الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

في صيف 1994م  أراد  نظام صنعاء وقبائله أن يشن حربا على الجنوب بغرض احتلاله فكان بحاجة إلى تسويق سياسي  لكسب تلك المعركة ... واحتواء الجنوبيين وإشراكهم بصورة غير مباشرة في حربه واستخدم أوراقه في ذلك بما يسمى تيار ( الطقمة ).

عمد نظام ( ... ) على الاستغناء عن بعض كوادره المؤتمرية  لإنتاج  بدل فاقد  وحال سياسي لضرورة المرحلة هو ( حزب تجمع الإصلاح اليمني ) الذي أوكلت له مهمة الخطاب الديني -  حملة تكفيرية – ساهمت بطريقة غير مباشرة في اغتيالات لشخصيات جنوبية سياسية و كذلك تأطير شخصيات جنوبية  في صفوفه  - فكانت الحرب الكارثية على الجنوب في صيف عام 94م , أكلت الأخضر واليابس فتم ترسيخ وهم الوحدة بالمدفع والدبابة وأصبح الجنوب خارج المعادلة السياسية .

عند انطلاق ثورة الربيع العربي في الوطن العربي التي  أفرزت نخب سياسية  جديدة تم تعينها بموافقة دولية وإقليمية , ففي اليمن تم تعيين عبدربه منصور هادي رئيسا لليمن خلفا لصالح ( الذي اختلف في تسميته بين مخلوع والسابق .

هادي يريد تكرار التجربة التي طبقها سلفه ( صالح ) للتخلص من خصومه المفترضين ويجاد بلد فاقد لمتطلبات المرحلة القادمة ( قيادات جنوبية ذات ثقل سياسي ) لم يتم احتواءها في الثورة السلمية الجنوبية التحررية وتشظي حاصل لقوى التحرير ودعوات لانتخاب قيادة جنوبية بديلة .

فقد استدرج هادي قيادات جنوبية إلى جانبه في عملية شديدة الخطورة على القادمين إلى صنعاء فهل يستطيع هادي أن يحول ثورة الجنوبيين التحررية إلى ثورة بدل فاقد والاستفادة منها  في التخلص من الزعامات الشمالية القبلية التي ارتبط تاريخها بالفساد في الشمال والجنوب , واستخدام أياد للضغط عليها _ أنصار الله _  لتتحول وحدة الوهم إلى وحدة ثقل جنوبي من خلال استغلال نخب جنوبية سابقة وفاعلة في الثورة الجنوبية لم تتوافق في الجنوب .

 بعد فشل الحوار اليمني الطويل الأمد الذي الهدف منه الإطاحة بآمال وطموحات الشعب لجنوبي التحرري , هل سيتم طي سجل شهداء ثورة الجنوب التحررية إذا أمكن لهادي ما أراد ؟

الأطر السياسية الشمالية خارج اللعبة السياسية بعد رمي كل الأوراق ...  يمن اتحادي كما رسم له الإقليم بوجه جنوبي خامل هرول إلى صنعاء تاركا ثورة شعبية تحررية خلفه .

هل سيدرك الشماليون مدى الخطر الفادح الذي ارتكبوه في وطنهم الشمال ثم يستفيقوا من سباتهم العميق على ورقة التصالح والتسامح  لتقوم ثورة شمالية تطالب باستعادة دولة العربية اليمنية المحتلة .