آخر تحديث :الاحد 16 يونيو 2024 - الساعة:23:01:39
سنوات الجمر !!
سند بايعشوت

الاثنين 00 يونيو 0000 - الساعة:00:00:00

انبثقت من هذه الأرض الطيبة - منذ فجر الاستقلال إلى الراهن الآسن - ثلاثة أجيال متعاقبة وراثياً وجينياً، بكفاح مرير من الآباء إلى الأبناء فالأحفاد الحالمين بغد أفضل وأجمل، والحالمين بالحلم الذي لم يتحقق، فالخطاب هو الخطاب، والمليونية هي المليونية بين الزعيم والرئيس من الإرث الثوري الماضوي!!

لم يكن في مسيرة النضال زعماء ولا رؤساء، وإنما ثوار وأحرار، بينما محل الزعماء والرؤساء في الجامعة العربية، حتى رمز التسامح وأيقونة النضال (نيلسون مانديلا) لم يطلق عليه مريدوه وأنصاره "الزعيم" ولا "الرئيس الشرعي" في أيام وسنوات الجمر ضد الفصل العنصري، بل كان ثائراً وطهرانيا ونورانيا وقائداً للحوار، فلنعيد تفكيك عقلية الماضي التي لم تعد قادرة على الاستمرار بتجديد البناء للحركة الوطنية، ولم تبلور المرجعية الشرعية التي اعتمدت فقط على الرصيد النضالي دون غيرها من المؤهلات والخبرات، ودون الاعتراف بطاقات الشباب، وضرورة أخد دورهم كاحتياطي سياسي نشط لم تستغل قدراتهم في الثابت والمتحول.

ما برحت تلك المسميات والمواصفات التي انتقلت إلى الجيل الثالث رسما عن رسم تراوح مكانها، ولم تتزحزح كالطواطم، ولم تجدد أدواتها في قراءة ما وراء النص لتتجاوز وتتجاور وتتحاور مع فن الممكن بعيداً عن بؤر التوتر والتشنج في المنحنيات والمنعطفات، فكانت محصلة سبع سنوات عجاف إقليميا ودوليا قد آلت إلى الصفر سياسيا بلا توافق، ولا تبادل طالما بقي الذي يفرقنا أكثر مما يجمعنا حاضراً بقوة في الحالة الثورية الفارقة.

ومن السخرية بمكان؛ أن يرتفع الصوت عالياً بفك الارتباط واستعادة الدولة والتحرير والاستقلال ولا نزال مشتتين ومتفرقين بين حراك وحراك آخر، ومليونية ومليونية أخرى، ومناضل ومناضل آخر، وقبل أن نطالب الآخرين بالجلوس على مائدة مفاوضات الحل النهائي، بشرط حضور طرف ثالث ضامن ومسلم (وتلك بدعة حسنة)، علينا القبول أولا ببعضنا البعض ولو بالحد الأدنى على القواسم والفواصل المشتركة، ثم الجلوس (حبايبى) على طاولة حوار مستديرة ومباشرة بلا قطيعة ولا خصومة، ولا عداوة دائمة من زمان "جدي" لنتصالح ونتسامح، لا نتناطح ونتصارع بين العقول والعجول، وتلك من سابع المستحيلات، ولكم في تحضيرية المؤتمر الجنوبي الجامع خير دليل وشاهد!!

وبالتالي؛ ما الذي ستضيفه مليونية فك الارتباط القادمة بعدن؟ وقد سبقتها مليونيات أم يدخل ذلك تحت بند الاستعراض والاستقواء في الحشد والحشد الآخر بين المكلا وعدن، وهل سنظل على هذا المنوال والموال على طول؟ في الوقت الذي قدم الناشطان فضل العيسائي وبدر اليافعي عملا رائعاً لم يفعله آخرون منذ زمن طويل؛ باختراق أروقة الأمم المتحدة بعلم الهوية في أقوى وأبلغ رسالة، وبأسلوب نضالي مدهش للجيل الجديد فشلت المليونيات في إيصاله للعالم، أم أن ذلك "لا يعنينا".. وتسلم الأيادي!!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص