آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:01:26:46
بكل صراحة
صلاح السقلدي

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

نعم.. نقف بقوة ضد عبارة "لا يعنينا"، التي يتبعها البعض بصورة ساذجة وبليدة تجاه كثير من القضايا التي تهم القضية الجنوبية, ولكن؛ بالمقابل لا يمكن القبول بأن يستخدم هذا الرفض لعبارة "لا يعنينا" كمبرر لابتلاع كل طعم يرمى لمتهالكين على فتات الموائد الصنعانية، والقبول بكل الشروط والإملاءات، والهرولة الى الهوة السحيقة في سوق  نخاسة الأوطان!

مثلما نرفض التعاطي السياسي المتشدد، والمتصلب إزاء المواقف التي تتطلب المرونة السياسية بمسيرة الثورة الجنوبية, ولكن؛ لا يكمن لعاقل ان يجعل من سياسة الانبطاح والتخاذل بديلاً عن ذلك, فالخاذل أخو القاتل - كما يقال، فثمة منطقة وسطى توجد بين هذه السياسة، وتلك!

 وكذلك؛ نشعر بالقرف من سياسية التخوين والتشنيع، التي ينتهجها البعض في الجنوب ضد من يخالفهم الرأي, وهذا المنطق يتصادم مع القول الشهير "أنت حر إذا لم تضر"، ولكن أيضا يجب ألا تكون عبارة "لا للتخوين" عبارة عن كرت ترهيب يرفع بوجه كل من ينتقد نقدا إيجابيا هادفا لكل المواقف السلبية والمتهاونة.

 نعم.. كان يوما أسود، وشديد القتامة ذلك اليوم الذي وقّـع فيه السيد علي سالم البيض اتفاقية 22 مايو 1990 مع الجمهورية العربية اليمنية, ولكن هذا التوقيع الشؤم لا يعطي أحداً الحق في أن يمعن بقهر الجنوب، وذبحه على عتبات حيي الحصبة الستين، ويتخذ من ذلك التوقيع ذريعة ليواصل به المشوار نفسه في البيع والشراء بهذا الوطن الجنوبي المنكوب!  

 وكذلك؛ هو الشعور المرير من قرارات، وتهور السيد علي البيض التي اتبعها تجاه الجنوب غداة يوم 22 مايو 90، ولكن هذا التصرف الذي قام به البيض (في حال ان سلمنا بأن تلك القرارات كانت قرارات شخصية، وليست قرارات جماعية، مع اننا نعلم ان تلك القرارات، ومنها قراره الشهير يوم 22 مايو 90 كان يحظى بتأييد الأغلبية الساحقة من قيادات الحزب الاشتراكي).. نقول إن الشعور بمرارة تلك القرارات لا يعطي لأي جهة او شخصية كانت الحق في أن يقول لنا بصورة سخيفة، وفجة إن البيض قد أخطأ سابقا، ونحن سنعمل اليوم مثلما هو عمل، وكأن أصحاب هذا المنطق الغريب يقولون: أريد نصيبي في ظلم الجنوب!.. فهذا المبرر السمج يذكرنا بثقافة نظام (7 يوليو) الاحتلالي، حين كان يجعل من ظلم الحزب الاشتراكي للجنوب خلال 25 عاما من الحكم - حسب وسائل إعلام نظام (7 يوليو)، مبرراً لظلم الجنوب ونهبه وبطشه منذ ذلك اليوم الاستعماري الأسود، وحتى اليوم.

  حكمة: "تجوع الحرة، ولا تأكل بثدييها"!!

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص