آخر تحديث :الجمعة 07 فبراير 2025 - الساعة:11:32:27
شهداؤنا لم يموتوا وهم كارهون للحياة
اكرم محسن العلوي

الجمعة 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

من المعلوم أن حب الحياة والعيش الكريم من غريزة النفس و كل إنسان يحب أن يعيش ويبقى على قيد الحياه بجميع الأعمار المتفاوتة.

وكل فئة من هذه الأعمار المتفاوتة لديها أمل في الحياة الكريمة ، وكل شخص حسب عمره، فالطفل يعيش ويؤمل له والديه أن يكبر ، والصبي يؤمِّل كيف ينهي دراسته ويلتحق بالجامعة  ،والشباب - وهذه هي الفئة التركيز الأكثر عليها في المجتمع لأنهم هم الفئه  الحساسة في المجتمع ولأن مرحله الشباب مرحله لا يمكن أن تأتي مرحله أفضل منها ، فهي مرحله القوة والنشاط والجد ، وهي الفئة التي ينظر إليها المجتمع بعين الاهتمام لأنهم هم صناع المستقبل ومحل الرقي والتقدم الذي يؤمّل بهم الجميع في الوطن - كيف يبني مستقبله بعد إكماله الدراسات الجامعية والدراسات العليا إن أمكن .

وهكذا يبقى الأمل والتفكير في المستقبل نصب الأعين، كلٌ يحب أن يعلو بنفسه ويحب أن يعيش حتى إلى الأبد فالحياة والعيش فيها شيء محبوب لدى البشر وكل شخص لا يحب أن يموت لأن الموت شيء مكروه لدى الغريزة البشرية وفُطِرت على حب الحياة .

وإن شهداءنا الذين رحلوا عنا وقدموا حياتهم ودماءهم رخيصةً لأجلنا ومن أجل أن يكون من استشهادهم مستقبل لنا وعز وكرامة وحياة شريفة يسودها العز والسؤدد بعيدة عن الذل والمهانة وباعوا أنفسهم رخيصة لأجل هذا الوطن حباً فيه وبذلوا أنفسهم رخيصة جداً ، لا تظنوا أو تفكروا أنهم لا يحبون الحياة ولا يريدونها وأنهم كارهون للحياة ولأنفسهم وأنهم لا يفكرون في فترة حياتهم ما تفكرون فيه أنتم الآن من التطوير والتفكير في مستقبلهم وحب العيش والهناء فيها ، بل أن حالهم مثل حالكم بجميع فئات الشهداء الذين رحلوا من طفل وصبي وشباب وذي شيبة .

ولكن الذين جعلهم يكونون في باطن الأرض هو حب وطنهم الجنوب ونيل الكرامة  فيه والعز ، وقدموا أنفسهم لأجل أن تهنؤوا بالعيش الكريم وباعوا أنفسهم وحياتهم رخيصةً لأجلكم وأجل مجدكم وكرامتكم وليس هناك شيء يفكر فيه هذا الشهيد الذي ضحى بنفسه أنه خاب وخسر وغيرها من هذا القبيل وإنما الذين يفكر فيه هذا الشهيد هو أنكم تسيرون على ما سار عليه وعلى ما استشهد لأجله نحو استقلال دولة الجنوب بكامل سيادتها .

لا يباع ولا يشترى بدمه الطاهر تحت أي شيء دون إعادة دولة الجنوب بعيداً عن أي حلول غير هذا الأمر ، فهذه هي رسالة الشهداء الأحرار .

فيا شعب الجنوب .. شهداؤكم يريدون منكم أن تنهجوا منهجهم الذي ماتوا عليه، أليس من الواجب وجوباً عينياً لا يستثنى منه أحد من شعب الجنوب أن تقدسوا أيّما تقديس دم الشهداء وأنين الجرحى؟!.

وأن تسيروا على ما سار عليه الشهداء الذين رحلوا عنكم وكانوا معكم وبين جنبيكم أحياءً وكنتم على صعيد واحد ترددون وتهتفون جميعاً (الاستقلال أو الموت)، هل نسيتم هذه الهتافات التي كنتم تهتفونها مع القوافل من الشهداء وساروا على هذا المبدأ وأخلصوا ولم يردهم عن هذا القرار لا نار ولا حديد من الاحتلال حتى استشهدوا ، فهلّا عليكم أن تواصلوا مشوار الثورة على هذا المبدأ ؟ ، أم أننا نسيناهم ونسينا مبدأهم الذي ذهب لأجله القوافل من الشهداء، فليس من شيم أصحاب المبادئ والضمائر الحية أن تفكر بنسيان من أعطاك دمه وحياته وقطف زهرة حياة مستقبله لتعيش كريما عزيزاً ومات على ما تعاهدتم عليه وهم كانوا يحبون الحياة والأمل فيها كما أنتم الآن تحبونها وتعشقونها ، فعارٌ علينا وألف عار يا شعب الجنوب أن نتراجع عما ماتوا عليه شهداؤنا الأحرار حتى وإن وصل الحال أن يستشهد شعب الجنوب بأكمله وفاءً للشهداء الأبطال وعهدنا الذي بايعناهم عليه ويكون شعارنا عهداً علينا أننا على دربهم ماضون نحو الاستقلال أو الموت. فرحمة الله على الشهداء الأحرار والشفاء للجرحى والحرية للأسرى .

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص