آخر تحديث :الثلاثاء 07 مايو 2024 - الساعة:00:21:03
أزكى التهاني الى اخواننا في الجنوب
سامي نعمان

الاثنين 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

أزف ازكي التهاني والتبريكات إلى اخواننا وأشقائنا في الجنوب بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لاعلان الانفصال..
واتمنى لهم التوفيق والنجاح في نضالهم..
وكل عام والجنوب بخير..
وإلى الشماليين الذين يتحسسون من مسألة الانفصال..
وتحديداً من المواطنين البسطاء (الضحايا) الذين - مع ذلك- ينظرون فقط إلى الجنوب باعتبارها مصدر ثروة ومتسع جغرافي لمد الرجل، رغم أن حالتهم ووضعهم في تدهور مستمر ومريع وارجلهم متوكئة إلى صدورهم..
علينا أن نعترف ان الوحدة لم تحقق لنا ما كنا نطمح إليه شمالاً وجنوباً، بل ان اوضاعنا تدهورت منذ اليوم الأول فيها، وزادت الأمور سوءاً بعد حرب صيف 94 المشؤومة بين نظامي صالح والبيض..
المشروع السياسي الحامل للوحدة فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق الأمن والاستقرار، وحفظ مصالح المواطنين.. بلغ الأمر ذروته إذ اودى بثقة الناس بالوحدة من الأساس..
الموضوع خيار سياسي بحت، ولا ينبغي ان يعطى أي شكل من اشكال القداسة..
صدقوني الحياة ستستمر بشكل أفضل إذا ما قدر للبلاد الانفصال، اذا كان قائماً بشكل مدروس وآمن ودون نزعات انانية سواء على مستوى الشعبين أو على مستوى الشعب الواحد..
الدول لا تقوم على الثروات والموارد، بل على إدارة الثروات والموارد، وتنمية الانسان، وليس على مساحة الأرض ومخزونها النفطي..
الانسان هو أغلى ثروة تمتلكها أي بلد إذا ما توفرت الارادة والادارة الرشيدة لتنميته..
فدولة مثل ليبيا كانت تتربع -في عهد القذافي- المرتبة 17 في انتاج النفط، والعاشرة في احتياطياته، وبستة ملايين ونصف المليون نسمة، ولديها أحد اطول سواحل افريقيا 2000 كم، ومساحتها العاشرة على مستوى العالم.. لكنها رغم ذلك لم تكن بمستوى تنمية بشرية متقدمة كإحدى دول اوروبا التي لا تنتج برميلا واحداً من النفط.. وكانت مآلاتها في النهاية إلى ثورة بدأت سلمياً وانتهت مسلحة، وتتجاذبها الميليشيات الآن، وهواجس التقسيم، وكل ذلك نتاج طبيعي لحكم الفرد وتسلطه واستبداده وغياب مقومات تنمية الانسان..
بينما دولة كآيسلنداً مثلاً تتربع دول العالم في التنمية البشرية، وعدد سكانها لا يتجاوزون 400 ألف شخص، ومساحتها تتجاوز بقليل 100 كم مربع، لكن خدمات الصحة والتعليم فيها مجانية، ضرائب منخفضة، ويقوم اقتصادها بدرجة رئيسية على صيد الأسماك..
الناس هناك يعملون.. يعملون وينتجون، ولا يخزنون.. وأكثر دول العالم انتاجاً..
(مش مهم لن نعقدها.. خزنوا واعملوا..)..
أيسلندا من اكثر دول العالم تقدماً وانتاجاً وفيها اكثر صحافة حرة في العالم طبعاً، وشعبها متقدم تقنيا..
الأيسلنديون ليس لديهم ثقافة ولا نصوص تاريخية تمجدهم ولا تراث، وتقوم ثقافتهم على ثقافة شعوب الشمال التي تعود أوصلهم إليها او تلك التي احتلهم كالدنمارك والنرويج..
لكنهم الآن يصنعون أمجادهم وتاريخهم وحضارتهم بأيديهم دون استحضار الماضي وعجز وعقم الحاضر..
أجدد مباركتي لأخواني الجنوبيين بهذا اليوم العظيم، متمنياً لهم نضوج نضالاتهم، وتحقيق أحلامهم وتطلعاتهم، وأؤيد نضالاتكم وأدعمها للحصول على كامل حقوقكم..
واذا كان الانفصال هو الحل الذي يحفظ أمن البلاد واستقراها، وكرامة أبنائها، وحقن دماء أبنائه ويضمن لهم التطور والنماء في الجنوب قبل الشمال فأنا من داعمي انفصال الشمال عن الجنوب أيضاً، وفي أقرب وقت على اسس تضمن حق الجوار والتعايش والاخاء، وليس الحروب..
إلى جميع اليمنيين، (كانوا يمنيين او جنوبيين)، ما اتمناه فقط، في ظل مرحلة النضال الحالية، أو في ظل مرحلة فترة انتقالية ممهدة لاستعادة دولة الجنوب، أو في ظل دولة موحدة بأي شكل من الأشكال.. اتمنى ان لا نفقد انسانيتنا، تجاه بعضنا، وان لا نفجر في الخصومة.. لا ينبغي الاستجابة لدعوات العنصرية التي يتبناها بعض مرضى الشمال والجنوب، وليس من الانسانية أن يكون هناك أي ردة فعل عليها، مهما بلغت درجة قبحها.
اجدد التهاني والتبريكات إلى اخواننا وأشقائنا في الجنوب..
كل عام والجنوب بخير..
واليمن أيضاً..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص