آخر تحديث :الجمعة 14 فبراير 2025 - الساعة:00:21:35
ان لم تكن تملك مشروعا
د. عبدالمجيد العمري

الخميس 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

تكملة العبارة بالضرورة ستكون أداة لتنفيذ مشاريع غيرك، فاليمن والعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها تحت مشاريع محلية واقليمية ، والكل داخل تحت مشاريع عالمية ، قد تتجرأ بعض الدول لتصنع لها مشروعا مستقلا ، وينتهي بها المطاف لتكون مشروع صغير لمشاريع كبيرة، بالسياسة الناعمة أو بالقوة.
عملية التأثير والتأثر هيمنت على المشهد، وهناك تعقيدات كبيرة يصعب تجاوزها لأجل الانفراد بمشروع مستقل، وتبقى مشاريعنا كلها تصب في الحفاظ على الذات، مفهوم البقاء والوجود، وسقف أدنى من المطالب الحياتية.
أحلامنا قديما ان نحرر القدس ونعيد الاندلس ونغزوا العالم علميا وفكريا، وان تكون جامعاتنا قبلة للعالم، اليوم اصبحنا نحلم أن نعيش فقط، وصدق النص القرأني فينا ( ومزقناهم كل ممزق) ولو لاحظت أن مزقناهم كافية في التعبير وتأكيد الفعل بكل واضافته الى ممزق دلالة على هول التمزيق، والتمزيق ليس هو التقطيع، فبعض القطع قد تفيد، فالتمزيق تقطيع بشكل عشوائي حتى لا تستطيع ان ترقع او تقارب ...
حالات كثيرة نكون فيها مزايدين، ( مبالغين) عندما نريد ان يحق الحق ويبطل الباطل، لم تعد هذه العبارة ذات مستساغ واقعي، أصبحنا نبحث عن الحد الأدنى من مفهوم الحق، وعن تخفيف ليس الباطل ولكن البحث عن آلية للتعايش معه.
كثيرة هي الأشياء التي ماتت في نفوسنا، وأبلغ ميتة كانت لتلك الغرسة الجميلة التي تسمى حلم، قد يقرأ احد من المتفائلين والحالمين ويقول انتم الدكاترة يجب ان تفتحوا للناس آفاق وأحلام واقول كما قال ابن العربي ( عليك بمن ينذر الافلاس والابلاس وليس عليك بمن يقول لا بأس ولا تأس) توصيف المشهد كما هو السبيل الاقرب لمواجهته أو التخفيف منه.
خرج المصريون ينادون عيش كرامة حرية ، وانتهى بهم المطاف في دائرة العسكر وحلم العيش فقط ، ثم وقفت كثير من الدول الملكية لتقول لشعوبها( اياك اعني واسمعي يا جارة)، وتوالت الأحداث والنوازل التي يشيب منها الرأس..فمصر يحيط بها الحالمون والعسكر لديهم احلام لا تتفق وحلم ذلك الذي خرج يطالب بالبحث عن الكرامة والحرية.
كان السوريون حريصون على تغيير النظام، والنظام لم يتغير ولكن حياتهم تغيرت لطريق الهجرة لان النظام داخل في نطاق حلم ومشاريع محلية واقليمية.
وتظل اليمن اسيرة الحلم الخليجي او الفارسي، وبينهما احلام كثيرة تبدأ بحكومة حلمها ان تبقى في فنادق الرياض وفي وسط هذه الاحلام والمشاريع يقف ثلاثة مليون طفل ولدوا بعد عاصفة الحزم، لا يجدون الحليب الذي أصبح سقف اعلى لحلم ما كان يسمى قديما بالجمهورية اليمنية..
الى الله المشتكى..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل