آخر تحديث :السبت 08 فبراير 2025 - الساعة:18:05:04
لملس .. لا تؤملوا منه إذا لم تعينوه!
علي ثابت القضيبي

السبت 01 فبراير 2020 - الساعة:19:57:56

ما أن رشح اسم الأستاذ أحمد حامد لملس محافظًا لعدن إلّا واستبشر الكل خيراً، فالرجل عطر السيرة، وهو خلوقٌ ونظيف اليد، كما لديه خبرة في المديريات، وكل هذا واقعيٌ، لكن المضحك أن كثيرين طفقوا يرسمون له مصفوفة بالأوليات، وطبعاً في الصدارة الكهرباء والمياه، بل وطالبوه بمحاربة الفساد والمفسدين.

هنا لم يُشِر أحد إلى الدور والواجبات المنوطة به لإسناده، مثلاً في الكهرباء، ومعروفٌ أننا كلنا لا نسدد فواتير استهلاكنا، وكلنا نطالب بالكهرباء، وهذه معادلة مختلة، فلم يقترح أحد إذا كان سيسقط المديونية السابقة أو يسقط جزءاً منها.. إلخ ، وفي المقابل يقترح عليه تشكيل إطارٍ رقابي نظيف وصارم يراقب هذه الإيرادات، لأن في الكهرباء حيتان فساد شرهين، وهم أثروا وبنوا وعمروا من سفريات شراء قطع الغيار وخلافه، لم يفعل ذلك أحد.

نحنُ شعب كلنا منظّرين، وفي جروبات الفيس والواتس آب ساحة معركة دونكيشوتية الكل فيها البطل، وفي ميدان الفعل الإيجابي لا شيء، فنحن مثلاً: لم يعترض أحدنا صاحب كشكٍ عشوائي ويسرق النور من عمود الإنارة أو يُبلغ عنه، أو لم يبلغ أي منا مأمور مديريته بأن أعمدة الإنارة مولعة في رابعة النهار، أو أن معظمنا سيرمي قمامته في الشارع أو في ركن الحارة وسيطالب من المحافظ أو مدير صندوق النظافة رفعها له، ولذلك انحدرت أمور حياتنا الى الحضيض أمام أعيننا، واليوم نعلق على الملس أن يضرب بعصاه السحرية ليحول لنا عدن إلى جنة!

لا أريد من طرحي هذا زرع الإحباط في النفوس، ولكني أهدف إلى أن كل إنسان يعرف واجباته وما عليه وحقوقه، لا أن نظل نعلق على الآخرين أن يصلحوا لنا أمورنا، ونحن لم نقدم شيئا البتة، بل العكس، وهذا غير واقعي.

فمثلاً: نحن كشعب هل ثرنا واعترضنا ضد الجنرال علي محسن الأحمر الذي يسرق 30% من كل شحنة نفط تستخرج من أرضنا؟! وهذا جهارا نهارا، كلا لم يحدث، بل بصمتنا شرّعنا له لصوصيته، وهو يحمي اللصوص والفاسدين أمثاله، لكن إذا خرجنا له كلنا وبخروجٍ غاضب، ولا نعود إلى بيوتنا إلا بإقالته لأنه لص ولا يصلح للحكم، فسوف يحدث، نعم سوف يحدث له ولأبناء الرئيس والوزراء اللصوص والمدراء، وحتى صاحب الكشك العشوائي الذي يسرق النور من عمود الإنارة، لأن الفساد منظومة متكاملة، والتأثير فيه لا يحدث إلا بجهد جمعي ومن الكل.

جاء الانتقالي بالأستاذ لملس ككادر متميز ويُعول عليه، وعلينا جميعا كل من موقعه لإسناده، وهذا إذا أردنا له النجاح، وأردنا لمحافظتنا التطور فعلا، أي أن يقوم كل مواطن في عدن بواجباته التي تمليها عليه وطنيته كابنٍ لهذه المحافظة الباسلة، أما إذا حدث العكس، وانتظرنا منه أن يلعب دور البطل الأوحد لإحداث التغييرات، فهذا لن يحدث، ولأنّ اليد الواحدة لا تصفق أصلاً.. أليس كذلك؟!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص