آخر تحديث :الجمعة 26 ابريل 2024 - الساعة:11:22:03
العميد علي السعدي وطرح عقلاني في "الأمناء" في 2011م
نجيب يابلي

الجمعة 11 ابريل 2021 - الساعة:21:18:09

المغفور له بإذن الله العميد علي محمد السعدي، سكن في ذاكرتنا ووجداننا جميعا، وفي مقدمتنا الراحل الكبير هشام باشراحيل، صاحب مسيرة كفاحية وروح ساخرة ورجل نكتة وما من أحد إلا وله مسيرته الخاصة وعرضة للتقييم، ومن لا يعمل لا يخطئ.

الرجال تصنعهم المواقف ونضالهم الطويل والصلب يسهم في ترشيد مواقفهم وتنوير عقولهم، بل وإن شحة الموارد تصنع لديهم المرونة في التعامل والنكتة أو السخرية في مواجهة الشدة، والعميد علي السعدي حدد موقفا إيجابيا ورجوليا من الصراع داخل تنظيمه السياسي وكان إلى جانب الشهيد سالمين ودفع ثمن ذلك وأمضى سنوات حياته (ثلاثا وأربعين سنة) وهو على ذلك المنوال.

راحلنا الكبير علي السعدي من مواليد الوضيع في السلطنة الفضلية العطرة الذكر يوم 23 يونيو 1952م، وانتقل إلى رحمة ربه يوم 13 مايو 2021م متأثرا بالكورونا عن 69 عاما، وهو من صناع ساحات النضال الجنوبي المعروفة بـ "الحراك السلمي" وكم عملنا مع بعض سواء في الاعتصامات أو في صناعة الرأي، وكنا مع بعض في موقفنا النضالي دفاعا عن "الأيام" ورجلها هشام باشراحيل وربطته علاقة حميمة بهشام وسكن سريعا قلب هشام.

اطلعت على الزميلة "الأمناء" في عددها 114 الصادر يوم 24 أغسطس 2011م حيث نشرت الزميلة "الأمناء" في صفحة كاملة الحوار الذي أجراه معه الزميل عبدالرحمن أنيس وتألق حبيبنا السعدي في مواقفه الرشيدة من خلال روايته العميقة والمجربة انتزع من خلالها حبيبنا السعدي إعجاب واحترام القراء لرؤيته ووجهة نظره وحدد بالخط العريض باعتباره القيادي البارز في الحراك السلمي وهو يقول عبر "الأمناء": "الحراك الجنوبي لا يعطي نفسه الحق في الوصاية على شعب الجنوب. شماليو 47 هم مواطنون جنوبيون والتفتيش في الجينات ليس نهج الحراك" وحدد حبيبنا السعدي أن الحراك الجنوبي ليس مكونا شموليا .. مكون الصوت الواحد.. مكون الرأي الواحد وليس الرأي والرأي الآخر وهي روح الديمقراطية.

اليوم نسمع التفاهات والسفاهات بأن هذا جبلي وذاك ضالعي وهذا يافعي وذاك من عيال ياتو... وشدني الحبيب السعدي بأن يحاور من منطلق مدني عدني لأنه حصل على دراسته الابتدائية في ربوع السلطنة ، أما المتوسطة وما بعدها من انتساب وعمل ونشاط فقد كان في عدن وما تلك النظرات إلا مؤشرا لتشبعه بروح المدنية.

علينا أن نعيد نشر كل كلام جميل لأننا بحاجة إلى رؤية مدنية وثقافة مدنية وهو الخط الذي سار عليه الحبيب علي محمد السعدي (والد الشهيد جياب).

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص