آخر تحديث :السبت 08 فبراير 2025 - الساعة:20:55:49
بعد أن أوصدتم كل الأبواب ..
علي ثابت القضيبي

السبت 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

رغم كل محاذير بيان المقاومة الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي ، إلا أن إسقاط الرقعة الجنوبية كليةً من أي حساباتٍ لأصحاب الشأن فيما يدور هنا ، وكل ذلك يدفع إلى أن تكون هناك مخرجات جنوبيةٍ بمثل هكذا بيانٍ وصورة صادمة ، وأياً كانت الحسابات اللاحقة .. فالجنوب وأهل الجنوب أصبحوا مجرد هراوةٍ للفعل العسكري ، سواء في تحرير أرضهم أولاً ، ولاحقاً في قتال الحوثيين في جغرافيا الشمال ، وفوق كل ذلك تتم المكافأة بالعبث والإهمال والفساد الذي يصخبُ في كل أرض الجنوب المحررة ، والأسوأ منه في تضخيم حكومة العبث بالمزيدِ من صور العابثين والمهرجين ، وكل هذا له حدود من الصبر والتحمُّلِ .

لقد بلغ السل الزٌبى من هكذا سلطةٍ شرعيةٍ ، وهذا ليس من قبيل الاندفاع الأرعن ، أو عدم مراعاة الواقع ، أو توقّع ما هو أسوأ مما نحن فيه ، ولكن التغاضي المطلق عن تطلعاتنا كجنوبيين يقود إلى هذه الوضعية .

في تقديري أن بين إخوتنا الخليجيين في الإقليم من يتفهّم جيداً واقعنا وتطلعاتنا ، ويتفهّم جيداً حجم التضحيات التي اجترحناها خلال الحرب في هذه المنطقة ، وقبل كل ذلك يتفهّمُ كل معاناتنا قبلاً ، ما يستدعي معه استيعاب جديّة مطالبنا وحق شعبنا الجنوبي في التطلٌع الى حياةٍ أفضل ، خصوصاً وقد طردنا الحوثيين وقوّضنا وجودهم في جغرافيتنا ، وكان من الأجدر المجيء بحكومةٍ وسلطةٍ رشيدةٍ تديرُ أراضينا المحررةِ ، وتواصلُ تقويض التواجد الحوثي - الإيراني هنا ، وليس المجيء بنفس سلطات عفاش أو التي خرجت من تحت عباءتهِ ، وهي التي تمارس نفس فساده وعبثه والإثراء إلى جيوبها ، وفوق كل ذلك تمارسُ كل صور التمييع والتلاعب في قتال الحوثيين في جغرافيا الشمال ، وهم يدّخرون الآن الآلاف من الجنود والعتاد في رقعة مأرب وحسب ، وصنعاء والحوثيين على مقربةٍ منهم !.. فلماذا يجري هذا ؟! وأين هي دول التحالف من كل هذا الوضع ؟!.

إن فكرة أننا كجنوبيين لن نقوى على الحركةِ والفعلِ إلا بفعل المالِ والإغراءاتِ و.. و.. هي فكرة جد خاطئة وليست في محلّها مطلقاً ، فنحن التحفنا السماء وتمرّغنا في أوحالِ الأرضِ عندما غادرت بريطانيا أرض جنوبنا مُجبَرة ، وتناولنا الفُتات من الطعام لأجل البقاء ، ومع ذلك بنينا دولةً قوية وحاضرة ، ورغم كل صور القصور التي شابتها حينئذٍ ، ولكننا هكذا ، ومهما تغيّرت متغيرات العصر ..

أدعو الله أن تكون قيادة مجلسنا الانتقالي الجنوبي ومقاومتنا الجنوبية قد تدارست جيداً معطيات البيان الصادر عن جنوبنا كما أعتبرهُ ، وكذا تدارست كل تبعاته ، لأننا كشعبٍ جنوبيٍ سنخوضُ وبالرّوح مع مثل هكذا بيان ، لأنه يعبر عما في دواخلنا ، ومهما كانت النتائج ، فالثوب المبتل لا يهم الرّشّ أصلاً .. أليس كذلك؟! .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص