آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:00:30:02
سياسة القهر!..
ياسر الأعسم

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

لم يخلق المواطن الجنوبي كافرا بالوحدة ،ولم تلد في شوارعنا منبوذة !..ان ثورة (الجنوب) ولدت من رحم معاناته ،وتجرع شعبه الانفصال من كاس التجربة المرة ، فالكف الذي قهره زاده اصرار،وعلمه كيف يستعيد حقوقه!..

في يوليو94م كنت اعتقد انها ازمة سياسية ،وسحابة صيف ،ولم تكن فكرة الحسم العسكر تورق مضجعي ،او يراود احلامي كابوس الغزو!.. في ذلك الصيف كنت في ربيع العمر ،ومازلت متشبث بالحلم ،ومؤمن ببراءة (الوحدة) ،ولم اشعر بانني خسرت وطني الا بعد ان جلدتنا نظرات المنتصر ،ولاحقتنا شرعيتهم بتهمة الانفصال!..

البلاد في جحر (الحمار)،والشعب يلعن الظلام!..ان(خبطات) القبيلي (الحديدية) تلتف حول عنق الدولة ،وتسحل انفها بالتراب ،و(تحقن) حياتنا في عنق الزجاجه!..تنسف ابراج الكهرباء في (مارب)،فتئن ازقة (عدن)عن بكرة ابيها ،ويعاقب كل طفل ،ومسن فيها،ويرسلون الذل ليسكن مخادعنا ،ويحتل غرف نومنا!..ان النظام الذي يحشد جنوده ،ومصفحاته في شوارعنا للانتقام من (حدث)يلوح بعلم ،والبطش بـ (مراهق) قذف حجراوصنع(مطب)!..يقف عاجزا عن ردع (بلطجي) ،وتلجم هيبته (هنجمة) قبيلي!..  

 في هذا الوطن يهان العقل ،والجسد معا!..اننا نفس الشعب (العرطة)الذي مل الصبر من صبره ،والذي سبق ان(استعبطوه) لسنوات طويلة!..عشرون عاما ووطنيتهم (تجعجع) ،وابواق دولتهم تدشن مشاريع البنية التحتية ،وفي نهاية المرحلة كان حصاد (عدن) من المنجزات معاناة ،وحرمان،وبات ترشيد القهر طموح!..عقدان كاملان ،والسلطة تستخدم المواطن (فار) لتجاربها المشبوهة ،وسياستها الفاسدة!..

في هذه المدينة (العمياء تخضب الهبلا ،والصنجاء تسمع)!..ان ضمير المسؤولين في هذه الحافظة (مسوس)،وكثيرمنهم (موسوس) يشتري ترفه بالكذب على اهلها!..منذ( رمضان )الماضي ،وطبل(المحافظ)يزف البشرى ،ويعدنا باستقرار التيار الكهربائي ،ومزمار(خليل)(يهشك) بعقل المواطن،و(يربط) مصيره بمولد جديد ،وودعنا الشهر الكريم في السنة الماضية ،وهل علينا عيد الفطر حينها (طافي)!..واليوم يقطرون لنا المعاناة من اول السطر،ويجرعنا من نفس كاس القهر،ويلقنوننا درس العام السابق بحذافيره !..

والمواطن في (عدن) اصبح حمل وديع !..فمع قدوم فصل الصيف ،واستمرار انقطع التيار الكهربائي ،وتزايد ساعات القهر.. كان كثيرون ينتظرون غليان شوارع (عدن)،ويحذرون من ثورة (كهرباء) ،ولكن ردة فعل المدينة جاءت(مدوخة)،وبلغ خضوعها حد ان معظم سكانها ربطوا الحزام على بطون اطفالهم ،واشتروا (ماطور)لكي يثبتوا للحكومة حسن مواطنتهم!..نعتقد بان الشعب الذي يعجزعن التمرد على واقعه التعيس ،اوحتى (النحنحة)في وجه سلطة ظالمة ، يستحق ان يعيش في الظلام ،ويموت بصمت!..

  ان السواد الاعظم من الجنوبيين لم يعدوا يثقون بالدولة ،ولا يرون في الحوار مخرج اوامل،و لا يجدون في (الوحدة) شئ يبكون عليه!..واصبحنا على قناعة باننا اكثر شعب يبتزه نظام في هذا العالم ،وان قهر(عدن) امر مدبر باصرار وترصد!..حتى وهم يحاولون كشف مفاتن (الوحدة) ،وتزيين مآثرها في عيون (الجنوب) مازلوا يصرون على خنقه ،ويدفعون شعبه لتفكير في الهجرة!..

سيادة الرئيس..ان الحجر الضخم الذي قذفه الربيع لم يحرك مياه الوطن الراكدة ،انما اغرق البلاد حتى اذنيها في الفساد، وموجة الثورة جعلت مزيد من الصوص يركبون الدولة ،ويرثون خزائنها،ومفاصلها!..

سيدي الرئيس ..ان النظام الذي لا يستطيع ان يحمي عمود كهرباء، ويتملق (البلاطجة)،ويطلق العنان لجشع مسؤوليه لسمسرة بمعاناة المواطن لا يمكن ان يبني دولة محترمة !..ان (عدن) اصبحت في حكم (القرية)!.. في الامس كان المتهم نظام(عفاش)،واليوم ينهشها اكثر من (هباش)!..ان حكومة دولتكم تعتقد ان رحمة (عدن)،واهلها خطيئة!..

 ياســـر الأعســـــم

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل