- الرئيس الزُبيدي يطّلع على جاهزية القوات البحرية
- فضيحة جديدة .. لجنة حكومية تتقاعس عن تنفيذ توجيهات العليمي بالتحقيق في قضايا فساد دبلوماسية
- أسعار صرف الريال اليمني امام العملات الأجنبية صباح اليوم السبت 9 ديسمبر 2023
- ناشط إخواني بدرجة وزير.. كيف احتكر الإصلاح مفاصل الدولة ؟
- وزير الدفاع: قرار إيقاف إيرادات حضرموت له ما يبرره وآخر العلاج الكي
- أسعار الذهب اليوم السبت 9-12-2023 في اليمن
- درجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت في الجنوب واليمن
- سياسي جنوبي : مغامرات الحوثيين ستجر المنطقة إلى أتون حرب إقليمية غير متكافئة
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الجمعة بالعاصمة عدن
- دعم الإمارات يعزز ثقة المواطنين بمؤسسات الدولة في محافظات الجنوب
السبت 19 ديسمبر 2020 - الساعة:21:55:41
الحقيقة أن تسليم المجلس الانتقالي الجنوبي الحاويات المالية التي بحوزته للتحالف هو في الأصل تسليمها للبنك المركزي، فالتحالف لا يمكنه الاحتفاظ بمليارات من الريالات اليمنية في معسكره. والانتقالي يعرف ذلك، ولكن فضّــل القول بأنه سيسلمه للتحالف أو ما يُــعرف بوحدة قوة الواجب (802)، لئلا يبدو المجلس أنه انصاع لضغوطات البنك المركزي. مع أننا نعتقد أنه فعلا لم ينصع للبنك بل للضغوطات السعودية، التي هي جزء من مشكلة الرواتب.
فكلنا نعرف أن موضوع مرتبات الجيش والأمن يتم التلاعب بها منذ عام2015م كورقة ضغط سياسية، والسعودية لا تحرك ساكنا حيال ذلك، ليس منذ أخذ الانتقالي الحاويات بل منذ سنوات منذ زمن حكومة بن دغر، وما أخْــذ الانتقالي للحاويات إلّا واحدة من تداعيات حرب الرواتب طويلة المدى.
فهناك تسعة أشهر وربما أكثر من الرواتب للجيش والأمن والمعلمين وعمال مصافي والطلاب المبتعثين والجرحى والبعثات الدبلوماسية وغيرها ما تزال محجوزة لدى الحكومات السابقة حتى اليوم. وحين نقول إن السعودية شريكة بالمأساة فلأنها المسؤولة أخلاقيا وقانونيا أمام الداخل وأمام المجتمع الدولي على إبقاء الرواتب سواء في الجنوب أو في الشمال مستمرة الدفع وبعيدة عن جعلها ورقة ابتزاز وتركيع، كما أنها مسؤولة عن توفير الخدمات والوقود والغذاء والدواء، بصفتها الجهة الدولية التي تعهدت للمجتمع الدولي على تبني الأزمة اليمنية والاضطلاع بتنفيذ الفصل الأممي السابع المفروض على اليمن - وما اعتصام الجيش والأمن أمام مقر التحالف بمدينة الشعب في عدن إلا نتاج فهم لدى هؤلاء أن التحالف والسعودية تحديدا هو من يتحمل مسؤولية هذا المآل الموحش، سواء بشكل مباشر أو من خلال صمتها حيال العابثين- إلّا أنها، أي السعودية، لم تكترث لمعاناة الناس المريعة, لا في إبقاء الرواتب ولا في توفير الخدمات، بل إنها مستميتة بشكل مريب بتسليطها على رؤوس الناس حكومة ومسؤولين فسدة فاشلين يمعنون بمصادرة كل ما فوق الأرض وتحتها على مسمع ومرأى من قيادات السعودية وسفيرها المثير للجدل، ولذا نضعها في مربع المسؤول عن هذا البؤس، وهذا الضياع الذي نعاني منه على كل الصُــعد الخدمية والسياسية والأمنية والصحية والاجتماعية، بعد ستة أعوام ظلت تراوح فيها المنطقة الرمادية المريبة، فلا هي أقدمت ولا هي أحجمت.
لا نعلم هل يبشر أو ينفر ناطق التحالف حين يقول إن مرتبات الجيش والأمن ستُـــسلم قبل عيد الأضحى وكأنه يحدثنا عن صرفها غدا، مع أن لا مبرر للبنك المركزي والسعودية - الذي يقول الانتقالي إنه سلمها الحاويات - في تأخير الصرف إلى قبل العيد، ولكن يظل احتمال المماطلة والتسويف متوقعا كما درجت العادة عند معشر اللصوص الفسدة.
ومع ذلك يظل الانتقالي هو المسؤول عما يجري بالجنوب وبالذات في المحافظات التي له فيها حضور، ولن تكون الضغوطات السعودية - على ضخامة حجمها وخطورة أدواتها - مبررا في إبقاء الأمور على هذا النحو من التدهور والضياع، فإما أن يكون أو لا يكون، مع إدراكنا لصعوبة موقفه وما يحيق به وبالقضية الجنوبية من تآمر وتحديات، وما يعصف به من رياح خليجية عاتية إلّا أنه في المقابل قد أصبحت له قوة سياسية وجماهيرية وعسكرية واجتماعية تمكنه من التصدي لكل الأنواء ومقاومتها، فلم يعد الجنوب اليوم تابعا ولا غيره متبوعا، ولا سُــخلاً وغيره ذئبا.
