادر لـ«الأمناء»:إجراءات مرتقبة لمكافحة الفساد ومحاسبة المسؤولين المتورطين بالفساد
- أهمية الجنوب وموقعه البحري الاستراتيجي
- وكالة إماراتية : قيادات الحو/ثي تتخلص من أملاكها في الحديدة استعدادا لهزيمة عسكرية
- محكمة الأموال العامة تعقد أولى جلسات محاكمة المتهمين بقضية فساد مصافي عدن
- اجتماع بعدن يناقش الترتيبات لتنفيذ مشروع خط كهرباء ساخن لمستشفى الصداقة
- محافظ سقطرى يناقش مع فريق مصلحة الجمارك جهود تطوير العمل الجمركي
- وعود حكومية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء مؤسسات الدولة بعدن
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
جاء في كتاب بعنوان رحلة في العربية السعيدة للمستشرق العربي الكبير نزية مؤيد العظم بأن معركة دامية دارت رحاها وجرت أحداثها في نقيل يسلح القريب من المدخل الجنوبي لمدينة صنعاء التاريخية بين فريقين من قردة اليمن, الفريق الأول هم أصحاب الأرض, أما الفريق الثاني فهم من الغزاة وكانت أعدادهم أكثر بكثير من عدد الفريق الأول.
استمرت المعركة بين الفريقين بشراسة و أكثر عنفاً منذ الصباح الباكر وحتى غروب الشمس سقط على أثرها العديد من القتلى والجرحى من الجانبين , وكان النصر في الأخير لأصحاب الأرض الذين قاوموا الغزاة بشدة وبشجاعة نادرة وهزيمتهم, ومن تبقى منهم على قيد الحياة لاذ بالفرار بحثاً عن الأشجار وفروعها العالية وتسلقها حتى يقضون ليلتهم في أمان بعيداً عن أية مخاطر قد تهددهم أو اللجوء إلى الكهوف وقمم الجبال لأن من طبيعة وغريزة القردة أللا يقضون الليل على الأرض وفي حالة ربطها على الأرض فسرعان ما يصدر عنها صراخ متواصل نتيجة للخوف والرعب من الظلمة. قد يتساءل البعض من علم من؟ اليمنيون علموا القردة أم القردة هم من علم اليمنيين ذلك العنف وتلك الشراسة في قتال بعضهم البعض؟ وهو سؤال لم يجد له جواباً عند علماء وحكماء اليمن حتى الوقت الحاضر بالرغم من مرور أكثر من ثمانين عاماً على معركة نقيل يسلح التي جرت أحداثها في عهد الإمام يحيى محمد حميد الدين عام 1355هـ أثناء فترة زيارة المؤلف لليمن. وهم العلماء الذين ينسبون لأنفسهم وجميع اليمنيين بالحكمة والأيمان, فكانوا يصدرون الفتاوي الدينية كما يحلوا لهم ويفصلون القرآن الكريم والآيات القرآنية على هواهم وبما يخدم مصالحهم ومصالح الطغاة والذات الملكية أو السلطانية الحاكمة. وهذه من سمات و أوصاف العلماء المنافقين في كل زمان ومكان مستغلين بذلك حالة البؤس والفقر والجهل التي يفرضونها على الشعوب المظلومة بقوة الحديد والنار.
لم يكتف هؤلاء العلماء والحكماء اليمنيين بادعاءاتهم تلك وبأن الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – قد خصهم جميعاً بالحكمة والإيمان عندما قال " أتاكم أهل اليمن أرق الناس أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية" بينما الحقيقة وكما جاء في كتاب الدكتور جعفر الظفاري دراسة في التاريخ اليمني عندما كتب بأن الرسول – علي الصلاة والسلام – كان يعني بذلك الحديث أبو موسى الأشعري والوفد المرافق له الذين وفدوا عليه وليس لكل اليمنيين فهم مثلهم مثل بقية شعوب الأرض التي دخلت الإسلام في عهده وبعد وفاته. كما وسم الرسول أبو موسى الأشعري بسيد الفوارس عند قدومه في السنة السابعة من الهجرة, وأضاف الدكتور الظفاري قائلاً : وقد برهنت الأحداث اللاحقة بأن أبي موسى الأشعري قد جسد هذا الحديث النبوي على وجهه اللائق وعلى نحو لم يجسده أي صحابي آخر من أهل اليمن علماً بأن أبي موسى الأشعري قد أسلم في تهامة قبل مقدمه على الرسول – صلى الله عليه وسلم – كما تزامن اسلامه مع اسلام عمرو بن العاص رئيس وفد قريش إلى النجاشي.
و إذا لم يجسد أي من الصحابة اليمنيين ذلك الحديث الشريف آنف الذكر فكيف يمكن لعلماء البلاط المنافقين أن يجسدوه على مدى عقود وقرون مضت بمن فيهم الحاليين الذين يعتبرون امتداداً لمن سبقهم.
بل لقد سمعت من إحدى الفضائيات اليمنية قبل أيام بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد خص اليمنيين باثنين وعشرين حديث نبوي شريف. ألا يكفيكم افتراءات وأكاذيب على رسول الرحمة الذي لم يخص أو يميز أي قوم أو أي شعب اسلامي بأحاديث عن غيره من الشعوب الإسلامية الأخرى , إضافة الى ذلك فإن أغلب علماء ومثقفي اليمن يعرفون جيدا بأن تاريخ اليمن قبل الاسلام عبارة عن خرافات وأساطير يهودية ومنها على سبيل المثال قصيدة نشوان بن سعيد الحميري .
ولو صدقوا ادعاءاتهم الكاذبة الحكمة والإيمان كما يرددون ذلك الحديث على مدار الساعة لما بقي الشعب اليمني على مدى 1400 سنة معزولاً يعيش في كهوف مظلمة وفي تخلف وجهل وفقر وأمراض تحكمه عادات وتقاليد وثقافة الموروث الشعبي القبلي المتخلف غارقاً في حروب وصراعات وثارات قبلية لا نهاية لها حتى العصر الحالي عصر الثورات العلمية والتكنلوجية, عصر الانترنت والتواصل الاجتماعي وما يحدث اليوم في صنعاء وصعدة والجوف وعمران وذمار وغيرها من مناطق اليمن إلا دليل لا لبس فيه على استمرارية ذلك الموروث وثقافته المتخلفة.
ورغم بعض الأحداث الوطنية التي حلم بها البسطاء من اليمن بداية بسبتمبر 1962م إلا أن ذلك الموروث كان لها بالمرصاد والذي جعل من اليمن واليمنيين أخيراً تحت الوصاية الدولية والإقليمية بداية بالمصالحة بين الملكيين والجمهوريين وانتهاءاً لما نحن عليه اليوم تحت الوصاية الأجنبية والإقليمية من خلال مبادرة مجلس التعاون الخليجي و أمريكا والاتحاد الاوربي. ومن يعتقد بأن في اليمن قلوب مؤمنة وعقول حكيمة فهو واهم رغم كل المحاولات والادعاءات التي تكذب الواقع القائم في اليمن حتى ولو لبس أصحابها البنطلون وربطة العنف أو حاول الرئيس عبدربه منصور هادي الانقلاب على هذا الواقع وذلك الموروث على طريق بناء الدولة المدنية الحديثة التي يسود فيها الأمن والاستقرار والنظام والقانون والعدالة والمساواة والديمقراطية واحترام حقوق الانسان.