آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:19:13:17
السياسة و النوايا الصادقة
أحمد ناصر حميدان

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

عندما تقف حائرا وأنت تتابع المشهد الذي يدور حولك وتتساءل وتفكر وعندما تستنتج الكارثة الحقيقية التي ابتلى بها وطننا العليل و يتكالب علية الشياطين من كل حدب وصوب يمارسون مؤامراتهم بأقذر الوسائل ويبررون ذلك بهذه سياسة في هذا البلد اسقطوا القيم والأسس المتعارف عليها وقيل ان السياسة هي وسيلة للدفاع عن المصالح وكيفية تحقيقها، وقيل فيها أيضاً ان الغاية تبرر الوسيلة وغيرها الكثير مما قيل من هذا القبيل في قاموس السياسة عبر التاريخ الإنساني الطويل عن العمل السياسي، ولكن ليس هناك ما قيل عن ان تكون السياسة والعمل السياسي بعيداً عن المصداقية والشفافية وقول الصدق في التعامل مع الآخرين فالسياسة ليست قذرة بل القذارة في سلوك السياسيين فالسياسة  واصطلاحا تعني رعاية شؤون الدولة الداخلية والخارجية، وتعرف إجرائيا  بأنها دراسة السلطة  و تقسيم الموارد في المجتمع وعرفها الشيوعيون بأنها دراسة العلاقات بين الطبقات، وعرف الواقعيون السياسة بأنها فن الممكن أي دراسة وتغيير الواقع السياسي موضوعيا وليس الخطأ الشائع وهو أن فن الممكن هو الخضوع للواقع السياسي وعدم تغييره بناء على حسابات القوة والمصلحة.

هذه هي السياسة فأين قذارتها ما دام تؤدي خدمات إنسانية نبيلة وتبني مجتمعات وأوطان  .

نحن في هذا البلد ابتلينا ببعض قذارة السلوك لدى بعض السياسيين ممن أذا أتمن خان واذا وعد اخلف فصارت صفة النفاق هي صفاتهم والسياسة جلبابهم لممارسة النفاق وبالنفاق افسدوا السياسة فاضروا الوطن وجرحوا المواطن  في كل العهود والاتفاقيات يوقعون وللعمل يعرقلون أي  أننا في هذا الوطن نفتقد للمصداقية تشير معنى هذه الكلمة في الخطاب السياسي إلى مدى التزام شخصية سياسة أو مؤسسة أو هيئة بوعودها ومدى جديتها . إذ يؤدي الالتزام والجدية إلى ارتفاع المصداقية أو مدى قابلية الآخرين على منح ثقتهم ويؤدي عدم الالتزام والجدية إلى انخفاضها . وينطبق نفس المبدأ على العلاقات الدولية فإذا كانت السياسة الخارجية لدولة ما لا تستقر على رأي فإن ذلك يؤثر على مصداقيتها   .

وقد فهم بعض مراهقي وهواة السياسة اليوم من الأقزام الذين يتطفلون على هامش الحياة السياسية ويرتزقون على خيرات الوطن ان الكذب والدجل والمراوغة والتهرب من الالتزامات هي سياسة وسياسة حصيفة وبهذا المفهوم الخاطئ افقدوا الساحة السياسية في الوطن المصداقية وهي شرف الكلمة والوعد الذي يقطعه الإنسان على نفسه وعندما تغيب المصداقية تبتذل السلوكيات وتسقط المبادئ وندخل في وحل الفتن والصراعات .

في بلدي يتنافسون كقوى سياسية في تقديم المبادرات  للمصلحة الوطنية وبالتطبيق العملي لها يتبرؤون  فكم اتفاقيات وحوارات وأخرها الحوار الوطني ومخرجاته التزمت بها الأطراف  السياسية الموقعة في اليمن اتصفت بخرق كل الاتفاقيات المعقودة بين القوى السياسية قبل  أن يجف الحبر التي كتبت به وندخل في مناورات ومناكفات واتهامات وتنتهي بحروب مدمرة وللأسف بعضهم يعتبرها شطارة او سياسة حيث أن كثيرين يمتدحون المناور والمتنصل   لكل اتفاق يعقده حتى مع نفسه أي أنه كاذب بدرجة امتياز شطارة ومراوغ ذكي وزعيم فهلوي .

ما نحن فيه اليوم هو فقدان المصداقية وشرف الكلمة لهذا الوطن يئن وتؤجج فيه صراعات وهم ذاتهم يتقدمون بمبادرات لعلاج هذه الصراعات وفي لحظة ينقلبون عليها كله بسبب انفتاح  أبواب البلد على مصراعيها في الماضي والحاضر  أمام أقزام السياسة للقفز على كراسي الحكم والاستحواذ على مقدراته وتسخيرها لصالح أغراضهم الحزبية والفئوية والشخصية بامتياز لا أعرف لماذا لا يأخذ هؤلاء الأقزام من هذه التجارب عِبر ودروس للخروج من مأزقهم السياسي الذي لا يحسدون عليه..؟ لماذا يصرون كل هذا الإصرار على الاستمرار بالسير في طريق السقوط في الهاوية وبالتالي الاستقرار في سلة مهملات التاريخ كما فعل من سبقوهم من أصحاب السلطة الخائبين الفاشلين ولكن ما العمل إذا كان هذا هو منطق وفلسفة الفاشلين والضعفاء في الحياة  وهناك ممن يصطف حولهم ولا يسمعون إلا لأنفسهم  ويقبلون الارتزاق من فتات الأقوياء خبزاً معجوناً بالذل والهوان ومال الحرام على حساب تعاسة أبناء شعوبهم. 

كيف للأخ الرئيس عبدربه منصور هادي ان يخلق شراكة حقيقية مع هؤلاء وهم غير صادقين ويعيشون وهم الاستحواذ والإقصاء والثراء الغير قانوني ومنغمسون في وحل الفساد ولا كلمة لهم ولا مصداقية الرجل يعاني بشدة من التآمر والدسائس والمبررات التي هم يصنعونها بأيديهم ليدخلوا البلد في أتون الحرب الشاملة التي يعتقدون ان الجماهير الزائفة الملتفة حولهم ستنصرهم ودون شك أن الحرب ستلتهمهم أولا قبل غيرهم .

أي أننا لسنا بحاجة لتوافق بل لمصداقية في هذا التوافق لان البعض يتوافق معك ويوقع على التزامات ولكنه ينقلب عليها بسهول ودون خجل لأنه يفتقد للمصداقية وشرف الكلمة يفتقد للوطنية الصادقة وفي كل اتفاقياته يعود بنا إلى المربع الأول ونبقى نلف حول قضايانا ونستجر صراعاتنا دون أن نتجاوزها ومخرجات الحوار اليوم معاقة بسبب هذا السلوك  السيئ العقيم .

ما لم تستوعب الجماهير مصالحها وتصطف حول الأخ الرئيس ومخرجات الحوار البرنامج السليم الذي اتفق عليه الجميع ويعيق تنفيذه  البعض علينا ان نشكل الحصن المنيع لتنفيذ مخرجات الحوار ونترك قوى الماضي العفن بكل رموزها التي أوصلتنا لما نحن عليه وترفض تركنا نبني وطن ومشعلي الحرائق لا يمكن أن يكونون رجال إطفاء .

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص