آخر تحديث :الجمعة 24 مايو 2024 - الساعة:00:00:12
الفساد والفوضى العارمة.. استباحة أراضي الجنوب
فتحي البكيري الردفاني

الخميس 26 مايو 2019 - الساعة:19:36:34

ناضل الجنوبيون من أجل استعادة دولتهم وما تم سلبه ونهبه من النظام السابق، وقدموا تضحيات وشهداء من أجل تربة أرضهم، إلا أن الكثير من المسؤولين من أبناء الجنوب استغلوا هذه الحرب والفوضى لنهب الأراضي بسلك الطريق التي مر بها النظام السابق، بل أسوأ وأبشع مما تم ارتكابه سابقا.

 الجنوب أصبح مستباحًا يشهد عمليات بسط ونهب للأراضي الخاصة والعامة، فكل شيء أصبح في مرمى مطامع المتنفذين، فقد استباحوا كل شيء وشرعنوا لكل ما يقع تحت أيديهم بقوة المال والسلاح والنفوذ.

كل شيء لم يعد يخفى أصبح واضحا تماما من فساد الهيئة العامة للأراضي بعدن وعدم تحملها المسؤولية، فمن يقوم بنهب الأراضي في ضحى النهار هم قيادات حكومة جنوبية تفوقت على متنفذي الشمال.

فالجنوب لازال ميدانًا خصبًا يُعبث بأراضيه وممتلكاته التابعة للدولة من قبل مسؤولين وقادة عسكريين بأسلوب منظم يتنافى مع سلوك البشرية والأخلاق الإنسانية والقيم الإسلامية والقانون والدستور، وترويع الناس وتخويفهم، حالة من الغطرسة والهيمنة والتسلط بأساليب التميز الطبقي والمحسوبية وصلة القرابة والسلم الاجتماعي.

هناك أجهزة تتولى ذلك تملك النفوذ وتقوم بعملية الصرف تستخدم أدوات الإغراء والرشوة.

أصبحت أرض الجنوب طعمًا مغريًا للطامعين ما يسمون أنفسهم ملوك الحروب والقادة العسكريين يتحكمون فيها في ظل غياب النظام والدول واغتمام فرصة الحرب. وتحويل الملكية العامة إلى خاصة، من يحمي قراصنة  الأراضي إلا قادة عسكريون جنوبيون مدججين بالأطقم والمدرعات تابعين للمقاومة الجنوبية أو الحزام الأمني.

نتألم ونأسف أن بعد تحرير عدن والمحافظات الجنوبية تتوسع ظاهرة البسط والاستيلاء على الأراضي العامة والخاصة في أخطر مؤشر على الاختلال الأمني الذي يحدث تحت غطاء واسع من المتنفذين الذين أثقلوا كاهل المواطن الجنوبي وسلبوا أمنه واستقراره، تنفيذاً لأجندات خارجية ومصالح شخصية واضعين مخالبهم فيها دون حساب أو عقاب أو منكر ونكير..

ستظل أراضي الجنوب قضية شائكة وكارثة وطنية وإنسانية صعب الخروج منها ما لم تكُن هناك أصوات وطنية تنادي وتسعى إلى إيقاف هذا اللوبي الخبيث.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص