آخر تحديث :السبت 08 فبراير 2025 - الساعة:23:46:23
التعامل مع إسرائيل !
حسين حنشي

السبت 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

في فيلم ورقة شفرة يبحث الثلاثة أصدقاء عن عنوان في القاهرة يقرأ لهم صديقهم العنوان وهم يلفون بالسيارة يقول لهم خلف السفارة الفلسطينية يلفون عشر مرات على السفارة ولايحدون ذلك العنوان يسحب أحد الأصدقاء الورقة من يد صديقه ويقرأ العنوان ويقوم بضربه يقول له نلفّ عشر لفات وأنت تقول خلف الفلسطينية مسجل خلف السفارة الإسرائيلية يردّ القومجي بالقول :أنا لن أنطق اسم إسرائيل ولا أعترف بوجودها .

هذا الإنكار الغبيّ لشيء أصبح مجسّدًا على الواقع هو انكار فقط يجعلك تتوه عن العنوان والوصول للحقيقة فقط وإسرائيل أصبحت واقعا مجسدا بكل واقعية .

قبل خمسين عام قال أحد أعظم الساسة العرب ــ بل هو الأعظم بالنسبة لي ــ إنّ 99% من اللعبة في يد أمريكا في العلم بينما كان الكلّ مفتون بالاتحاد السوفيتي ثم ذهب إلى إسرائيل ووقع سلام مصريّ إسرائيلي بعد أن هزمهم بالقوة في 73م فقام الرؤساء الأمراء العرب يدعون عليه في الكعبة ويتهمونه بالخيانة ويقاطعون مصر ذهب السادات إلى الكنيست وقال أعظم خطاب عربيّ ــ بالنسبة لي  ــ نشرته أكثر من مرة على صفحتي.

عرض السادات على القادة العرب سلامًا شاملًا على أساس دولتين على حدود 67م رفضوا في بعد أربعين عام ؛ أصبحوا أكثر واقعية وعبر مبادرة الملك عبدالله السعودي تبنوا ما حاول السادات إقناعهم به فرفضوا لكن في زمن أصبحت اسرائيل هي الرافضة .

الآن بالنسبة لإسرائيل بشرًا ودينًا يهوديًا لهم من الأديان السماوية ليس محرم دينيا التعامل معهم بنص في القرآن , أو السنة بالعكس الرسول تعامل معهم لكن محرم سياسيا على الأقل من أجل الضغط على إسرائيل للقبول بمبادرة الملك عبدالله على الأقلّ حل الدولتين التي تؤمن بها حتى أوروبّا ,وأمريكا وجميع أعضاء الأمم المتحدة .

لكن أن يخرج سلطان عمان للتعامل منفردًا بعيد عن ما اتفق عليه القادة العرب فهذا شيء يدمر حتى الاتفاق السياسي حول الأمر .

قد يقول عمانيّ : إنّ الزيارة لا تعني تطبيعًا دبلوماسيًا كاملًا وفتح سفارات لهذا لا تعارض مع مبادرة الملك عبدالله وما اتّفق عليه العرب؛قد يكون ذلك صحيح لكنّ دبلوماسية الزّيارات للوفود الرّفيعة لا تختلف.

الزّيارة حقيقيّة هي لـ وساطة بين إسرائيل وإيران أكبر عدوتين للقضايا العربية وعمان التي تنتهج مبدأ الحياد الإيجابيّ من كلّ الصراعات خطت لنفسها خط الوسيط في كلّ تلك الصراعات في المنطقة لكن بين إيران وإسرائيل صراحة غريبة !.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص