آخر تحديث :السبت 08 فبراير 2025 - الساعة:20:55:49
على بُعدِ كيلومترات من صنعاء !!
علي ثابت القضيبي

السبت 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00


   1// ( متى ستنتفضوا ؟!)) هذا سؤال جاء وبإلحاح في فضائية عربية على لسان معلّقٍ يمني على الأحداث في صنعاء ، وطبعاً هو يعني به قبائل طوق صنعاء وكل شعب الشمال ، وجاء ذلك خلال تصاعد الأحداث في صنعاء ، وهي التي إنتهت بتفجير رأس عفاش وطيّ صفحته من المشهد تماماً ..
    2// السؤال نفسه - متى ستنتفضوا ؟! - يسأله الكل ، سواء في دول التحالف ، أو في الشارع العربي عموماً ، أو منّا نحن الجنوبيين .. فرجال مقاومتنا الجنوبية ، وبعد تحرير معظم جنوبنا ، هاهم الآن على مشارف الحديدة يطرقون أبوابها ، وبكل اسف ، ماأنفكت حشود الشمال بقيادة جنرال الوهم علي محسن الأحمر غارقين في تباب مأرب ، وهم لم يتقدّموا قط منذو ثلاث سنوات ! بل ولم يحرروا حتى منطقة صرواح الواقعة في نفس محافظة مأرب !! والأدهى منه أن التحالف العربي يسلحهم بكل أشكال العتاد ، وينفق عليهم بكل بذخٍ ، من وعاء الطعام والطعام الى صرفيات قات ضباطهم ومرتباتهم الشهرية وخلافه ، وعلى العكس بالنسبة لقوات الجنوب التي تستلم مرتب شهرٍ واحد في كل فصلٍ ، بل وهناك من لم يستلمون مرتباتهم لسبعة أشهرٍ الى تسعه وأكثر ايضا !!
     3// حتى الآن ، لم تعرف قيادة قوات التحالف أو مخابراتها العقلية والموروث الرّث الذي يضبط إيقاع أداء محافظات الشمال ، وتحديداً قبائل طوق صنعاء ، وهي القبائل التي أثارت كماً هائلاً من الرعب والهلع في أوساط اليمنيين وغيرهم ، ويعود ذلك الى بشاعتهم وقسوتهم في ممارسة السّلب والنّهب للآخر حولهم وفيما بينهم ايضاً ، أو في بسط سطوتهم على الدولة في صنعاء ، مع أنّ موروثهم وكل تأريخهم يشير وبكل وضوحٍ الى سرعة تسليمهم وإدانتهم بالولاء والطاعة لمن يطيحُ بالرأس الكبيرة ، إذ ماأسرع مايسلمون الراية ويخضعون للمنتصرِ مباشرةً ، وهذا مايحدث الآن ايضاً..
    4// والآن ايضاً ، امام دول التحالف خياراتٍ سوداءٍ للخلاص من الوجود الإيراني وذراعه الحوثيين بجوار الحدود الجنوبية السعوديه ، فخيار الإعتماد على مايسمى بالجيش الوطني في مأرب هو خيار ميئوس منه ، وللعلم فقد تمٌ إستدعاء القيادي الإصلاحي اليدومي سريعاً من داخل صالة مؤتمر الدول الإسلامية في تركيا للقاء بولي العهد السعودي وسمو امير دولة الأمارات في الرياض لبحث هذا الأمر ، والسبب أن قيادة هذا الجيش - علي محسن الأحمر وصحبه الإصلاحيين - يخضعون خضوعاً مطلقاً للإملاءات القطريه ، فهي وليّة نعمتهم ومحرّكتهم وآمرتهم أصلاً ، شاءَ من شاء وأبى من أبى ، إمّا قبائل طوق صنعاء فهي لايُعَوّلُ عليها مطلقاً ، بل ويبدو أنها تخوضُ الآن في نفس ركب الحوثيين ومعهم ..
    5// يبقى خيار دول التحالف - والسعودية منه تحديداً - بالإعتماد على الجنوبيين لمواصلة عملية التحرير حتى بلوغ صنعاء ، وهذا منطق غير مقبول مطلقاً منّا هنا في الشارع الجنوبي ، إذ كيف يقاتل الجنوبيين وحسب ؟! وفي الوقت الذي يظلٌ فيه مواطنوا الشمال بغلبتهم العددية يواصلون النزوح الى الجنوب هروباً ، أو يظلٌوا يمارسون دأبهم في مواصلة ممارسة التجارة والإثراء في شوارع وأزقّة الجنوب ، في الوقت الذي يُقتلُ فيه شبابنا الجنوبيين في شوارعهم ومناطقهم ؟! وهذا منطقٌ أعرج وسخيف ولاشك ! أو أن تضطرّ السعودية الى الإستعانة بمن تسمّيهم بالسلفيين من كل البلاد العربية لقتال هؤلاء الحوثيين - وطبعاً ليس كل هؤلاء سلفيون حقاً - وكمافعلت في سوريا والعراق ، وهذا سيخلط الحابل بالنابل ، وسيحوّل الرقعة اليمنية الى سوريا أخرى ، وهذا هو أصل المخطط الصهيوني للمنطقة العربية أصلاً ..
    6// إذاً دول التحالف العربي الآن في ورطة كبيرة ولاشك ، وهذا حدث ويحدث بسبب غياب الرؤية الإستراتيجية الدقيقة في التعاطي مع الشأن اليمني بخصوصياته البشعة والمتشابكه ، بل وسؤ فهم حقيقة وكِنة القوى التي ظلت تعلّق عليها الآمال طويلاً ، مثل جيش مأرب وقبائل طوق صنعاء .. مع أن للمملكة تجربةً مريرةً في حرب 63م - 1970م في الشمال ، وهي التجربة التي إستفادت منها الشقيقة مصر جيداً ، وإن بعد دفع كلفة بشرية باهظه ، وبعد التسبب في خسارة حربها مع إسرائيل عام 1967م ، وهي أن جيش وقوى لايُوثَقُ بهما مطلقاً .
    7// لذلك ، وإيران قابعة في الجوار الآن بعد سقوط صنعاء نهائياً بيد الحوثيين ، فعلى دول التحالف بقيادة السعودية أن تُعيد قراءة الأمر ثانية وثالثة وللمرة الألف ، إذ لن تسقط صنعاء بحشود جيش مأرب الذي له ولقياداته حسابات مغايرة تماماً لما يراه التحالف والسعوديه ، وكذلك الحال بالنسبة لقبائل طوق صنعاء ، حتى وإن كانت حشود جيش مأرب على بُعد مجرد كيلومترات فقط من صنعاء ، وقبائل طوق صنعاء على مرمى حَجَرٍ منها فقط .. وهذا ماعلى التحالف أن يعرفه جيداً ويثقُ فيه ، لأن من جِبِلَ على شيئٍ وإعتاد عليه تاريخيا ، فلن يُغيّرهُ المال السعودي أو عشوائيّة الأداء والتعاطي بدون إستراتيجية دقيقةٍ تضعُ كل شيئٍ في مكانهِ الصحيح ، وقلنا سلفاً أن إيران أصبحت الآن فيالجوار .. أليس كذلك ؟!
 كتبه/علي ثابت القضيبي .
 الخيسه/البريقه/عدن

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص