آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:17:42:54
نتائج الثانوية العامة.. عبقرية مطلقة ام عشوائية مفرطة ؟ !
علي عسكر الشعيبي

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

كل يوم يمضي والعملية التعليمية والتربوية الهزلية تزداد اثارة ومعها يزداد شوق وتعلق عاشقيها الملثمين بقناع الخدع والنفاق ، فلا تزعل ولا تستعجل يا من تتطلع لمعايشة ومتابعة مسلسل يتناسب مع عطشك فانت لست الوحيد من يشعر ويحس بهزلية المسرحية التعليمية والتربوية فهناك من وصل به المطاف الى ( الجنان ) للخلاص من حنبة العقل .

ومن بين ركام الواقع المرير تستغيث هذه الاسئلة المكلومة

لماذا تدنى مستوى الطلاب التعليمي وهل اصابه حمى الانهيار الاقتصادي ؟ وهل استفاد الطلاب في الحقل العلمي من مدرسيهم أم أنهم شربوا من علقمهم ؟

هل نصدق طلابا بل وآباء من مدارس عمياء ومن واقع تعليمي مشلول ؟ أم نصدق معلمين يتهمون الطلاب بعدم الالتزام في لبس الاحذية الالمانية بدلا من الشنابل ؟ والكتب بالكثافة أو أن الطباشير ليست ملونة ؟

أم نصدق إدارات موضوعة في مجال مغناطيسي غير قابلة للطرق والسحب والتشكيل ؟

وبلا شك فالواقع التعليمي اليوم أصبح مشلولا وسيء للغاية فهناك معلمون يدرسون مواد ليست من تخصصاتهم بل إن بعضهم يجمع بين الأختين والثلاث وهناك ظاهرة تسرب غير عادية تظهر فجوة بين واقع الكشوفات والواقع الفعلي في المدارس للطلاب والمعلمين ، حيث يمموا وجوههم الى أسواق القات ومعارض الثياب ( لطلبة الله ) وهناك من المعلمين من يخلد الى أحد أقربائه - إن لم يكن مقاول آخر - ليقوم بواجبه في التدريس اليومي أو عملية المراقبة والتصحيح .

ويوميا نشاهد ونتابع أحداثا مؤلمة في المسرحية التعليمية الهزلية وقد رأيتم ما رافق امتحانات الشهادة الاساسية والثانوية من مشاهد اظهرت طرقا ووسائل واساليب حديثة في ممارسة ( الغش ) وبأحدث الوسائل التقنية والتكنولوجية المتطورة و كان لوزارة التربية والتعليم السبق في ذلك من خلال تسريب أسئلة الامتحانات الوزارية قبل موعدها المحدد ولا يكفي أن نقول وللأسف .

كما أننا شاهدنا وتابعنا الصحف والمواقع الاخبارية وهي ترصد وقائع ومشاهد للطلاب وهم يخضعون لتأدية الامتحانات الوزارية فمنهم من يرسل صورة لورقة الامتحان عبر مواقع التواصل الاجتماعي – الواتس اب ، الفيس بوك - مطالبا المساعدة في الاجابة واخر يهرب بدفتر الاجابة خارج قاعة الامتحان واخر يخضع للامتحان بالنيابة عن قريبه أو زميله وسط جمهرة غير مسبوقة في معظم المراكز الامتحانية واطلاق نار وتهديدات واعتداءات وهلم جر

ليأتي بعد ذلك عرض الجزء الثاني من ذات المسلسل حيث كان اكثر ايلاما فالطلاب يحصدون درجات عالية وسط انحسار للالتحاق بالقسم الأدبي الذي يتلاشى يوما بعد يوم ما قد يفسره الكثير بالعبقرية المطلقة إن لم تكن العشوائية المفرطة فيما يطل علينا الوزير الأشول مشيدا بدور أولياء أمور ( الطالبات ) المتفوقات وليس الطلاب ولا أدري لماذا ( الاناث ) بالذات لهن أولياء أمور يستحقون الاشادة والثناء دون أوليا أمور الطلاب ( ذكورا ) أم أن الوزير مهتم بحقوق ( النسوان ) الى هذا الحد بل إن الوزير حينها انشغل بالاتصال بهن - أوائل الجمهورية - ولم يذكر كيف كانت الامتحانات كل ما يهمنا هو أن الطالبات وضعن ( هواتفهن ) بالتغطية حتى لا ينشغل الوزير بمعاودة الاتصال لاحقا ?

وأنا اقرأ تعليقات الطلاب والطالبات في المواقع الاليكترونية وهم يبدون عدم رضاهم بما وهبت لهم الوزارة ويتوعدون بإبراز عبقريتهم في الجامعات - تعليقاتهم لا تخلوا من عشرات الاخطاء الاملائية والتي لا يجد القارئ أمامها إلا الترحم على أيام نظام ما اطلق عليه نظام التجهيل الشمالي بالنظام الشمولي  - وقد يكون سبب هذه الأخطاء انحسار التحاق الطلاب بالقسم الأدبي الذي يتلاشى يوما بعد يوم ولا يوجد تفسير لذلك غير عبقرية الطلاب إن لم تكن عشوائية التعليم  ؛

عموما أشعر بالملل وأنا استعرض هذه المسرحية ولازال بجعبتي الكثير والكثير لكنني أجدها فرصة لدعوة وزير التربية للتنسيق مع وزير التعليم العالي ورؤساء الجامعات لاتخاذ اجراءات وعمل توسعة لكليات الطب والهندسة تفاديا للازدحام في العام القادم فعباقرة اليوم لديهم درجات تؤهلهم للالتحاق بهذه الكليات ، ولا ندري أهي العبقرية المطلقة أم العشوائية المفرطة ؟!!

أسئلة عقيمة فهل تنجب تلك الألسنة المستأجرة جواب شافي يداوي مآقي الاسئلة المجروحة ؟

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص