آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:19:33:01
هل يُعيد (أبو جلال )الاعتبار والكرامة لشعار (الجمهورية أو الموت )
عبدالرحمن نعمان

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

في عدد صحيفة "التجمع" اليمنية الصادرة من صنعاء رقم 697 الصادر في يوم الاثنين 4 يناير 2010م كنت قد ساهمت فيه بمقال تحت عنوان (عدو وهمي.. وإيران والسعودية في حربي الثورة والجمهورية).

صدق حدسي:

في الموضوع هذا قلت في إحدى فقراته :(إن الحرب في صعدة وسفيان ستظل مبهمة على الرغم من قناعتي بأن أسبابها وأهدافها الثروة والذهب على وجه التحديد وهذا استنادا على خبر كان قد ورد في صحيفتي (الأيام) و(الطريق) بعد أن توقفت الحرب الأولى عام 2004 حيث جاء في الخبر: (عادت الشركة الدانماركية للتنقيب عن الذهب في جبال صعدة بعد أن توقفت الحرب).

ومن هذه الناحية بعد قراءة الخبر وما بين السطور أضفت في مقال التجمع :(من هذه الناحية يمكننا القول :"إن أسباب الحرب وأهدافها تكمن في بطن المخرج"، ولم أحدد في المقال المخرج لتلك الحرب فقلت متسائلا :(فمن هو مخرج الحرب؟ الحوثة أم السلطة، أمريكا أم إسرائيل ، إيران، أم السعودية، روسيا أم بريطانيا؟)، هذا التساؤل جاء لأسباب عدة أهمها التي ذكرتها في المقال نفسه :(السلطة تتهم الحوثيين بتهم عدة.. أنهم (شيعة) أنهم (متمردون) أنهم (يريدون إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء إلى ما قبل ثورة 26 سبتمبر 1962م)، إنهم (يريدون حكما ذاتيا) كما تتهم السلطة دولا في وقوفها مع الحوثيين وأهمها إيران ويأتي الأخ وزير الدفاع اليمني في إحدى جلسات مجلس النواب وكانت تبث مباشرة على الهواء ليؤكد أنها (حرب بين الملكيين والجمهوريين).

حصار صنعاء بين الأمس واليوم..

سمي حصار صنعاء .. بالأمس واشتهر أيضا بـ (حصار السبعين) وقد كتبت عن هذا في المقال السابق الذكر حيث قلت :(بعد تصفحي لهذا العدد – أحد أعداد مجلة الحكمة -  صادفت ما فاجأني حيث إن :"حصار صنعاء" لم يفك حتى دخلها الملكيون وقاداتهم.

ولذلك كنت قد قلت في هذا المقال :(إن أي استنتاج أو قول يفيد بأن الحكم في اليمن (ملكي) على صورة (جمهوري) يكون فيه شيء من الحقيقة.

ولنعد إلى عدد الحكمة ص 48 وفيها موضوع بعنوان: تفاصيل المقاومة وفك الحصار والذي كتبه الفقيد حمود ناجي قائد لواء المظلات الذي شارك في فك الحصار والدفاع عن الجمهورية تحت شعار (الجمهورية أو الموت)، فماذا قال الشاهد العيان؟ لنقرأ ما قاله :(مع اقتراب عودة القوات المسلحة العربية كانت قيادات الملكيين التي تلقت الدعم بالمال والسلاح تعد العدة لتطويق العاصمة صنعاء وتحرض القبائل المجاورة لصنعاء لإعلان تمردها ومع بزوغ فجر 24 نوفمبر 67 هاجمت قوات المرتزقة في الجهة الشرقية بقيادة الغادر قواتنا المتمركزة في تبة ريمة حميد وتمكنت من الاستيلاء على المواقع ومن ثم اتجهت الى احتلال نقيل يسلح وتمكن الملكيون من قطع طريق صنعاء – تعز كما تمكنوا من تكثيف اتصالاتهم بمختلف مشايخ القبائل المحيطة بصنعاء، وأضاف موضحا :(وفعلا أعلنت قبائل خولان وبني بهلول وبني مطر والحيمتين وآنس وبلاد الروس وبني حشيش وأرحب ونهم وسنحان وبني الحارث تمردها) وبالنسبة لفك الحصار وكما ترون أنها، حسب حمود ناجي :(طريق صنعاء – تعز، لم تتمكن القوات المسلحة والمقاومة الشعبية المرابطة في معبر وبمساندة المدفعية والمدرعات بقيادة حسين الدفعي وحسين شرف الكبسي من فتحه ) ويضيف ( وبقيت طريق صنعاء – تعز مقطوعة حتى انتهاء الحصار ولم يفك) ودلائل اخرى لمح إليها الشاهد عيان الفقيد حمود ناجي قائد لواء المظلات.

من يحاصر صنعاء اليوم؟

تلك القبائل أعلنت تمردها على الجمهورية ومن ثمّ تم (حشد المرتزقة بقيادة محمد بن الحسين من الحيمتين وبني مطر وبلاد الروس وسنحان وانس للهجوم على جبل عصر في محاولة لاحتلاله لإحكام الحصار على صنعاء).. وهنا يمكنني بعد أن قال ما سبق الفقيد حمود ناجي قائد لواء المظلات في مقاله.. يمكنني أن أُخمّن أن من ساعد الملكيين ووقف بالأمس معه في حصار السبعين هم اليوم من يحاصرون صنعاء ولكن هذه المرة خوف (انطلاقة مخرجات الحوار الوطني) التي ستعيد – إن نفذت – للدولة هيبتها وللمواطن حقوقه في ظلها.

المخرجات تلغي الاتفاقيات

ستلغى أعراف واتفاقات سابقة لمخرجات الحوار.. وقد كانت وثيقة العهد والاتفاق ستؤدي الغرض ذاته لولا أن شن صالح والقبائل معه حربه على الجنوب عام 94م ساعد على إعلانها بكل وقاحة أن نائبه علي سالم البيض عاد من الأردن إلى عدن وإعلان الحرب يعني أن الجنوب ستكون ساحة الحرب ولن تتأثر صنعاء ولن يتأثر الشمال منها.. وعلى عكس ذلك – اليوم -  فإن الحوثيين يحاصرون ومعهم القبائل المساندة للملكيين بالأمس صنعاء والفارق أن الرئيس جنوبي ورئيس الحكومة جنوبي وهما متواجدان في قلب اليمن (العاصمة).. ولذلك لم تبدأ الحرب بين الملكيين والجمهوريين ولن تطلق رصاصة لأن ذلك يعني خراب مالطا وفي البدء سحق الملكيين داخل صنعاء إلى النهاية.

الجرعة والحوثي

أتت الجرعة ليخرج الحوثي وانصاره من القبائل للضغط على الحكومة وعلى الرئيس الشافعي ليس للمطالبة – كما هو ظاهر- بإلغاء الجرعة.. لأن ذلك لم يحدث من قبل وليس للضغط  لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.. لأن تنفيذها يعني فرض هيمنة وسلطة الدولة على كل شبر في اليمن الأمر الذي لا يمكن التصديق به على أنه سبب خروج الحوثيين إلى الساحة والاعتصام، وحصار صنعاء المسلح فقبائل شمال الشمال  الواقفة مع الحوثي مستفيدة من واقع ما قبل 2011 ولن ترضى بتنفيذ المخرجات خاصة المشايخ على عكس الرعية المستغَلين من قبل مشايخهم إن عرفت أهمية تنفيذ المخرجات.

 خلاصة الأمر.. المحاصرون لصنعاء داخلها وخارجها هم من يحاولون عرقلة مخرجات الحوار وهم قد انتهزوا واتخذوا  الجرعة وهو (حق يراد به باطل) مثلها مثل الصرخة التي لم تقتل أمريكيا ولم تقتل إسرائيليا.. كيف يقف المؤتمر مع الحوثة ضد الجرعة والرئيس مؤتمري ورئيس الحكومة هو الآخر مؤتمري ينفذ أجندة إصلاحية ورئيس اللجنة الرئاسية مؤتمري – أيضا .

سؤال الختام

إذا بدأت المقال بسؤال وضعته عنوانا فِإنني أضع بالمقابل عنوانا يكون الختام أينوي السيد عبدالملك الحوثي والقبائل المساندة له إعادة الاعتبار لـ (بيت حميد الدين) _ أقصد الحكم الملكي _بهكذا ذريعة ووسيلة؟ حيث انتهى تسلطها طوال ما بعد اتفاقية جدة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني فقد حافظ علي عبدالله صالح (قبيلة سنحان) على جوهر اتفاقية جدة في مؤتمر جدة أثناء حصار السبعين التي لم تبق من ثورة 26 سبتمبر سوى اسم الجمهورية وعلمها فقط وبقاء الأسرة الحميدية منفية وبالتالي فإن الحوثي بعرقلة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني يقف مع صف الفاسدين بطريقة غير مباشرة.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص