آخر تحديث :الاثنين 10 فبراير 2025 - الساعة:17:56:29
مواقفنا تحدد حياتنا:
د. عبدالمجيد العمري

الاثنين 23 فبراير 2021 - الساعة:22:52:35

حكم القاضي على ثلاثة أشخاص بالسجن لفترة 7 سنوات، فمات أحدهما كمدا وحزنا، وخرج الثاني مصاب بالسكر والضغط ، وتعامل الثالث مع السجن بأنه مرحلة انتقاليه فحافظ على توازنه وخرج سليما معافى، واستكمل حياته بهدوء.

جوهر الحياة في رؤيتنا للأشياء ومدى تأثيرها فينا، ولذى كثير من العلماء والعظماء خرجوا من السجن أكثر قوة واتخذوا السجن محطة وقود وتجميع أفكار، ورسم خطط مستقبلية غيرت العالم.

أحد الصحابة الذي قاتل وتعجب الصحابة من قوته، فاستبعدوا أن يكون في النار، وحين جرح لم يتحمل الجرح وقتل نفسه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم هو في النار، فقد نتحمل نوع من البلاء ونعجز عن أنواع أخرى، فمواقفنا هي من تحدد من نحن

هذا المفهوم كان راسخا عند علماء الإسلام فالإمام أحمد بن حنبل حين سئل رحمه الله : أيكون الرجل زاهدًا وعنده ألف دينار ؟ قال : نعم , إذا كان لا يحزن إذا زادت ولا يفرح إذا نقصت، فالقيمة الرئيسية ليست في كثرة المال أو نقصه، ولكن مدى تأثيره فينا وقيمته في قلوبنا.

قوة التحمل في الطبيعة البشرية ليست واحدة، سواء تحمل الألم ، أو ضبط الانجذاب نحو المتعة، ولذا كان الصحابي في الجيل الأول يغلب عشرة، ثم اثنيين، وهذه القوة تكبر حينما نقرب من دائرة نور الله تعالى، لان رؤيتنا للأشياء برؤية الله وبحسب تقيييم الله لها تمنحنا قوة مختلفة.

معركة الحياة معركة مواقف، وردود أفعال، وحسن تقييم وتقدير، وإذا عملت تقييم لمواقفك السابقة ستجد أن كثيرا منها مبالغ فيه، وأن ضعف الشخصية، وسوء التقييم ، وغياب الإيمان بالقدر، كل ذلك أسباب للهلاك والفزع.

نعم الأمر ليس سهلا أن تتذوق الألم ثم تستحضر فوائده، وتمعن النظر في جوانبه الإيجابية، قد يكون كلاما مثاليا، وخصوصا حين يقرأ أحد هذا واقع في عمق الألم، لكنها الحقيقة الناصعة، فالألم حين يطرق إما يقتل أو يتعب النفس ومن مصلحة النفس حال بقاءها التصالح معه؛ حتى يتم حصره والسيطرة عليه؛ وتقبله كواقع .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص