- قوات اللواء الأول دعم وإسناد تقضي على أوكار القاعدة في جبال المحفد بأبين
- خبير اقتصادي: الظلم والاستبداد لا يدومان ونهاية القمع السقوط
- استعادة السيطرة على المدينة بمساعدة جوية أمريكية .. باحث أمريكي يكشف مصير اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة
- الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالحزام الأمني تضبط “حلاق” مروج مخدرات في العاصمة عدن
- سوء الأوضاع في عدن يضع الانتقالي الجنوبي في مواجهة انتقادات أنصاره ومزايدات خصومه
- تدشين صرف البطاقة الشخصية الذكية في مودية – خطوة لتخفيف معاناة المواطنين
- برعاية المحرّمي.. انطلاق المخيم الطبي المجاني الثاني لعلاج المخ والأعصاب في مستشفى عدن الخيري
- اليمن والكويت توقعان اتفاقية لاستئناف تمويلات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية
- تسليم أدوية ومستلزمات طبية لمرضى الفشل الكلوي في عدن برعاية العميد طارق صالح
- أسعار العملات الأجنبية والعربية اليوم السبت 8 فبراير
السبت 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00
أثق أن المتابع الحصيف يلمس حالة التذمر الكبير الذي يعيشه وسطنا الجنوبي من الأداء السعودي مع قضيتنا ، بل ومع شعبنا الجنوبي عموماً.. وبصراحة هذا الحال اتسعت رقعته مؤخراً ، ومهما حاولنا التغطية على ذلك بإعلان تأييدنا للتحالف العربي ، وكذا وقوفنا في صفهِ ، وحتى القتال بمعيته خارج رقعتنا الجنوبية ، وهذا رغم انحسار المشاركة الشمالية في جبهات القتال في الساحل الغربي وحتى حدود صعدة ، بل وتقوقعها في تباب مأرب تقتاتُ وتخيّم هناك وحسب!.
في الواقع ، أن حقيقة الصلة والرابط الذي يتأسسُ عليه هذا الموقف السعودي من شعب الشمال ، هو أنه شعبٌ يمكن ترويضهُ والتحكم به ، فالشمال هو شعب منصاع ويخطو بخطى شيوخه وكباره ، سواء أصاب هؤلاء الشيوخ أو أخطؤوا ، ولذلك تشكّلت لهؤلاء الشيوخ اللجنة الخاصة السعودية التي تمدهم بالمرتبات الشهرية المجزية من الخزانة السعودية ، ناهيك عن الهبات والامتيازات الأخرى.. وكلنا يعرف خلفيات ذلك ودوافعه.
هنا نجد الأداء السعودي يحتكم إلى فكرة التحكم الفعلي بمقاليد هذه الرقعة من الأرض ، وهذا رغم وجود الأحزاب السياسية الهلامية - وهذه يهيمن عليها الشيوخ غالبًا - وكذلك مؤسسات المجتمع المدني الهشة التي تسير وفق أداء حكومي ، طبعًا كما ولا نغفل التدخل السعودي حتى في ترشيحات بعض الحقائب الوزارية السيادية وما إلى ذلك!.
في المقابل نعايشُ حالة التغافل المطلق من قبل السعودية عن كل ما يعني شأننا الجنوبي ، وكذا قضيتنا الجنوبية رغم مشروعيتها ، وهي - السعودية - تتكئ في هذا على وحدة السوء القائمة ، وأيضا على الغلبة العددية للسكان في الشمال ، كما وأن مقاليد السلطة الفعلية ومستمسكاتها هي في براثن كبار الشيوخ الدائرين في فلكها ، ومهما ارتكب هؤلاء الشيوخ من فضائع العبث والفساد والنهب لمقدرات البلاد .. إلخ، فكل هذا لا يعني لها شيئا البتة! والأهم لديها هو أن يظل هذا القُطر تابعاً لها وفي دائرة فلكها ورحابها ، كما ويعتمد عليها في كل شاردة وواردة..
من هنا نلمس التغافل السعودي المطلق عن كل ما يدور في رقعتنا الجنوبية ، ونلمس أبرز تجليات ذلك في إعلامها الرسمي من الدرجة الأولى عبر كل فضائياتها ، بما فيها العربية والحدث ، فكلها لا تشير مطلقًا إلى أي حدث جنوبي مهما عظم شأنه ، بل وتبالغ في الأداء المحدود لقوات مأرب الرابضة في التباب منذ ثلاثة أعوام ، وفي الوقت عينه تسمي النجاحات القتالية لنا كجنوبيين في كل جبهات الساحل الغربي وحتى صعدة وتنسبها إلى الجيش الوطني اليمني!.
هنا تبرز حسابات المصلحة السعودية في أبشع صورها وتجلياتها وشرهها ، فهي فوق أي اعتبار وواقع! ونقول هذا بكل صدقٍ وصراحة أيضا ، ولأن المتغيرات السلبية الكبيرة التي تعيشها رقعتنا الجنوبية اليوم جرّاء الغلاء الفاحش والانهيار الكبير للريال وخلافه ، بل وبعد ثلاث سنوات من التحرير.. كل هذا يفرض علينا أن نقول هذا وبصوتٍ عالٍ أيضاً ، خصوصاً وأن فساد هذه السلطة الشرعية التي تدعمها السعودية وتتمسكُ بها وتحميها قد بلغ الزٌبى ، بل وفاض أيضاً ، فهو وراء كل هذه التداعيات السلبية التدميرية التي نعيشها اليوم..
وهنا.. علينا كجنوبيين أن نعيد قراءة واقعنا في الخارطة القائمة وبشكل جيد أيضا ، بل وأن نُصَنّف حضورنا في الحدث الجاري وفق معادلات نديّةٍ وعادلة منصفة ، لأن دور الحامل للجميل على عاتقهِ لا يستدعي منه أن يظلّ يُضَحّي ويضحي وحسب ، فللآخرين قراءاتهم وخططهم أيضا ، ولأن هذه التضحية سوف تصب نتائجها على كاهل أجيالنا القادمة ، والسبب أننا لم نقوَ على تحرير أنفسنا من ربقة التخلف التي ربطنا بها أنفسنا في غفلة من الزمن ، ورغم كل الظروف الملائمة التي بيدنا اليوم .. أليس كذلك؟!.
![](images/whatsapp-news.jpg)