الجمعة 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

بعد تحرير عدن والمحافظات الأخرى للجنوب من قبل التحالف العربي والمقاومة الجنوبية وطرد مليشيات الحوثي وعفاش وهي أصلاً قوات شمالية غازية للجنوب وبعضها كان موجوداً أصلاً في الجنوب من السابق ، وعندها أدركت الشرعية الشمالية ممثلة بالإخوان (الإصلاح) أنه لم يبقَ في الجنوب أي قوات شمالية ، وفي هذه اللحظة تم تأخير حسم أية معارك في الشمال ضد الحوثي وعفاش لأنهم وصلوا إلى قناعة أنه لم يبقَ أية قوة شمالية في الجنوب ، وبدؤوا يفكرون كيف يتم إجهاض هذه الانتصارات التي تحققت للتحالف العربي والمقاومة الجنوبية وفي كيفية إجهاضها أو جعلها تابعة لهم بأي طريقة ، وبدؤوا بالاغتيالات للقيادات الجنوبية وأيضا المدنية ، واستطاعوا تحقيق مكاسب أمنية ، وظلت محافظات جنوبية خارج سيطرة التحالف العربي والمقاومة الجنوبية ، ولم يدركوا بأن هذا يضر قوات التحالف العربي وعاصفة الحزم ، ولاحظنا ذلك من خلال المفخخات وغيرها من الأعمال الإرهابية التي طالت كوادر جنوبية  وأيضا بعض رجال الإغاثة التابعة للتحالف العربي ، وعندها أدرك التحالف العربي أنه  مكبل بهذه الأعمال الإرهابية التي انتشرت بشكل كبير في المحافظات الجنوبية المحررة ، وكان لابد من تحرك أمني ، وفعلاً تم تشكيل ألوية الحزام الأمني وتم تحقيق تقدم كبير في هذا الملف ، واستطاع التحالف العربي إحكام سيطرته على جميع المحافظات المحررة الجنوبية وإسكات هذه الأعمال بصورة كبيرة جدا ، وتم تفكيك هذه المنظومات ومعرفة أن الشرعية الشمالية وراءها .

 أصبحت بعض المحافظات الجنوبية المحررة في حالة فوضى أمنية وأيضا في حالة عدم استقرار ، بدأ التحالف العربي يأخذ بإشراك الجنوبيين بهذه الأعمال وتمكينهم من تولي بعض المحافظات الجنوبية ، وبدأت الشرعية الشمالية إدخال الجنوب في فساد منظم من خلال إزاحة بعض القيادات المدنية الجنوبية من مناصبها وإبقاءها في فساد منظم ، وظلت الجنوب معطلة من حيث الإصلاحات والإعمار وتعطل الخدمات في المياه والكهرباء وغيرها ، وجابوا حكومة فاسدة جعلت من الجنوب حاضنة للفساد ، وتعطيل مصالح الناس فيها ، وهذا ما قاله وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي في إحدى المقابلات معه أنه إذا تحسنت الخدمات والإعمار فإن الجنوب سوف ينفصل ، وعندما بدأ الخلاص من هذه الحكومة من قبل التحالف والقوى الجنوبية والمجلس الانتقالي بدؤوا بتعطيل المسار السلمي لإسقاطها بالتبارير الفاسدة والغير المسؤولة والبحث لتحميل الانتقالي وإدخال الجنوب في فوضى خلاقة ؛ لكن التحالف تدخل بصورة قوية هذه المرة واعترف بالمطالب المشروعة لشعب الجنوب ، وقال الناطق الرسمي للتحالف أنها " مطالب مشروعة لمكون اجتماعي سياسي وعلينا تلبيتها " ، وهذا ما حصل فعلا ، وعندما أدركت الشرعية الشمالية أنها فشلت حاولت مرة أخرى إدخال الخلافات بين الجنوبيين .

إن عودة طارق عفاش إلى الجنوب سوف يؤدي إلى جلب قوات شمالية لكي يضحكوا على الجنوبيين مرة أخرى ، غير مدركين أن من أتى به التحالف العربي لاستنجاده بالتحالف العربي وأنه يهيئها بدلا عنهم لقيادة المقاومة في الشمال نظراً لفشلهم في الشمال ومعرفة التحالف بهم وأنهم غير جادين لتحرير الشمال ، أما الجنوبيون فهم على أرضهم ، ومن خرج من بلاده مكسوراً يصعب عليه تحقيق شيء في بلد غيره .

هذا ما كانوا يريدونه ، وهم من صنع الإرهاب والفساد لإخضاع الجنوب تحت رحمتهم ، والحمد لله أن التحالف أدرك ذلك وهو الآن الممسك بالأمور كلها والأيام ستبين هذا كله لكي يدرك الجنوبيون أنهم صف واحد ولا يسمحوا للشرعية الشمالية تعكير صفهم وصفوهم ، والسلام ختام..