آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:14:14:32
لا تلعبوا بالنار
علي الزامكي

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

رسالة (زامكية) لوزير الخارجية السعودي يقول له بأن التغذية والتحريض على الصراعات المذهبية والطائفية عمل أحمق وخطير، وسوف تضرب الإسلام بالعمق - لو قدر الله أن تحصل - وأقول للوزير بأن نارها ستصلكم الى غرف نومكم.. فلا تلعبوا بالنار وانظروا إلى تصريحات وزير الخارجية الامريكي الاخيرة حول الصراع المذهبي، وانعكاساتها على مستقبل العالم، وعلى الكل أن يدرك - سواء أكان شيعيا او سنيا - أن الصراعات المذهبية والطائفية من أخطر الصرعات بالعالم، وهي تختلف عن الصراعات السياسية التي تنتهي بنهاية المشكلة، أما الصراع المذهبي فهو صراع عقائدي، وليس سياسيا!!

 وزير خارجية السعودية - في مقالة لعبدالباري عطوان - قال بأن الوزير السعودي قال في تصريح للوزير بأن سوريا تقع تحت الاحتلال، وأنا هنا أتساءل: أي احتلال سوري يقصده الوزير السعودي تقع تحته سوريا؟ فإن كان يقصد أن الأسرة الحاكمة السورية (الأسدية) تحتل سوريا، فهذا القول للوزير السعودي ينطبق على المملكة السعودية، أي بتعبير آخر - حسب وصف الوزير - فالسعودية وشعبها تقع تحت الاحتلال من قبل العائلة السعودية، فلا تضرب - يا وزير- بيوت الناس، لأن بيوتكم مثل بيوتهم، ووزير الخارجية الامريكي (المستر كيري) أصبح حريصا على سوريا ووحدتها الترابية ومؤسسات الدولة عندما قال "إن استمرار القتال سيؤدي الى دمار الدولة، وانهيار الجيش، واندلاع نزاع مذهبي طائفي شامل يستمر سنوات يعزز المتطرفين، ويزيد من احتمالات الارهاب"!!

ولهذا؛ أقول للقارئ العربي والجنوبي بأن ما قاله الوزير الأمريكي حول الجزء الأول المتعلق بالصراع المذهبي والطائفي ليس حرصا على وحدة وتراب سوريا، ولديهم رغبة وشهوة عالية العيار لتوسيع هذا الصراع الطائفي ليضربوا الإسلام بالعمق عبر هذا الصراع، ولكنهم يخافون نتائج أفعالهم وانعكاساتها على مستقبل العالم، ومن الجهة الأخرى ما قاله الوزير في الفقرة الثانية حول تعزيز موقع المتطرفين، وزيادة الارهاب، فهذا هو ما يخيفهم مستقبلاً، ولولا هذه الجزئية لما تجرأ على قول هذا التصريح، وسوف يدعم الصراع المذهبي ليتخلصوا من الطرفين (سنة وشيعة)، وبالتالي المراكز الاستراتيجية الدولية بالغرب تدرس نتائج أفعالها قبل الإقدام عليها، وتقدم تصوراتها وتحليلاتها لقادتها ووضع احتمالات الفشل من أولوياتها قبل ان تفكر بنجاحات، وتدرس معايير الفشل قبل التفكير بمعايير النجاح، وتضع البدائل الموازية في حالة الفشل!!

وجاء تصريح وزير الخارجية الأمريكي لهذا السبب، والسياسي الناجح والذكي قبل التفكير بالنجاحات يفكر بعواقب الفشل، ويفكر بوضع الحلول البديلة لها، أما النجاحات (فقدها) بالجيب.

كما تناول عبدالباري حديث أو تصريح وزير الخارجية السعودي، وقال يرغب الأمير السعودي، والكثير من أقرانه الخليجيين، هو النتائج التي يمكن ان تترتب على التحريض المذهبي والطائفي الذي شجعته حكوماتهم لتبرير تدخلها العسكري والمالي في سوريا، واحتمال عودة (المجاهدين) الذين ذهبوا بحسن نية وحماس الى سورية لإسقاط النظام. وأنا هنا (الزامكي) أقول للأمير السعودي بأن التحريض على الصراعات المذهبية والطائفية وتغذيتها سوف يصل الى دياركم، والوزير الأمريكي دعمكم في هذا الصراع، ولكن مراكزهم الاستراتيجية أدركت خطورتها على العالم، ويا وزير خارجية المملكة السعودية؛ إن سوريا ليست تحت الاحتلال - كما وصفتها بتصريحك - ولكنها واقعة تحت هيمنة الأسرة - كما هو حال الشعب السعودي، القابع تحت هيمنة الأسرة الحاكمة بالسعودية - فلا تضرب بيوت الناس لأن بيتك مثل بيتهم، وأقول لك بأنني لم أجد بالعالم دولة مكونة من 25 مليون نسمة، ومساحة بطول مليون كيلومتر تسمى باسم أسرة واحدة - كما هو حالكم، ولو سألتكم: من متى تم تسمية مملكتكم باسم أسرتكم؟ وهل لديكم تفويض شعبي وقبلي بهذا الاسم، أم أن أبوكم (الملك عبدالعزيز) فرض اسم أسرته على شعب الجزيرة العربية بقوة السيف؟ و لهذا؛ اعلم يا وزير خارجية المملكة أن تحريضكم، وتغذيتكم الصراع المذهبي بسوريا سوف يصلكم الى أمام منزلكم، وستدخلها نار المذهبية التي تغذونها اليوم بسوريا!!

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص