آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:17:42:54
في ذكرى يوم إعلان الحرب
محمد حيدرة مسدوس

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

في 27/ابريل عام 1994م أعلن الرئيس السابق علي عبدالله صالح الحرب على الجنوب وأسقط مشروع الوحدة السياسية بين دولة اليمن الديمقراطية ودولة الجمهورية العربية اليمنية وحولها إلى احتلال استيطاني أسواء من الاحتلال البريطاني .

فقد قام بحل كافة مؤسسات الجنوب العسكرية والأمنية والمدنية بعد الحرب ، وقام بإلغاء العملة النقدية  الوطنية للجنوب  واستباح الأرض والعرض وحول الجنوب إلى غنيمة على طريقة القرون الوسطى .

وهذا الوضع المأساوي قاومه شعب الجنوب منذ البداية ، ألا أنه للأسف لم يجد قياده سياسيه تقوده نحو  الخلاص من هذا الوضع ، واذكر أنني في بداية عام 2007م التقيت  قيادة حركة ((تاج)) في لندن عندما كنت هناك للعلاج وحاولت الجمع بينهم والقيادات القديمة المتواجدة في الخارج ولم يوافقوا بحجة ان القدامى يكذبون .

وبعد ذلك اتفقنا معهم على شعار يجمع الجميع ، وهوا أن ((الهدف واحد والباقي تاكتيك )) واذكر أيضا إنني قلت لهم اخلقوا علاقة مع وسائل الإعلام العالمية وأكدوا على شرعية القضية وعدالتها ، وقولوا انه لاينقصها إلا القيادة السياسية فقط ، فغضبوا وقالوا الم نكن نحن القيادة السياسية لها .

والان أقولها وبثقة تامة انه لو كانت هناك قياده سياسية لشعب الجنوب لما استمرت مأساته حتى اليوم .

 

وللمزيد من التوضيح نورد التالي: 

أولآ: ان أي حركة  سياسية أو ثورة سياسيه هي عبارة عن فكره أولآ ، وقياده ثانيا،

وفعل ميداني ثالثا . فإذا ما أسقطنا هذه الأركان الثلاثة على الحراك الوطني السلمي الجنوبي أو الثورة السلمية الجنوبية سنجد بان ركنها الثاني الذي هوا القيادة السياسية مازال غائبأ، وهوا السبب في كل هذه الإخفاقات .

ولهذا فإننا  نطلب من كافه العقلاء في الداخل والخارج بان يتم العمل على إيجاد قياده سياسيه توافقيه موحده تضم الجميع حتى تتمكن هذه القيادة من تقديم نفسها للعالم بأنها تمثل الجنوب وتقود  قضيته في المحافل الدولية حتى تنتصر لها .

كما نطلب من العقلاء أيضا في الداخل والخارج عدم الدخول في خلافات مع غير العقلاء ، بل يتركونهم وشانهم حتى يصلوا إلى الفشل ويقتنعوا بالعودة إلى الصواب ، لان هذا أهون من الدخول في خلافات معهم .

 

فالحكمة تقول : عندما يكون الواحد أمام شرين يختار أهون الشرين ، وهذا هوا أهون الشرين .

ومن باب المناصحة قلت لبعض الشباب: أن من أراد الصواب عليه ان يسمعني ومن يخالفني سيقع في الخطاء ، مع إيماني ان الرأي الصائب يحتمل الخطاء ، ولكني واثق بان رأيي في هذه القضية بالذات لايحتمل الخطاء.

وأتمنى عليهم بان لا يفسروا كلامي خطاء كما فسر خطاء حول سفينة الوحدة الوطنية الجنوبية وحولوه إلى ماده إعلامية دسمه لمن يترصد لأصحابه أكثر من ترصده لخصومه.

ثانيا: أن غير العقلاء هم الذين يترصدوا لأصحابهم أكثر من ترصدهم لخصومهم ، وهم الذين يبعثرون الحراك ولايسعون إلى توحيده ، وكذلك الذين يقولوا لايمكن ان يحكمنا فلان أوجهة الفلاني، لأننا  اذا ماسلمنا بهذا المنطق قبل استعادة الوطن لن يبق حيز في وعينا للوطنية التي ندعيها؟؟؟ . فهذا القول ممكن ان يكون معقولا ومقبولا بعد استعاده الوطن وليس قبل  استعادته .كما ان من يقل  هذا  عدني وهذا صبيحي أو ضالعي أو ردفاني او يافعي او ابيني او شبوي او حضرمي أو مهري قبل استعاده الوطن  ، هو  كذلك غير عاقل ، لأنه  بذلك يضر القضية ويخدم خصومها دون إدراك .

حيث ان مثل هذه الأقوال  في السياسة هي نقيضه للوطنية ونافيه لها  . 

 

فالوطنية  الجنوبية  في السياسة هي ((جنوبي وبس))  . 

ثالثا: أن الوطنية الجنوبية اليوم تقوم على مسلمات ثلاث ، أولها : إننا فاقدين وطن ونريد استعادته ، وثانيهآ : أنه يستحيل استعادته إلا بالإجماع ، وثالثها : أنها لاتوجد قيمه لأي عمل خارج الإجماع طالما استعادة الوطن مشروطة موضوعيا  بالإجماع، فعلى سبيل المثال كنا قد التقينا في يافع منطقة  العسكرية  عام  2009م قبل ظهور أي مكون في الحراك ، وكنا نحضر لمؤتمر جنوبي جامع ،ولكنا فوجئنا بإعلان المجلس الوطني من العسكرية نفسها بعد عدة أيام من ذلك اللقاء وتعطل الإجماع الذي كنا نسعى إليه  ، وكرد فعل على ذلك  ظهرت الهيئة الوطنية و ظهرت نجاح ، ثم ظهر مؤتمر القاهرة ، والتكتل الوطني ، ومؤتمر المجلس الأعلى للحراك  ، والمؤتمر الوطني لشعب الجنوب ، ومؤتمر مجلس الثورة ...الخ.

وكل هذه المكونات  مزقت الحراك ومنعته من ان يكون أداه سياسيه لاستعادة الوطن .

 

رابعا: أن المسلمات الثلاث المشار إليها أعلاه ليست رايآ أو وجهة نظر يمكن مناقشتها ، وإنما هي مسلمات موضوعيه غير قابله للنقاش . وبالتالي فان من يسلم بها ويعمل على تمثلها في الممارسة العملية هو صادق مع القضية ، ومن يرفضها أو لم يتمثلها في الممارسة العملية هو كاذب  على القضية أو غير واعي لها . فليس هناك شيئا ثالثا بين الحقيقتين.

ولهذا وبما ان هناك سعيا لمؤتمر جنوبي جامع وملتزم ((  بالإجماع كوحدة قياس لعمله)) فإننا نطلب من الصادقين مع القضية بان يتفاعلوا  معه .

وفي حالة انه لم يتم ، فانه يجب العودة وبأسرع وقت ممكن إلى النقاط الأربع التي وضعناها قبل سنه كأسس لتوحيد الجميع ، وقلنا أنها المحاولة الأخيرة وبعدها الوداع لكل هذه المكونات.

وقد كان الرئيس البيض والرئيس علي ناصر والرئيس العطاس والسيد عبدالرحمن الجفري موافقين عليها، وعندي رسائلهم البريدية التي جاءت عبر الدكتور الوالي ،وقد تم  التوقيع عليها في الداخل من قبل  الجميع باستثناء مكون واحد طلب التأجيل بعد أربعه شهور من الحوار .

ومع ظهور اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع علقنا العمل بالنقاط الأربع حتى نعطي فرصه  لإنجاحه ،  مع قناعتي بان هناك لعبه مخابراتية تعرقل مثل هذا العمل .

فعلى سبيل المثال عملنا حاليا على توحيد الجميع في هذه الفعالية الخاصة بإعلان الحرب على الجنوب وعملنا ضوابط ووقعت عليها جميع المكونات بدون استثناء ، وشكلنا لجنه تحضيريه واحده ودائمة ضمت الجميع د ون استثناء أيضا ، وأصدرنا بيان بذلك وأكدنا على ان الفعالية المركزية ستكون في حضرموت كرد فعل على تقسيم الجنوب وكدعم لأبناء حضرموت البواسل ، ولكنه بمجرد إعلان ذلك دخلت الأيادي الخبيثة وعطلت ما قمنا به . وسوف يأتي يوم نكشف فيه كل الحقائق للشعب.

خامسا: انه بعد قرار مجلس الأمن الدولي الأخير رقم 2140لعام 2014م قد تغير الوضع السياسي في اليمن وأصبح يتطلب خطابا سياسيا جديدا لشعب الجنوب يقوم  على المطالبة بمفاوضات نديه خارج اليمن وتحت إشراف دولي . وهذا يعني بان  هذا الوضع الجد يد الذي خلقه قرار مجلس الأمن الدولي الأخير  يتطلب درجه رفيعة من الوعي السياسي حتى لايتحول عملنا ضد قضيتنا دون إدراك . 

فلا بد  للجنوبيين ان يدركوا بان الوحدة ليست هي السلطة ، ولابد للشماليين ان يدركوا بان السلطة  ليست هي الوحدة ، وأقول لهم أيضا انه لا يمكن علميا بان توجد أي وحده سياسيه حقيقية خارج الثقة وخارج رغبه الشعوب .

سادسا: بما أنها  لاتوجد الثقة ولا توجد الشرعية لمخرجات الحوار بالنسبة لشعب الجنوب ، فان فرض الأقاليم عليه قبل حل قضيته مع صنعاء هو بمثابة فرض العبودية عليه .

فلم يوجد من حمل شرعية تمثيل شعب  الجنوب في هذا الحوار ، وحتى العناصر المنحدرة من الجنوب التي شاركت في الحوار لم تدعي تمثيلها لشعب الجنوب . وهذا يعني بان مخرجات الحوار بالنسبة لشعب الجنوب غير شرعية وباطلة مثلها مثل حرب 1994م ونتائجها، وسوف يكون مصيرها مثل مصير الحرب ونتائجها .

فقد قلنا سابقا بان حرب 1994م غير شرعيه وان نتائجها   باطلة ولم يقبل أصحابها حتى أجبرهم الواقع على الاعتراف بهذه الحقيقة ، وسوف يأتي يوم يجعل أصحاب هذا الحوار يعترفوا بعدم شرعيته وبطلان نتائجه بالنسبة للجنوب . 

سابعا: أنه لو كانت لديهم نية صادقه  لكان أقروا عودة المؤسسات  الجنوبية العسكرية والأمنية والمدنية التي تم حلها بعد الحرب ،  ولكان اقروا عودة العملة النقدية الوطنية الجنوبية التي  قاموا بإلغائها بعد الحرب ، باعتبار أن كل ذلك من  أثار الحرب .  فقد بحثوا في القضية دون  أن يحددوا ماهي القضية أصلا . وهذا هو منتهي الاستخفاف  بها ومنتهي الضحك على ذقون  أهلها .

ولهذا فأنني في الختام أقول للسيد جمال بن عمر مندوب الأمين العام للأمم المتحدة ولكل الدول  الراعية للعملية السياسية في اليمن ان الوحدة لم تقم في الواقع من الناحية العملية .

فلو أعلنت وحده سياسيه بين دولتين مثلآ وبقيت في الواقع دولتين ، هل يعني  ذلك أنها قامت أم أنها لم تقم بالفعل وبقوه الواقع وشهادته ؟؟؟ . وهذا هو حال إعلان الوحدة السياسية بين دولة اليمن الديمقراطية ودولة الجمهورية العربية اليمنية ولا يستطيع إي إنسان في اليمن ان ينكر ذلك .      

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص