- الشيخ لحمر بن لسود: الخطاب الإعلامي المعادي للجنوب يهدد الأمن ويخدم أجندات معادية
- الخدمة المدنية تعلن الأحد القادم إجازة رسمية بمناسبة عيد الاستقلال 30 نوفمبر
- عاجل : دوي انفجار عنيف يهز المنطقة الوسطى بأبين
- السفير قاسم عسكر يُهدي مكتبة "الأمناء" نسخة من كتابه "قصة حياة وتأريخ وطن"
- وزارة الاتصالات : دعم الإمارات يمثل دعامة أساسية لتنفيذ المشاريع النوعية في تحقيق التحول الرقمي
- حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع يعلنان عدم الإعتراف بمجلس القيادة الرئاسي
- الكشف عن قيام محور تعز بنهب مخطوطة ذهبية أثرية باللغة العبرية
- السقلدي يدعو لانتفاضة شعبية ضد الفساد المستشري في الجنوب
- الانتخابات الأمريكية وتداعياتها على اليمن: تقرير يكشف السيناريوهات المحتملة
- الصحة العالمية: 280 وفاة بمرض الحصبة في اليمن منذ مطلع 2024
الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
ها هي الأيام تمر وبسرعة على استشهاد القائد المناضل العميد / سيف علي صالح العفيف (سكرة ) قائد اللواء الأول مقاومة في الضالع ، ولكنها لن تستطيع أن تجبرنا على نسيانه ، لهذا الشهيد ولكل شهداء الجنوب ، يجب أن لا تقتصر الكتابة عنهم فقط في الأسبوع الأول من استشهادهم ، بل يجب أن تكون في أي لحظة وفي أي ساعة وفي أي يوم أو شهر أو سنة فيها تحن مشاعرنا وأشواقنا إليهم .
إن تلك الخاتمة الحسنة المباركة المبشرة للقائد سيف سكرة التي كانت بإذن الله تعالى ومشيئته ورحمته ، وتلك الحشود الغفيرة التي لحقت موكب تشييع جنازته ، وتلك التي توافدت إلى منزله لتأدية واجب العزاء المبدية للشهيد كل الحب والترحم والفخر ، قد كانت بفضل الله أولا ثم بفضل تحلي الشهيد القائد بصفات أخلاقية عظيمة ، دينية ووطنية ونضالية واجتماعية وعسكرية وإنسانية في كل مراحل حياته .
فالشهيد القائد سكرة قد كان ضابطا جنوبيا مناضلا وفيا مخلصا محبا لوطنه (الجنوب ) ، سواء كان ذلك في عهد دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، أو من بعد تذويب ذلك الوطن الغالي في ما تسمى الوحدة اليمنية ، أومن بعد حرب 94م التي اجتاحت الجنوب واحتلاله ، حيث استمر قائدنا وشهيدنا سكرة ثابتا على مواقفه تلك تجاه الجنوب ، لم يتزحزح عنها قيد أنملة ، غير مبالٍ بما كان يعرض له من مغريات مادية ومناصب حكومية ، التي لم يضعف أمامها واستطاع أن يتقوى عليها ، مفضلا أن يبقى مناضلا محبا للجنوب كيفما كانت حالته المعيشية ومستواها ، فهو وقبل أن تكتمل سيطرة قوات صالح على المحافظات الجنوبية واحتلالها في حرب 94م ، لم يفكر بالهرب إلى خارج الجنوب عبر البحر ، بل حزم أمره مسبقا أن يكون مقاوما مناوئا لذلك الاحتلال الشمالي للجنوب ، متوجها إلى يافع ثم إلى حرير جنبا إلى جنب مع القائد المناضل / قائد صالح (الشنفرة) إلى أن عادوا إلى الضالع بقيادة الشنفرة مسالمين وليس مستسلمين ، ينظرون إلى الجبال كمأوى لهم متى ما اضطرهم ذلك .
لقد كان الشهيد القائد سكرة نموذجا في وطنيته ، ثابت المبدأ والهدف ، وقد تجلت تلك النموذجية وذلك الثبات واضحة برفضه النهائي التبوء أي من تلك المناصب التي كانت تعرض عليه من قبل علي عبد الله صالح ، لتيقنه أنها ليست سوى وظائف صورية مهينة ، الغرض منها شرعنة حرب 94م العدوانية وللحال الذي فرضوه على الجنوب بالقوة أمام دول الإقليم والعالم ، وبقناعة تامة فضل أن يقضي أيامه بالعمل في ساحة منزله وجوانبه التي رأى فيها عزته والحفاظ على مكانته وقيمته في ذلك الوقت وفي تلك الظروف حتى يحدث الله أمرًا آخر يخرج الجنوب من ظلم صالح وطغيانه وجبروته .
إن ما نقوله في الشهيد القائد سكرة ليس للعرض أو للقراءة الصامتة أو للتفاخر ، إنما لنتعلم من الشهيد سكرة الثبات على المبادئ والأخلاق الفاضلة السامية الدينية والوطنية والإنسانية والعسكرية والسير على دربها .
النضال الوطني الجنوبي للقائد سكرة لم يفتر ، حيث كان الشهيد على تواصل مستمر مع الشخصيات والقادة الجنوبيين في الداخل والخارج ، من الذين استمر رفضهم لتلك العنجهية الشمالية العدوانية التي طالت الجنوب أرضا وشعبا وقيادة ، فكان عدم قبولهم لأي منصب في دولة على عبدالله صالح المحتلة للجنوب هي البذرة الجنوبية التي اشعلت الثورة الجنوبية فيما بعد ، عندما توافق أولئك القادة العسكريين الجنوبيين الأحرار ومن بينهم القائد سكرة أن يخرجوا بمظاهرة كبيرة تندد بما طالهم في حقوقهم من تهميش وإقصاء وتغييب ، فكان اتفاقهم على أن يكون يوم 7/ 7/ 2007 هو اليوم الذي سيخرج فيه المتقاعدون العسكريون الجنوبيون بمظاهرة كبيرة تطالب بحقوقهم المغتصبة .
القائد سكرة ــ عندما رأى الشعب الجنوبي قد خرج مع العسكريين الجنوبيين المتقاعدين مناصرا ومؤيدا لمظاهرتهم ــ انفتحت شهيته الوطنية للنضال الجنوبي الكبير والواسع مما جعله أحد أبرز قادة الجنوب الرائدين في تاريخ النضال السلمي الجنوبي الذي أرتفع سقفه النضالي إلى المطالبة في فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية المستقلة ،
من ذلك الحين استمر شهيدنا مناضلا سلميا نشيطا في إطار الحراك السلمي الجنوبي ، في كل جوانبه النضالية ، بمشاركته الشعب الجنوبي في مليونياته الثورية ، وفي تشييع جنائز شهداء النضال السلمي الجنوبي في مختلف محافظات الجنوب ، وفي تقديم الدعم المادي والمشورة الصائبة ، بل إن القائد سكرة كان يعتبر مرجعية جنوبية كبيرة لها شأنها ، إليها كان يرجع جميع أخوة النضال الجنوبي ومكوناتهم في حال اختلافهم وعدم اتفاقهم ، وقد شهد منزله لقاءات واجتماعات كثيرة جمعت قادة كل مكونات الحراك السلمي وشخصيات وطنية كبيرة من مختلف محافظات الجنوب .
النضال الصادق عن قضية حقة والوطنية الصادقة في حبها للوطن ، هي التي منعت القائد سكرة أن يكون التعذر بالعمر سببا في عدم مواجهته العدوان الشمالي الثاني ومشاركته قتال الحوثيين ، حيث إن القائد سكرة قد برز في حرب 2015 مقاتلا شجاعًا وشرسًا وقائدًا مقدامًا ومخططــًا عسكريًا بارعًا في مواجهة الحوثيين وأعوانهم بالضالع ، في إطار المقاومة الشعبية الجنوبية بقيادة القائد المناضل / شلال علي شائع ، ثم تولى القائد سكرة قيادة المقاومة الشعبية الجنوبية في الضالع بعد تعيين شلال شائع رئيسا لشرطة عدن ، ثم عين قائدا للواء الأول مقاومة في الضالع .
بكل همة ونشاط استمر القائد سكرة في تنظيم وتدبير شؤون قيادة اللواء الأول مقاومة وإعداد جاهزيته القتالية ، التي نتجت ثمارها في الدفاع عن الضالع عندما حاول الحوثيون وبتواطؤ مع ما تسمى الشرعية اجتياح محافظة الضالع وإسقاطها بيد الحوثيين ، حيث رفد القائد سكرة جبهات القتال في كل من مريس والعود وحجر بعدة كتائب من كتائب اللواء الأول مقاومة ، ومن وقت ذلك العدوان الشمالي على الضالع والشهيد القائد سكرة بقي غائبا عن منزله إلا نادرا ، وظل مقاتلا ملازما جبهات القتال ، من مريس إلى العود إلى حجر ، التي كان فيها يتقدم صفوف مقاتليه ، إلى أن استشهد في جبهة حجر ليلقى ربه بإذن الله شهيدا مرابطا مجاهدا محتسبا مدافعا عن دينه ووطنه في العشر الأواخر من رمضان .