- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الثلاثاء بالعاصمة عدن
- عاجل : بدء صرف مرتبات ألوية وشهداء العمالقة الجنوبية لشهر أكتوبر
- بالاسماء.. 746 ألف دولار ميزانية وفد العليمي وغالبية النساء المكرمات من تعز.. بريطانيا ترفض حضور العليمي فعالية نسوية تكريمية غير رسمية
- رئيس الإمارات يستقبل وزير خارجية قطر
- مصادر لـ«الأمناء»:إجراءات مرتقبة لمكافحة الفساد ومحاسبة المسؤولين المتورطين بالفساد
- أهمية الجنوب وموقعه البحري الاستراتيجي
- وكالة إماراتية : قيادات الحو/ثي تتخلص من أملاكها في الحديدة استعدادا لهزيمة عسكرية
- محكمة الأموال العامة تعقد أولى جلسات محاكمة المتهمين بقضية فساد مصافي عدن
- اجتماع بعدن يناقش الترتيبات لتنفيذ مشروع خط كهرباء ساخن لمستشفى الصداقة
- محافظ سقطرى يناقش مع فريق مصلحة الجمارك جهود تطوير العمل الجمركي
الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
13 يناير البؤرة السوداء في تاريخ الجنوبيين، هذا هو يوم تنازع الجنوبيين فيما بينهم، وتنكرهم لبعضهم، ففشلوا بسببها وذهبت رياح قوتهم ومنعتهم، هذا مبدأ قرآني ثابت لا يعيه محدودي التفكير، إن أي مؤشر للتنازع، هو مؤشر للانتهاء، وهذا ما حدث في الجنوب ويحدث الآن خليجياً، والله يقول:"ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"، ومن سيخرق سفينته بيده، فسيغرق جميع من فيها بلا استثناء، وهذا أيضاً حديث نبوي شريف يحث على التعاون وعدم خرق السفينة وهي تبحر في وسط بحر عميق جدًا..
هذه البؤرة تشكلت نتيجة السلوكيات الأنانية والانتهازية والنرجسية، لدى ثلة من قيادات الصف الأول، أجبروا الجهلة بعدها من أمثالهم، لأن ينحوا منحا مشابهاً في تخلفهم ورؤيتهم العوراء، ليتكتل الجهلة كالمغناطيس الذي يجذب برادة الحديد الصدأة، والاشتراك الوحيد فيما بينهم هو الصدأ والخواء العقلي العظيم، فحدثت الفتنة وضاعوا وأصبحوا وسيكونون طرائد دائمة، تطاردهم لعنة كل نفس سفكت دون أن يكون لها ذنب، وحتى لو كانت فتنة، فوالله إن من ارتكبها سيتحملها أمام الله ورسوله والناس أجمعين، وإننا نبرأ إلى الله من ذرة دم واحدة، سفكت ظلما وعدوانا من الفريقين، فنحن شباب اليوم نعي جيداً ما معنى قوله تعالى:"كل نفس بما كسبت رهينة"، "ولا تزروا وازرة وزر أخرى"، وهذه مبادئ قرآنية من اتبعها لا يضل ولا يشقى، فكل نفس معلقة بما اتخذته من قرار أو بما قامت به من فعل وسفك للأنفس البريأة من أي منطقة، ولا يمكن أن نرتضي بجريمة مقابل أخرى مهما يكن فنحن أناس مؤمنون بالله حق إيمانه، وأقلها لا نرتضي العصبية التي ستعلق أنفسنا بها يوم تخف موازين وتثقل أخرى، ويوم تشيب الرؤوس، وهذه عظة وعبرة، بأن اتركوها فإنها منتنة في وصية كريمة من نبينا الأكرم، ولن يشرفنا أن نقف حتى مع أشقائنا من دمائنا ولحومنا في صف الباطل، أو في إراقة قطرة دم نفس بريأة، مهما يكن وتحت أي ظرف، واللبيب اللبيب من فهم ووعى الدرس، وقرأ من التاريخ القصص، وفهم أن الحياة يجب أن تعاش من دون ظلم لأحد، والظلم يبعث من في القبور..
هذا اليوم المشؤوم الذي أنهى دولة الجنوب، بسبب تصارع الأخوة وتحكيم الغريب بينهم، ليتنازل الجميع عن أملاكهم، وكان بالإمكان أن يتفاهم الأخوة في من يطور محافظته، ويبني قريته ومدينته، تنافس حميم، يبني ولا يهدم، يعمر ولا يدمر، التنافس من أجل الكمال، لا التنافس لحصد الوبال الذي نعانيه منذ تلك الحادثة، وتحولت الحادثة للتسويق للوحدة من بوابة الهروب من الاقتتال وهنا يتم ابتزاز الجنوبيين، وللأسف يتم الابتزاز من سياسيين في أعلى هرم الدولة وسنسقط ابتزازهم في الأسطر التالية بالحجة والبرهان وليس بالعاطفة؛ لأنهم من وجهة نظرهم يسوقون للوحدة بطريقة خاطئة ويمارسون ابتزازا أبلها تحت لافتة وطنية..!
المهم أن يعي من تبقى من الجهلة من هذا الدرس، وأن يتعظوا وأن يبدؤوا بالتنافس للوصول للهدف، لا الاحتراب، وأي خلاف يحدث إنما هو اختلاف صحي جدا كما يحدث في أي بلد آخر، ولا ينبغي التوقف عنده، والقتال عليه، ومن هذه المنطلقات كلها، لا نسمح لأي أحد بأن يبتزنا كجنوبيين في كل طالعة ونازلة بمشروع الجهلة ذاك، فقد كانت خطيأة لن تكررها الأيام، وكانت خطيأة يتحمل ذنبها مرتكبوها، فالله عادل وإن تسامحنا وتصالحنا في حق بعضنا، فحق الله لا يسقط، وهو العالم بما أخفته الصدور وسيحاسب من أراد الإفساد في الأرض، وقتل النفس المحرمة بدون وجه حق، ومن قبل كلا الفريقين، ولا أستثني أحداً..
نتوقف عند هذا اليوم، ليس لنفتح الجراحات، بل نقوم بالمراجعات، ونفهم الدرس المؤلم، والهزيمة الشنيعة التي هزمها الجنوبيين جميعاً جراء تفرقهم وطمع وجشع بعضهم، ظانين أن المنتصر منهم سيحكم، وتأكدوا بعدها أن المنتصر مهزوم، ولن يحكم بأي حال، في حال لو ساد التفاهم حينها بينهم، لحكموا وعاشوا ولم يغرق أحد منهم جميعاً، ولنعموا بالحياة بدلا من الموت المتواصل الذي يجعلهم طرائد مستعجلة له..
وما أريد أن أذكر الجنوبيين وغير الجنوبيين من أخوتنا في الشمال، بأن ما حدث كان ماضيا ولن يتكرر أبداً، لأننا بتنا أكثر وعيا، ولأن الآلام التي حصدناها وآباؤنا تكفينا لأن نتعلم الدرس، ولن نسمح كشباب اليوم بأن يتم جرنا لصراع أيا كانت خلفياته، سننتزع حقوقنا من الجميع، لأننا نريد أن نعيش كبقية شعوب الأرض، نتعلم وندرس وننمي مجتمعاتنا، وننعم بحياتنا، ونضمن مستقبلنا، ونكرس أوقاتنا لإيجاد الثروات في بلادنا وفي عقولنا، فهذا عهد جديد، هو عهد الضوء والكلمة، وعصر العلم والتنور ولا يقبل التقاتل لأجل أي سبب كان، ومهما تكن المسببات.. فقد يحدث ما حدث في الجنوب في أي دولة أخرى، وهذا شيء يمكن وصفه بالطبيعي، لكن تكراره لن يكون كذلك، بسبب مجاميع من المتخلفين عقلياً أو السياسيين البلهاء والطامعين، بالتهام حق بقية الشعب..
ومن يصر من إخواننا الشماليين أن يتحدث عن تلك الأحداث بهدف تغذيتها، فلتردوا عليهم جميعًا، أنما حدث في الشمال في 86 يحدث الآن في الشمال، القتل والتهجير الجماعي من الشمال، وارتكاب العيوب السوداء والحمراء والصفراء، واقتحام غرف وأسرة النوم وإهانة الشيوخ، وتدمير المساجد ودور القرآن، والاستيلاء على المعسكرات وقتل بعضهم بعضاً من دون رحمة، المؤتمريون والإصلاحيون والحوثيون، يتصارعون الآن بحقد كبير، والصراعات الأيديلوجية والطبقية والمناطقية تجري حالياً كلها في الشمال، ولا أحد يتحدث عنها، لكن حادثة 86 لا أحد ينساها، فهي حادثة تاريخية كما يصفونها بكل الأوصاف، بينما ينسون أن يوقفوا صراعاتهم المجنونة، التي قتل فيها عشرات الآلاف، ودمرت المدن، واقتحمت البيوت، واعتدي على النساء، وتم تجريف السياسيين والعسكريين وطردهم بالصوت والصورة..، وبالله الحول والشمال..!