آخر تحديث :السبت 20 ابريل 2024 - الساعة:12:06:34
أيها الجنوبيون .. لا تعمقوا جراح السليماني
احمد سعيد كرامة

السبت 14 ابريل 2019 - الساعة:15:06:38

 

قد لا يعرفه الكثيرون الشيخ محسن السليماني رئيس السلطة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة ، ومن لا يعرفه هو المجلس الانتقالي الجنوبي بشبوة والمجلس هو .

سليماني الرجولة والوطنية والنزاهة والشجاعة والكرم والإنسانية ، كان أفضل وانزه وكيل لمحافظة شبوة ، الرجل الوحيد الذي أجمع الشبوانيون عليه ونصبوه قائدا وحكيما ورمزا لهم .

تعرض السليماني مثلما تعرضت شبوة والنخبة الشبوانية وقائدها البوحر للخيانة من رموز محسوبة على رئاسة المجلس ، وقادة يتبعون قبليا ذلك الشيخ الذي قصم ظهر شبوة ونخبتها وسليمانيها ، غدر وخيانة الصديق والحليف أشد فتكا وفادحة وألم من مواجهة العدوا .

من أغسطس وحتى ديسمبر الحالي عاش السليماني أيام صعبة وحرجة بين مرارة الهزيمة والخيانة والتشريد ، إنتظر السليماني المعروف بصبره وحنكته وحكمته عودة قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لكي يضعها مباشرة أمام أسباب ومسببات من تواطئ ودبر وتآمر وسهل سقوط محافظة شبوة بيد مليشيات مأرب الإخوانية ومن ساندها من أبناء شبوة .

قد يختلف الوضع في عدن عن شبوة من عدم إتخاذ قرارات رادعة بحق من خان الجنوب وشعبه في أغسطس المشؤوم ، وهذا خطأ فادح وجسيم قد يدفع الانتقالي بسببه ثمنا غاليا جدا ، لا مجال للعاطفة والمرونة والمداهنة بهكذا قضايا تمس أمن ومصير الجنوب وشعبه .

طالب السليماني بتشكيل لجنة ومحاسبة من تسبب بسقوط شبوة وإنهيار نخبتها ، ومع الأسف الشديد لم يستجاب لطلبه رغم إنتظاره الطويل لعودة قيادة الانتقالي إلى عدن .

لم ينسق الشيخ السليماني مع محافظ شبوة أو أي شخصية من أجل عودته إلى محافظته ، ولم ولن يمنعه أحد من العودة إلى شبوة ، فمكانته وثقله السياسي والقبلي يحول دون ذلك التصرف الذي قد يفضي لتفجير ثورة سليمانية الشرعية والسعودية في غنى عنها .

الانتقالي خذل السليماني ولكن السليماني لم ولن يخذل الانتقالي وأثر العودة إلى منزله وتجميد نشاطه السياسي الجماهيري لعلى وعسى أن تكون هذه الخطوة دافع مهم لتصحيح المسار وإعادة هيكلة المجلس الانتقالي ، وتصفيته من المتسلقين والفاسدين واللاهثين خلف المناصب والمكاسب المادية .

ما يحدث هي ظاهرة صحية يعيشها المجلس الانتقالي الجنوبي وتحسب له لا عليه ، فتقويم الاعوجاج وتصحيح المسار مبدأ ونهج الدول العظمى والمتحضرة ، والتعبير بالطرق السلمية والحضارية مشروع .

لا تعمقوا جراح السليماني فهو يعبر عن إرادة وفكر ونهج ورغبة وتطلعات شريحة كبيرة وواسعة من الجنوبيين إنتقالي وغير إنتقالي .

أيها الجنوبيون من أراد وطن فالوطن باقي حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، الإحترام والتقدير واجب علينا ، أما من يقدس ويمجد أفراد كالقادة والزعماء فأنهم راحلون وزائلون عن هذه الدنيا ، وما أخشاه هو أن تفجعوا برحيلهم المفاجئ غير المعلن .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص