آخر تحديث :الاربعاء 08 مايو 2024 - الساعة:00:30:47
وماذا بعد أيها الجنوبيون ؟!
محمد ناشر مانع

الاربعاء 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

حين تقرأ قراءة عقلانية مدروسة انتجتها خبرة التعامل على المدى الزمني الذي أنتجَ تحالفات واستفادة استغلال الطرف الجنوبي لهذا الظرف ودخوله بنوايا صادقة ومخلصة ، وكان الدليل في صدقه وإخلاصه وحسن مقاصده النتائج - وهي الوحيدة - التي تحققت على الأرض وبرزت جلية في الانتصارات الساحقة التي أنجزها الجنوبيون ، وكانت  أرواح أبنائه المخلصين الطيبين من خيرة شبابه الميامين قد تصدرت ذلك المشهد الملحمي الذين يكاد لا يخلو مكاناً على أراضيهم إلا وسالت به دماء أبطالنا من الشهداء ، الذين يعرفون تمام المعرفة ويعلم الآخرون تمام العلم أنهم إنما يحاربون بكل ما أوتوا من قوة ليس لأجل أيٍّا من الخيارات المطروحة مهما كانت تلك الخيارات ، بل يحاربون من أجل استعادة وطنهم الغالي الجنوب بحدوده التاريخية المعترف بها دولياً والتي كانت قائمة إلى 22 مايو 1990 م مهما عَلَت الكُلفة .

والحقيقة أن الحرب التي دارت - ولا تزال - قد منحت للقارئ المحايد فُرصة التعرُّف على الأطراف المخلصة الصادقة فيها ، فالأطراف المتحاربة - غير الطرف الجنوبي - لم تقم بأي دورٍ - وإن صغر - في هذه الحرب ، وهذا ما يقدم من المُعطَى أن من كان له المصلحة العليا فيها ، فقد قام بدوره ، وبدأ بمقارعة الغزاة قبل مجيء إسناد التحالف وحتى حين بدأت عمليات الإسناد من دول التحالف فإنها لم تتحرك مع العمليات الحربية أي تحركات موازية تخفف المعاناة التي تحصد المجتمع وعامة الناس في الجنوب جراء غياب أبسط المقومات الإنسانية للعيش الكريم ، فكان المناضلون يواجهون الأعداء بكل صلابة وحنكة وصمود قلَّما نجد لها نظير ، يحاربون باسم وطنهم الجنوبي المغدور به ويعلمون أن أهاليهم وعائلاتهم يُكابدون شظف العيش ، وكفاية استثمار يا حكومة الشرعية .. اتركوا في دمائكم جُزيئاً واحداً من الحياء .. يقول أبو تمام :

فلا والله ما في العيش خيرٌ

          ولا الدنيا إذا ذهب الحياءُ

 

فلو تفكَّر أحدٌ ، لِمَ التروِّي وعدم طرح هذه القضايا بقوة من الشعب في الجنوب على الجهة التي تقدم الدعم الحربي ؟ ستكون هنا الإجابة شافية بأن المواطن يتحمل الكثير ويصبر الكثير حرصاً منه لئلَّا يضع التحالف في حرج ، وليكن التحالف مدركاً الغاية والهدف الأسمى لهذا الشعب النبيل  ، وهو نيل استقلاله الناجز غير المشروط ، فالأخوة في المجلس الانتقالي يقع عليهم العمل الدبلوماسي و الاستراتيجي الحثيث ، ورفع وتيرة العمل الإعلامي إلى أعلى المستويات ، فالانتباه الانتباه للعمل الإعلامي المدروس والموجه .. الطريق مفخخة ..  تماسيح .. ليس هناك من يرحم  .. الفرصة لا يجوز التفريط بها .. لم تعُد هناك عائلةٌ ولا منزلاً في هذه الأرض الطيبة إلا ودفعت نصيبها من الدماء ثمناً لذرات تراب الوطن  ، علينا المضي إلى الأمام ، الحفاظ على المكاسب والدفاع عنها والبحث عن سبل لكسر الاحتكار الغذائي والخدمي  والإلكتروني والسياسي والثقافي والإعلامي ، وهذا الأخير واحدٌ من أهم مرتكزات وقواعد المواجهة للقفز بملفات قضيتنا السياسية .

 الوقت يجب أن يتم استغلاله ، فالتراخي والبطء جميل لكن علينا الإدراك أن أي شيء يزيدُ عن حده سينعكس ..  الشعب هنا تحمل كل الأوزار والمشاق ، لكن كل ذلك سيهون حين تظهر ملامح لخُطَى جديدة تبدد أحلام الطامعين وتصيبهم في مقتل ، الصبر لم ينفد بعد  ، لكن حدوده بدأت ملامحها في الأُفُق .. ينتظر الشعب قرارات جنوبية صرفة و منفصلة ومستقلة ، قرارات جريئة وسيادية ولو بشكلٍ تدريجي من قادة الجنوب في المجلس الانتقالي .. فمن يحاربك اليوم أيها الشعب العظيم لا يهديك وروداً في الغد ، صحيح أن شعورنا وتصورنا فيه قدرٌ لا بأس به من التفاؤل وإننا ما زلنا نحسُّ أن المسألة محسومة وأن الاستقلال بات في مسافةٍ ليست ببعيدة ..لكننا نتمنى أن تؤول الأمور لسرعة تحقيق هذه الغايات النبيلة ..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص