آخر تحديث :الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 - الساعة:00:16:31
تقرير خاص: مستقبل الأزمة في اليمن في ضل متغيرات الأحداث في الشرق الأوسط 
(الأمناء ـ تقرير ـ أحمد مطرف :)

أن الأحداث الذي يشهدها إقليم الشرق الأوسط أخذت بعداً  ومنحى آخر ، خصوصا ما بعد أحداث 8 أكتوبر بحسب وصف بعض المحللين ، حيث كان الحديث عند تنفيذ حماس هجوم مسلح على إسرائيل يقال بأن الصراع بين حماس واسرائيل هو من حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ، وكانت أي محاولة للحديث عن صراع أعمق في المنطقة في تلك الفترة لم يجد آذان صاغية ، الصراع الذي يحدث في إقليم الشرق الأوسط صراع عميق ومعقد وله ديناميكياته وله أبعاده ومستوياته ، يجب أن لا نختزل على أن الصراع بين حماس واسرائيل أو بين اسرائيل وحزب الله فقط ، بل أن الصراع الحاصل هو صراع إقليمي في المنطقة بين محور أيران وشركائها ومحور إسرائيل وشركائها وتدعمه الولايات المتحدة الأمريكية ، وهناك بُعد آخر وهو بُعد دولي لاسيما وأن هذا الصراع هو جزء من الصراع الإستراتيجي الدولي بين الولايات المتحدة الأمريكية والغرب من جهة ومابين  وروسيا والصين من جهة أخرى ، بمعنى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تدير الصراع ، وأتضح خلال الفترة السابقة أن الأهداف الاسرائيلية الأمريكية كلها أهداف مشتركة ، ربما ظهر في الإعلام بأن هناك تباينات أو اختلافات في وجهات النظر، لكن هذا لايعني بأن الأهداف كانت مشتركة أمريكا تبارك الحرب على حماس أمريكا تبارك الضربة على لبنان أمريكا تبارك الضربة على إيران وكذلك سوريا ، إذن هنا الأهداف كانت مشتركة وظهر لنا بأن الصراع في  الشرق الأوسط ما بين كل هذه الأطراف المتصارعة هو صراع تقويض ، اسرائيل تتحدث كثيرا على أنه يجب تغيير موازين القوى في المنطقة وتوافقها على هذ الولايات المتحدة الأمريكية على ذلك والهدف من ذلك هو إضعاف كل فصائل المقاومة التي تهدد أمن اسرائيل،  وهذا يعني أن أمن اسرائيل هو أمن وجودي بالنسبة لها في المنطقة ، إسرائيل تريد ان تُدمر غزة ثم لبنان ثم سوريا على الرغم أن الابعاد تختلف بالنسبة لسوريا ، أما بالنسبة لإيران الأمر يختلف من وجهة نظر الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل ، امريكا تريد تهذيب السلوك الإيراني في المنطقة وليس القضاء عليها، اما اسرائيل تقود حرب انتقامية تريد تدمير أذرع إيران في المنطقة التي تشكل خطر حقيقي عليها وإضعاف إيران من خلال انهاء المهددات التي تهدد بها إيران ومنها الملف النووي وبنية الطاقة والإستراتيجية العسكرية لإيران .

الدور الإيراني المدمر في المنطقة 

المشروع الإيراني بلغ ذروته عندما أحتلت الولايات المتحدة الأمريكية العراق في عام 2023م وانتشر  انتشارا كاملا في أربع دول عربية ، منذُ ثلاثون أو أربعون عاماً، انتشر في السابق في لبنان وبعدها في العراق وحاليا في اليمن وسوريا .

الصراع الحالي هو صراع إسرائيلي إيراني تجاوز التكتيكات الإيرانية عن طريق الاذرع إلى صداماً مباشر والصدام المباشر أظهر طرفي الصراع في طرف محايد هو الطرف العربي الكبير ، سيطرت إيران على أربع بلدان عربية وهو النفوذ الذي تستخدمه إيران ضد إسرائيل .

الاستهداف الاخير الذي وجهتهُ إسرائيل للمقاومة في لبنان واغتيال قادت حزب الله ابتداءً بالأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله وخلفيته الغير معلن هاشم صفي الدين ومجموعة كبيرة من قيادات الحزب، وقبلها اغتيال إسرائيل أسماعيل هنية الأمين العام لحركة حماس في إيران وبعدها أغتيال يحيى السنوار الأمين العام الجديد لحركة حماس ، كل هذه العمليات العسكرية التي قامت بها إسرائيل ضد إيران ، عملت على إنحسار أذرع إيران في المنطقة ، بمعنى تغيير الاستراتيجية الحربية لدى إسرائيل مابعد 7 أكتوبر ، جعلت إيران أمام صدام مباشر مع إسرائيل .

مستقبل الأزمة في اليمن في ضل متغيرات الأحداث في الشرق الأوسط 

بات من الضروري الالتفات إلى مايحدث في اليمن لاسيما وهناك أطراف يجب مراقبتها بشكل أكبر ، حيث ذهب محللون إلى أن هناك مخاوف من التحالفات الغير معلنة المبرمة بين التنظيمات الإخوانية بشكل عام والنظام الاسلامي في إيران في المنطقة . 

وأشار مراقبون إلى وجود اتفاق بين الحوثيون وحزب الإصلاح وجه تنظيم الاخوان المسلمين في اليمن ، وكلا الطرفان يدعوان الى وجود دولة مركزية في اليمن من أجل السيطرة على كل أرجاء اليمن، أجهزة الاستخبارات العالمية يضعون اليمن تحت المراقبة أكثر من السابق خصوصا وهناك معلومات تثبت تورط أشخاص من حزب الإصلاح بعلاقات مع التنظيمات الإرهابية .

فيما أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية مؤخراً أسم حميد عبدالله بن حسين الأحمر رجل الأعمال وعضو البرلمان اليمني وثلاثة آخرين في قائمة العقوبات بتهمة إدارة شبكة وتمويل ودعم حماس وان شركات الاحمر تلعب دورا محوريا لجمع التبرعات لعدد من المنظمات في إطار العمل الخيري ، يعد حميد الأحمر ركن من أركان حزب الإصلاح اليمني الذي عمل ومنذُ تأسيسه على استهداف الجنوب بفتاويه التكفيرية والتحريضية على الشريط الجنوبي في اتفاقية الوحدة، إضافة إلى العلاقات مع التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة في شبة الجزيرة العربية الذي لا يتوقف على استهداف الجنوب ، وكذلك استهداف الولايات المتحدة الأمريكية لهذه الكيانات وقبل ذلك استهداف جماعة الحوثيين إشارة علنية على عزم الولايات المتحدة قطع الروابط بين الميلشيات الحوثية المدعومة إيرانيا والإخوان المسلمين بفرعهم باليمن حزب الإصلاح ، فهل يتوسع الأمر ليشمل قيادات إخوانية أخرى في حزب الإصلاح ليتم التعامل مع الحزب وقياداته مثل مايتم التعامل مع الحوثيين وميليشيات إيران في المنطقة ؟ وهل هذا الإدراج هو بداية حملة لضغوطات غربية قادمة تستهدف إخوان اليمن .

أن الخطر الحقيقي على العالم يأتي من اليمن ، نظرا للعلاقة التي تظهر ما بين الحوثيين وكيل إيران في اليمن والإخوان المسلمين ، حيث برهنت الأحداث مدى تقارب أبناء المحور الريدكالي الذي بات يشكل الخطر على العالم وخاصتا الغرب ، وذهبوا إلى أن الوصف التحليلي الدقيق في تميز المتطرفين في العالميبن السني والشيعي يظهر إنهم يعملون معاً في الوقت الحالي .

وكشف مراقبون بأن الحوثيين هم التهديد الأكبر للعالم بأسره وليس المنطقة فحسب، وذلك من خلال تهديدها لخطوط الملاحة واغلاق البحر الاحمر كقناةً للتجارة الدولية والعبور ، وأصبح من الضروري على المجتمع الدولي وضع استراتيجية لوقف تهديدات الحوثيين ذراع ايران في صنعاء وإجبارها على العودة إلى المفاوضات وبدء حوار شامل وعادل يرضي جميع الأطراف ، كون الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لم تشكل اي خطورة على المليشيات الحوثية ووقف نشاطها المعادي .
عشر سنوات من التدمير والعبث
لقد دمرت عشر سنوات منذُ أن سيطر الحوثيون ، وهي جماعة إرهابية ترعاها إيران ، على العاصمة اليمنية صنعاء ، ونحو عام منذ بدأوا الضربات داخل مضيق باب المندب في جنوب البحر الأحمر على السفن التجارية وناقلات النفط اثر على الاقتصاد في المنطقة .
 
ويرى محللون إن الحوثيين لم يتدخلوا في تهديد الممرات الملاحية الدولية فحسب ، بل دمروا أيضاً الموانئ الجنوبية وهذا يزيد بشكل كبير من صعوبة وصول الواردات إلى جنوب اليمن ، مما يؤدي إلى تفاقم التضخم وخنق إمدادات المساعدات الغذائية الدولية ، بالإضافة إلى التهديدات التي وجهها الحوثيين على منشآت النفط في الجنوب التي أوقفت إنتاج النفط والغاز .

كما لعبت تحالفات الحوثيين والتنظيمات الإرهابية من القاعدة وداعش دورا مدمراً في جنوب اليمن ؟! من خلال رعاية الإرهاب في الجنوب واستهداف القوات المسلحة الجنوبية المناوئة للحوثيين وتزويدها في الآونة الاخيرة بالصواريخ البالستية إيرانية الصنع وتطوير قدراتها العسكرية .

الشراكة ما بين الانتقالي والتحالف العربي

رأى خبراء في شؤون الشرق الأوسط أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتصدر اليوم الجهود الرامية إلى إحلال السلام في المنطقة ، وبات قريب من تحقيق أهدافه في استعادة دولة الجنوب وفك الارتباط عن شمال اليمن ، واصفين بأن الجنوب اليوم أصبح على صفيح ساخن بفعل الأزمات الاقتصادية والمعيشية المتلاحقة التي يعاني منها الشعب في الجنوب طيلت العشر السنوات منذُ انطلاق عاصفة الحزم ، حيث تضل الشراكة بين الجنوب والتحالف العربي متينة إلى أن يتم تحقيق أهداف الأمن القومي العربي وتأمين وحماية الملاحة الدولية، كما باتت ايضا علاقة المجلس الانتقالي الجنوبي بالتحالف العربي علاقة استراتيجية .
 وذكر الخبراء بأن المجلس الرئاسي فشل في تلبية المطالب الأساسية للخدمات العامة في مناطق الجنوب المحررة والقفز على قاعدة ماتم الاتفاق عليه في مخرجات أتفاق الرياض التي تنص على حق الاعتراف بقضية الجنوبية وحلها بما يرضي شعب الجنوب، كما أن مخرجات اتفاق الرياض لم ينقل السلطة من الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي إلى المجلس الرئاسي الذي تم إنشاؤه فحسب، بل عمل أيضاً على الاعتراف بالمجلس الانتقالي الجنوبي كممثل لشعب الجنوب ، وبات الجنوبيين يشعرون بالاستياء جراء فشل المجلس الرئاسي في القضاء على التهديدات الأمنية والاقتصادية، وتوفير الخدمات العامة، وانعكاسات التدهور الاقتصادي .
في الوقت الذي نجح المجلس الانتقالي الجنوبي بأن يلعب دورا أساسيا في المنطقة لاسيما في مكافحة الإرهاب والتصدي للمشروع الحوثي المدعوم إيرانيا في المنطقة، كما استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي بأن يكون الحليف الاستراتيجي لدول التحالف العربي وإثبات ذلك عسكريا في ميادين الحرب الراهنة، رغم سعي أطراف محلية واقليمية فرض قيود ضد المجلس الانتقالي وعدم إحراز أي تقدم في مسار القضية الجنوبية وتأمين حق الشعب الجنوبي في العيش بكرامة وتحقيق مصيره .




شارك برأيك