آخر تحديث :السبت 09 نوفمبر 2024 - الساعة:00:10:23
اتحدوا أيها الجنوبيون
فضل محسن الطيري

السبت 27 نوفمبر 2023 - الساعة:14:20:25

ظهرت ظاهرة سياسية خطيرة تتمثل بانتشار ما لا يقل عن خمسين من الأحزاب والمكونات، هذه الظاهرة السياسية - في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن بهذه الحرب العبثية - ليست في صالح الجنوب انتشار مثل هذه الأحزاب والمكونات في الجنوب وفي هذه المرحلة والظروف الاستثنائية التي تتطلب وحدة الصف الجنوبي وتهدف في الأساس إلى استعادة دولته واستقلال الجنوب بحدود ما قبل عام 90م.

 وبهذه الحالة ألا داعي لمثل هذه الظاهرة التي تمزق الجنوب وتحرف البوصلة عن مسارها الحقيقي بتحقيق استقلال الجنوب مما يعكس نفسه على القضية الجنوبية، وهي بعض الأحزاب والمكونات وجدت بحسب ريموتات خارجية وأصبح القرار في الأخير ليس بيدها بل تتحكم بذلك هذه الريموتات التي تهدف إلى تمزيق أبناء الجنوب والنسيج الاجتماعي وحتى شرعية الفنادق ومجلس القيادة الرئيسي بما في ذلك الحكومة هي أيضاً تسير بحسب الريموتات الخارجية وليس بيدها القرار.

 شرعية الفنادق تتحدث عن المحافظات المحررة بوسائل الإعلام الرسمية وغيرها.. طالما مجلس القيادة الرئاسي والحكومة غير قادرين على معالجة تدهور العملة المحلية والكهرباء والمياه والارتفاع الجنوبي للأسعار بكافة مسمياتها والرواتب وغيرها التي تعاني منها المحافظات المحددة، وهي قيادات لم تكن بمستوى المسئولية وتسير بحسب الريموتات الخارجية التي أوصلتها إلى الرئاسة وحتى الحكومة وهي التي تتحكم بها وأصبحت الشرعية في هذه الحالة في عنق الزجاجة وليس بمقدورها إيجاد أي حلول لمعاناة أبناء المحافظات المحددة وفي هذه الحقيقة التي تعيشها هذه المحافظات.

 عموماً تشكيل مجلس القيادة الرئاسي المفصل لم يكتب له النجاح، أقول ذلك من باب التجربة، حيث كان ائتلاف بين المؤتمر والاشتراكي عند إعلان الوحدة وبالتالي فشل هذا الائتلاف بينهما وأيضاً بعد حرب 94م تم الائتلاف بين المؤتمر والإصلاح وفشل أيضاً ومجلس القيادة الرئاسي كونه يضم أحزابا ومكونات سياسية كلٌ يريد أن ينفذ سياسة حزبه أو هذا المكون أو ذاك، وقد برزت ظاهرة تباينات داخل المجلس الرئاسي بين الائتلاف الرئاسي وبالتالي لم يكتب له النجاح، وهذا ليس من باب التنظير ولكن التجربة التي أشرنا إليها سلفاً.

 إذن، اتحدوا أيها الجنوبيون حتى تكونوا رقماً صعباً وتصل رسائلكم إلى صناع القرار بوحدتكم الفولاذية الصلبة، وناضلوا معاً في بوتقة واحدة وبوحدتكم الجنوبية سيتم تحقيق تطلعات شعب الجنوب واستعادة دولته ما قبل عام 90م.

وخلاصة القول: إن بعض المكونات ليس لديها قضية جنوب بل قضية جيوب، فلتعلم القيادة الرئاسية وحكومة الرياض اليمنية أن ثورة الجياع قادمة وتنطلق من العاصمة عدن وسيكون لها امتداد إلى بقية المحافظات المحررة إذا لم تسارع القيادة السياسية والحكومة بإيجاد الحلول لمعاناة أبناء المحافظات المحررة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص