- مدير صحة تبن الرفاعي يحذر: الكوليرا تفتك بالأرواح وتستدعي تحركا مجتمعياً عاجلا
- الرئيس الزُبيدي يثمّن الدعم الإنساني الذي تقدمه جمهورية الصين لبلادنا
- المعلمون يشكون تأخر صرف مرتباتهم لشهر اكتوبر
- الوزف.. وجبة بارزة على موائد اليمنيين وفي ثقافتهم
- انسحاب عناصر حــوثـيـة من مأرب إلى صنعاء
- قائد محور أبين العميد النوبي يشهد حفل تخرج قوات عسكرية في ردفان
- مركز التنبؤات الجوية والاندار المبكر تحذر من اضطراب مداري في بحر العرب
- احتراق باص في عدن
- محكمة الأموال العامة تعقد أولى جلساتها في قضية مصافي
- تخوف حوثي من عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
تخيل شخص نائم وعندما يستيقظ لدقائق معدودة يتكلم كلام غير مفهوم وقديم ويستخدم مفردات عفا عليها الزمن ويرجع يغط في نوم العسل فاتح يده لما سخره الله من رزق . هذه الصورة الكاريكاتورية تجسد حال إعلامنا الرسمي المريض الذي لا يجد إلا المديح والتلميع من خلال الكلام الإنشائي الرنان الطنان الذي يقوله معظم المذيعين والضيوف الغير متخصصين في البرامج الحواري الذي لا يعكس إلا ميولهم الفردية الأنانية . الإعلام لاعب أساسي ضد الإرهاب بل أن العمليات الإرهابية المدروسة هي في مجملها من أجل بث الرعب عبر وسائل الإعلام وخلق أجواء الارتباك والفوضى تتيح انتشار الشائعات المغرضة ، التي يستخدمها الإرهابيون ضد الأنظمة السياسية المحلية بهدف بث الرعب العام والخوف بين المواطنين حتى يشعروا بعجز الأجهزة الأمنية عن توفير الأمن والسكينة ، وهي الغاية الأساسية للإرهاب التي يراد منها دفع الرأي العام إلى الاقتناع بان هذه الجماعة أو تلك لديها انجازات مخيفة وجبارة لا تقهر . إذن الحرب الإعلامية هي الأخطر في مواجهة الإرهاب لعدة اعتبارات أهمها انه (الإرهاب) يتسلّح بالإعلام للترويج لأهدافه ومراميه !!
الجماعات الإرهابية تحرص في معظم الأحيان على توثيق عملياتها الإرهابية بدء من نشر الفيديو الذي يظهر الانتحاري وهو يتوعد .. والباقي تقوم به أجهزة الإعلام الرسمية حتى تكتمل الصورة الوحشية والمرعبة في نفوس الناس فتقوم فتظهر الدمار والخراب والقتلى والخسائر الجائرة.. بعد ذلك ينفرد إعلامنا الرسمي بنشر أخبار وبيانات التنديد والوعيد لمدة ثلاثة أيام أو أكثر حسب الحدث ويتوقف ، ويأتي بعدها دور المقالات السياسية الإنشائية و البرامج الحوارية التلفزيونية بضيوف هم أنفسهم من نشاهدهم منذ أزمة 2011م مروراً بمؤتمر الحوار وكل المحطات الأخرى وكأن البلاد لا يوجد فيها أشخاص غيرهم بل أن بعضهم لازال يظهر في الشاشات بنفس البدلات التي كان يظهر بها منذ ثلاث سنوات ويردد نفس الكلام المنمق مع تغيير الأسماء .
إن هذا التعاطي الإعلامي الرسمي الهابط مع قضايا مهمة كقضية الإرهاب بكل تأكيد سيفرز حالة من الشك و اللا مصداقية تجاه وسائل الإعلام الرسمية المختلفة وهذا ما يجعلها أجهزة إعلامية هشة وغير مؤثرة . للأسف الشديد القيادات الإعلامية تتعامل مع القضايا الهامة بشكل روتيني وتقليدي للغاية ولا تكلف نفسها مثلاً بقراءة توجيهات رئيس الجمهورية الصادرة إليها بخصوص فعالية معينة فيقوم أي أحد من مكتب الوزير بكتابة مذكرة يوقعها الوزير إلى الوكيل أو مدير عام المؤسسة المعنية يقول فيها : نرفق لكم نسخة من رسالة فخامة رئيس الجمهورية الخاصة بكذا وكذا نرجو الاطلاع وتوجيه الأجهزة بتنفيذ ما جاء بالرسالة ، وهو بدورة يحرر رسالة إلى رؤوسا الأجهزة والقطاعات يقول فيها: نرفق لكم نسخة من رسالة الأخ الوزير ونسخة من رسالة فخامة رئيس الجمهورية الخاصة بكذا وكذا نرجو الاطلاع وتوجيه الإدارات المعنية بتنفيذ ما جاء . وهكذا تمر التوجيهات إلى ان تصل إلى المحرر أو معد البرامج أو المخرج الغلبان الذي مطلوب منه عمل المستحيل في ظرف أيام قليلة وبسرعة ! في الوقت الذي ينام خلف المكاتب الوثيرة عشرات المستشارين والمساعدين والمدراء ونوابهم ينتظرون المبالغ المخصصة لهذا التكليف أو ذاك .. وكلها وطُلبة الله !!