آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:17:16:20
في الغرب ! لا تظهر بمظهر الضعيف
د. ليلى علي عقيل

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

إذا كنت عربي و مسلم و تعيش في أوربا فأعلم بأنك مكلف بمهمة صعبة ! فما أن تُعرف هويتك حتى تنهال عليك أسئلة و ردود فعل غير متوقعة ، و يفترض  أن تكون ملماً بكل الأحداث التي تدور في وطنك العربي، و قادراً على تفنيدها .

أصعب ما في ا?مر هو رغبتك في أن تترك انطباعاً حسناً عنك مع ا?لتزام بمبادئك و مواقفك و عدم التهاون فيهما ، فقد تلتقي بأناس كما حصل معي من قلب فرنسا البعيد الذين قد ? يلتقون بعربي مسلم إلا مرة واحدة في حياتهم ، و الفرنسي بشكل عام يمتلك روح انتقادية شديدة، و ? يقتنع بسهولة ، و قد تقوم بسرد أحداث تاريخية مهمة يعرفها الجميع لتبرهن على صدق حجتك لتكتشف بأنه يفهمها بطريقة مخالفة تماماً لفهمك لها و لقد تعلمت من مناقشاتي المتعددة معهم أشياء كثيرة إليك بعضاً منها أو?ً : كن هادئاً محتفظاً بهدوء أعصابك حتى النهاية و أبعد اي مشاعر قد تداخلك بأنك مستهدف أو مُدان فا?مر ليس كذلك ، فأنت تمثل لهم حلقة الوصل بين عالمهم الذي تعرفه أنت تماماً و بين عالم آخر بعيداً عنهم ? تصل أخباره إليهم إلا عن طريق التلفزة و الإعلام ، و قد وجدوا فيك ضالتهم المنشودة لفهم ما استعصى عليهم عن ذلك العالم ثانيا: ? تلجأ أبداً لموقف المدافع فهذا يظهرك بمظهر الضعيف و قد تجد نفسك في النهاية تدافع عن أشياء ? تؤمن بها ثالثا ً:عليك بالهجوم المباغت، كأن تطرح سؤال مفاجئ، و بصوت عالٍ، على عشرة أشخاص يتصارعون معك في الحديث ، من صنع القاعدة ؟ من يساند داعش ؟ و تلقى إجابتك طبعاً الاستنكار و الدهشة، إذ أن قلة منهم تنتقد السياسات الخارجية لبلادها، و لكنك تكون قد أقحمتهم في ما يدار هناك ،و ما كانوا يظنوا أنه أمراً بعيداُ عنهم ? شأن لهم فيه ، يصبحون جزء منه ، بل و السبب فيه، و هنا يتحول النقاش و يحتد فيما بينهم إلى سياسات أوربا الخارجية و تصبح أنت منتقد لها و تتغير المواقف تماماً لصالحك إنها تجربة قد ? تعيشها في بلادك و لكني أنقلها لك بأمانة لتحتاط و لتخرج منها مرفوع الرأس . رد إعادة توجيه

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص