آخر تحديث :الجمعة 19 ابريل 2024 - الساعة:22:03:23
الحوثي يلف حبل فك الارتباط حول عنق الشرعية
عادل العبيدي

الجمعة 10 ابريل 2021 - الساعة:18:57:55

مهما اختلفت القوى الشمالية وتصارعت إلا أن الجنوب يجمعهم جميعا في التشبث بحبل عداوتهم للجنوب، وسيحاولون المرة تلو الأخرى تكرار اجتياحهم العسكري للجنوب إذا لم تكن فيه قوة عسكرية جنوبية تردعهم، ولن يوقف غريزتهم العدوانية المتكررة في اتجاه الجنوب غير الاعتراف بالجنوب دولة مستقلة ذات سيادة.

على غرار تداول كثير من النشطاء السياسيين والإعلاميين  والمواطنين العاديين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام التابعة لإخوان اليمن  لوثيقة حوثية صادرة من عمليات هيئة النقل البري المتطلبة فرض تأشيرة دخول وخروج لجميع المسافرين من وإلى المحافظات الشمالية الواقعة تحت سيطرتهم، هناك من اعتبر الوثيقة أنها إحدى البدايات في خطو الحوثيين نحو فك الارتباط بين الشمال والجنوب، في كل الأحوال إذا بادر الحوثيون في إعلان فك الارتباط والعودة إلى ما قبل 94 سيكون ذلك في صالحهم، وذلك لاستحالة قدرتهم على حكم الشمال والجنوب معا، لكن بإمكانهم حكم الشمال دون الجنوب، كما سيكون إعلانهم بفك ارتباطهم عن الجنوب والاعتراف بهم كدولة مستقلة مقدمة لأجل إيقاف الحرب عليهم من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية.

لكن الذي يبدو من إصدار مثل تلك الوثيقة الحوثية أنها تعد ومن ضمن إجراءات أخرى منها نعلمها ومنها لا نعلمها  يحاول الحوثيون بها تهديد ما تسمى الشرعية اليمنية لاستمرار مدها لهم بمختلف القدرات الاقتصادية والعسكرية والمالية وغيرها التي تمكنهم من استمرار بقائهم مسيطرين على الشمال واستمرار مقاومتهم للتحالف العربي، ما لم فإنهم يهددون ما تسمى الشرعية اليمنية المتواجدة في المنفى بخنقها بلفهم حبل فك الارتباط حول عنقها ، وأنها ستكون هي فقط المطرودة من المشهد السياسي اليمني إذا نفذ الحوثيون تهديدهم بتنفيذ إجراءات فك الارتباط .

ولأن إخوان اليمن (الإصلاح) يفضلون سيطرة الحوثيين على الشمال والجنوب معا أفضل لهم - حسب هواهم - من سيطرة الجنوبيين على أرضهم، فإن كل تلك المشاكل والأزمات المفتعلة في الجنوب من أزمة خدمات وحاجات وتوقيف مرتبات  وانهيار عملة وخيانات عسكرية وانسحابات من محافظات ومن مواقع عسكرية والتي جميعها تنعكس لصالح الحوثيين، هي من صنيع ما تسمى الشرعية اليمنية تقدم خدمة للحوثيين خوفا من خنق الحوثيين لها بلفهم حبل فك الارتباط حول عنقها، وفي كل الأحوال ما هي إلا أعذار وإلا فجميعهم موحدون ضد الجنوب.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص