آخر تحديث :الخميس 11 يوليو 2024 - الساعة:16:11:29
"عدن".. مدينة كونية
احمد محمود السلامي

الخميس 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

خصني صديقي الباحث والمترجم العدني المشهور.. الأستاذ بلال غلام حسين، في مقدمة كتابه "عدن تاريخ وطن.. وحكاية إنسان"، الطبعة الثانية، خصني بشكر خاص، وعظيم الامتنان لما قدمته من صور، وصفها هو بـ "الصور التاريخية النادرة"، التي حوتها صفحات كتابه الثمين والقيّم.. ولم أطلب منه بشكل مباشر، أو غير مباشر، أن يذكر اسمي في كتابه.. لكن (بلال) - كعادته دائماً - وفيٌ مع أصدقائه ومحبيه، فقد شكر كل من وقف إلى جانبه، ودعمه خلال فترة إعداده الكتاب.

لم أبخل على (بلال) بالصور، لأنني أيقنت منذ قراءتي كتابه الأول أنه يجمع ويعد ويوثق لتاريخ عدن.. وهذه مهمة جسيمة وسامية في الوقت نفسه، ستعود بالمنفعة على كل الأجيال الذين لا يعرفون الشيء الكثير عن تاريخ هذه المدينة الساحرة، التي تعاني - الآن - الفقر والتهميش والنهب.. المدينة التي يتغنى بها الجميع، ومنهم لا يعمل لها شيئا يذكر، بل إن البعض يسيء إليها - أيما إساءة.. والأخطر من ذلك كله؛ هو السعي الخبيث إلى طمس هوية "عدن"، وتغيير جغرافيتها البشرية لتكون تابعة لهذه المنطقة، أو تلك.. سيأتي زمنٌ تستفيق فيه، وتعاد لها نُضرتها، وشبابها الريّان.

"عدن" لن تكون لأحد - لا لهم، ولا لكم - هي هكذا بطبعها.. مدينة كونية، متعددة الأجناس والثقافات والأعراق.. ومن أراد غير هذا؛ فهي تنبذه بعيداً، ولا يستطيع العيش فيها!! أعود مرة أخرى إلى قضية الصور القديمة لعدن، ومناطق الجنوب، بما فيها حضرموت.. أقول "قضية" لأنها سببت لي الكثير من المتاعب، وأحياناً المشاكل، بسبب رفضي أن تكون ملكا لأحد، مهما بلغ به الحد من التحايل أو الدهاء!!

فهذه الصور مرتبطة بهوايتي في الرسم والتصوير وتجميع الصور القديمة، وترميمها منذ زمن طويل، جمعتها من مصادر متعددة.. أحيانا عندما التقطُ خيطا رفيعا بتلهف، وأشعر أنه سيوصلني إلى صورة أبحث عنها، لا أتردد في بذل جهد كبير في الصول إليها، أو أخسر المال في سبيل ذلك .. لكنني أشعر بفرح وسرور وغبطة عظيمة عندما أحصل عليها، وأنكسر عندما يخيب ظني.. كان - ولا يزال - عندي مبدأ، وهو عدم إعطاء أي صورة لأي أحد لا يستطيع نشرها، وتعميمها على الناس للاستفادة منها، مما يضمن حفظها وتوثيقها للتاريخ.

قبل أربع سنوات وجدت في "الفيس بوك" ضالتي المنشودة في نشر الصور على الملأ، والقدرة على المشاركة مع الآخرين والتواصل معهم، فقمت بإنشاء 35 ألبوم صور قديمة (أبيض وأسود)على صفحتي.

مئات الصور للمدينة الكونية (عدن)، ومناطق جنوبية كثيرة في مقدمتها لحج.. ومواضيع أخرى عن جيش الاتحاد، وشخصيات من عهود ما قبل 1967، ومواضيع عن الفن والإعلام والرياضة.. معظم الصور التي نشرتها كانت نادرة وواضحة، وقيمة للغاية.. لم يدم فرحي بهذا الإنجاز طويلا، فقد تحول في مدة قصيرة إلى حسرة وألم بعدما تهافت على الألبومات قراصنة الصور، ونسخوها وختموها بأسمائهم وأعادوا نشرها في مواقع عديدة للتعبير عن حبهم لعدن، والجنوب.

لم أضع اسمي على تلك الصور؛ لأنني أردتُ ان يستخدمها الناس دون أنانية أو تملك، لكن - للأسف - هذا لم يحصل. وجدت في كتاب "عدن تاريخ وطن.. وحكاية إنسان" فرصة مناسبة لنشر تلك الصور، وتوثيقها في هذا الكتاب القيم؛ لتكون في متناول كل شخص يريد أن يعرف الكثير عن عدن.. لا يكفي المجاهرة و(المناطحة) بحب عدن فقط!.. علينا تقديم كل ما هو مفيد وإيجابي لمدينتنا.. كل في مجاله. 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص