آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:21:09:57
إرهاب سلطات الذبح
جيهان ماجد

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

إنه الذبح ،نسبة المسلمون الى اسماعيل والمسيحيون الى اسحاق عليهما السلام ،وما الافتداء الا للاقتداء بأفضل الناس عند المقدرة.

جراء ذلك رحت اغترف من ذكرياتي ما احببت الا يسري في ذاكرتي ارمى فكرة واذبح اخرى والملم طيف ثالثة عسى ان اجد تفسيرا" او اجد لجماعة الذبح تبريرا" ما يجعلني اتعاطف مع قضيتهم .هل اقابلها بما قرأت عن غزوات الجاهلية، أم فتوحات العصر الأموي ،رباط العصر العباسي ، انقسامات الدولة الفاطمية ،احلام صلاح الدين ،ارهاصات الدولة الأيوبية والمماليك وحكم قراقوش ،همجية المغول ،انحلال دولة الاندلس والمذابح المفتعلة ،تعسف الدولة العثمانية، وترسيخ الجهل وتفاقم الضرائب، وما نحللها من حروب صليبية اجهزت على حكم العرب وابدلته بحكم الأعاجم الى غزوات بونابرت وما قابلها من خداع ومكر وتقتيل وذبح للعباد، والاغرب من كل ذلك هو تفخيمنا الى من ننتمي اليه من بقايا هذه الدول وحمدنا الله الذي لا يحمد على مكروه سواه على هذه النعمة وهجاؤنا" لدول غزتنا وامعنت قتلا" وترهيبا" وترعيبا" في العباد فنحن نعظم دولة الامويين والعباسيين والعثمانيين ،ونذكر الدولة الفاطمية بانتقاص ونفخم دولة صلاح الدين وقد خرجت بعده السلطة والحكم من أيد العرب الى أيد أخرى أعجمية أدخلت سننا" غربية عن جوهر الاسلام وبحثت فيه عما يناسب رؤيتها عن الغزو واستعباد الشعوب بعيدا" عن ذلك ،نرى دولة فرنسا تتكلم عن بونابرت كأحد عظمائها مع أن سيفه أمعن غدرا" باهل القاهرة فامعن فيهم قتلا" خلال ثلاثة ايام بعد ان استأمن اهلها كذلك فعل باهل عكا بعد ان وعدهم بالأمان إن فتحوا أبواب مدينتهم وغدر بهم وأمر قواده بقتل من تقع عليه اعينهم ،وها نحن لا نرعوى عن ذكر مساوئ مذابح الارمن التي نفذتها الدولة العثمانية ،واغرب ما رأيته وسمعته كان من عجوز اسبانيه تسارعت تحمد الله على هذه النعمة بعد ان سرد الدليل السياحي كيف استطاعت دولة االفاتيكان بالغدر والخيانة ان تمنع خليفة المسلمين من احتلال الفاتيكان وبالتالي القضاء على جيشه كاملا"...وإلا  .....

انها السلطات الارهابية وإرهابية السلطات في التاريخ أكانت اسلامية او غير ذلك ،أكانت ذات عقيدة او غير ذلك ،أما إذا تكلمنا عن السلطات معاصرة فحدث ولا حرج عن سلطات أرهبت شعوبها في سبيل الاسلام او العقيدة او الديمقراطية او الاشتراكية ،أما لذبح فهو قمة الحقد والتحاقد ولم أجد مبررا "لذلك. إلا أن تكون ماهية وجود دولة الذبح في عالمنا هي تجميع الدويلات الاسلامية في فريق واحد تحت لواء دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية للإمعان في الذبح والقتل والافتاء بالتحارب والتذابح وبفتاوي تشوه صورة الاسلام والمسلمين وتنبش تاريخا" همجيا" سارت عليه دول اسلامية وغير اسلامية معاصرة وغير معاصرة ،الأهم من كل ذلك أن يستطيع مثقفونا وعلماؤنا ومفكرونا ان يشقوا طريقا" لمواصلة المسير جنبا" الى جنب مهما اختلفت عقائدهم وأفكارهم ، وألا نجد في كتب تاريخنا ومؤرخينا من يحمد الله على نعمة إنشاء تنظيم الدولة الاسلامية ومن يتفاخر بإنجازاتها وألا يكون الارهاب هو ملح الأرض بل يبقى العدل ملح الأرض .

* (كاتبة لبنانية)

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص