آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:20:37:08
صندوق الهبات والمحسوبيات
جمال كرمدي

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

اسمه الصحيح صندوق التراث والتنمية الثقافية.. صندوق عابر بالزلط ولكنه يسير في الطريق الغلط، لأنه يفتقر إلى البرمجة والخطط والقائمون عليه صاروا سمانا كالقطط.. من الوزير إلى المدير إلى أصغر صغير؟..لهذا السبب بلادنا للأسف تعيش أزمة ثقافة.. وتعاني من أزمة مثقفين.. ولهذا السبب انهارت ثقافتنا الوطنية وتردت أوضاعها الفنية والإبداعية كمثقفين وفنانين ومبدعين.. لأن المسؤولين على الفعل الثقافي لا علاقة لهم بالثقافة.. ولا صلة لهم بشيء اسمه الإبداع..

إن اجمالي الإيرادات المالية التي يحصدها صندوق التراث والتنمية الثقافية من جراء فرض ضريبة (الريال الواحد) على كل سلعة تجارية يقدر بـ، المليار ريال سنويا ولكن للأسف هذا المبلغ المهول لا يوظف توظيفا سليما لخدمة تراثنا اليمني ولا تنميتنا الثقافية.

وأمام هذا الوضع الكارثي المؤلم لهذا الصندوق وفي ظل غياب الوعي الثقافي لدى قيادة وزارة الثقافة وانعدام الرجولة فيها والشرف والنزاهة في ترشيد نفقات الصندوق بما يخدم الصالح العام والاستفادة منه في التوعية الجماهيرية ورفع مستوى وعي المجتمع في مواجهة الإرهاب ومكافحة الفساد من خلال فنون المسرح والأغنية الوطنية والكلمة الهادفة واللوحة الفنية التعبيرية الصادقة والكتاب المفيد وغيرها من وسائل التعبير الأدبي والفني، هكذا هي مهمة صندوق التراث والتنمية والثقافة.. فما أحوجنا اليوم إلى دور الثقافة في بناء دولتنا المدنية الحديثة وترجمة مخرجات الحوار الوطني الشامل برؤية ثقافية إبداعية.. فلا دولة مدنية بدون ثقافة وطنية..

فهل يعي الاخ معالي وزير الثقافة د. عوبل مندوق هذا الأمر؟.. وكيفية الاستفادة من إيرادات هذا الصندوق وتوظيفها في إقامة المهرجانات الفنية والندوات الفكرية والمعارض المختلفة (حملة وطنية توعوية شاملة)، يصفها المثقفون والفنانون والمبدعون في تنفيذ وبلورة مخرجات الحوار الوطني الشامل.. بدلا من العبث بمقدرات هذا الصندوق وبعثرة أمواله (زيط ميط).. وإنني لا أعجب من أمر هذا الصندوق كيف يتحول إلى صندوق الهبات والرعاية الاجتماعية والمحسوبيات.. ونسي دوره التنموي التوعوي المنوط به.

ولقد أشرنا في مقالاتنا السابقة ولقاءاتنا ومحاضراتنا مع تلامذتنا وشبابنا بأن الثقافة والمثقف لا يقل دورهما عن دور الأمن ورجل الأمن في محاربتهم للإرهاب ومكافحة الجريمة.. فإذا كان رجل الأمن يحمي المجتمع من الجريمة.. فإن المثقف مكانته أعظم من رجل الأمن.. فالمثقف يحمي المجتمع وأفراده ويقيهم من أي غزو فكري متطرف.. ومن هنا تكمن أهمية دور المثقف في التوعية الجماهيرية.

فهل يعي الأخ معالي وزير الثقافة د. عوبل مندوق هذا الأمر؟ وهل تستيقظ حكومة باسندوة القوية من فسادها وتعي هذا الأمر؟

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص