آخر تحديث :الجمعة 13 سبتمبر 2024 - الساعة:02:05:42
آخر الأخبار
التحالف واستحقاقات اليمنيين !!
محمد علي محسن

الجمعة 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

احترم واقدر الدعم العسكري والاغاثي والسياسي المقدم من دول التحالف العربي ، فلولا هذا الاسناد الجوي واللوجيستي والاغاثي والاعلامي والدبلوماسي لكانت اليمن سلطة وشعبا ودولة في قبضة اعتى قوى قبلية كهنوتية سلالية طائفية غاشمة .
ولكان الجنوب وقضيته في خضم مواجهة غير متكافئة مع قوى الانقلاب الجديدة القديمة ، ولكانت ثورة الشباب ومخرجات الحوار الوطني ذهبت ادراج الرياح ، اسوة بما حدث لاتفاقيات وعهود سالفة وليس اخرها وثيقة العهد والاتفاق التي انقلب عليها بحرب مشابهة صيف 94م .

ومع كل ما قدمه الاشقاء ، ينبغي القول ان ازمة اليمن لن تعالج وتحل سياسيا او عسكريا ، ما لم يكن دعم الاشقاء واضحا ومحددا ، ويصب في ناحية واحدة ، وغاية واحدة ، وهي الدولة الاتحادية الفيدرالية ، فما لم يتم دعم السلطة الشرعية الانتقالية ، الى ان تجرى عملية الاستفتاء على دستور الدولة الجديدة ، ومن ثم انتخابات برلمانية ورئاسية ، فان كل ما قدمه التحالف من دعم وتضحية لا جدوى او نفع منه ، بل وعلى العكس فقد يفضي لنتائج كارثية لم تكن بحسبان الجميع .
نعم ، يجب على الاشقاء ، وبالذات السعودية والامارات ، اخذهم بالاعتبار ان هذه البلاد شهدت ثورة شعبية عارمة اسوة ببلدان الربيع العربي ، وهذه الثورة في فبراير 2011م سبقها حراكاً جنوبياً ، وقبلهما حراكاً سياسياً واعلامياً وانتخابياً ، وجميعها مقدمات لمظاهر شعبية احتجاجية سياسية لم تستطع انتخابات سبتمبر 2006م معالجتها .
وعندما فشلت كل المحاولات السياسية لحل الازمة وذاك الاحتقان الشعبي ، كان ولابد من لحظة تتفجر فيه حالة الغضب والسخط ، خاصة بعيد ان تبددت امال اليمنيين في التغيير الديمقراطي السلمي ومن خلال صناديق الإقتراع .
فالحراك الجنوبي وثورة فبراير هما في المحصلة نتاج ازمات متراكمة ، وهذه الازمات لا تتعلق فقط بنظام الحكم وقبضته المركزية والامنية فحسب ، وانما يمكن القول انها ازمات متعددة وعميقة ومزمنة.
فمن هذه الازمات ما لها صلة بهيمنة وسطوة الحاكم المستبد ودائرته الضيقة وخلفياتها العصبية والجهوية ، وكذا فساده واساليبه الخاطئة المهدرة لموارد البلاد ولفرصها في التنمية والنهضة .
ومنها ايضا ما يتعلق بالتوحد واخفاقه في بلورة دولة جامعة وعادلة لكل المتوحدين ، فضلا عن مسببات اقتصادية ومجتمعية ووطنية وتاريخية افضت في النهاية الى ازمة سياسية لا ينفع معها غير التغيير الجذري .
وعلى هذا الأساس ادعو دول التحالف مجتمعه ، الى ان يكون منطلق دعمها لليمن واليمنيين ،هو الدولة الاتحادية الفيدرالية الديمقراطية المستقبلية ، باعتبارها محصلة ايجابية لمخاضات وازمات تاريخية ومجتمعية ووطنية .
فهذه الدولة وإذا ما تحققت فعليا وعمليا ، فبكل تأكيد ستكون حلا عادلا وشاملا ولكافة فئات المجتمع اليمني، بما في ذلك الجنوبيين الذين يمكن فهم تذمرهم وسخطهم ، خلال حقبة النظام السابق ، ومن ثم الحرب وما تلاها .
فهذا السخط والسخط وايضا الرفض للتوحد ، أعده نتاج لحالة من الاحباط وفقدان الامل بإمكانية قيام دولة نظامية مؤسسية في الشمال ، أكثر من كونه رفضاً للدولة الاتحادية او للسلطة الشرعية .
وللتوضيح أكثر ، يجب على السلطة الشرعية تحرير ذاتها من ازمات وممارسات ماضوية ، بحيث تكون معبرة فقط عن مهمتها الانتقالية المتسقة مع روح ومضامين الدولة الاتحادية المستقبلية ، كنتيجة حتمية لنضالات وتضحيات وحركات وثورات .
وفي ذات السياق أدعو السعودية والامارات تحديدا ، لأن يكون جهدهما ودعمهما موجها بدرجة رئيسة لتلك الدولة اليمنية الحديثة المنشودة ، ودونما اهدار وقتهما وجهدهما ودعمهما لأجل اجندة وحسابات ضيقة ، ولا تؤدي لغير المزيد من التعقيد والتأزيم .
فانتفاضات اليمنيين وصراعاتهم وحروبهم وازماتهم ينبغي ان يكون لها منتهى ، ولا اعتقد ان اعادة احياء النظام العائلي القبلي الجهوي الفاسد سيكون حلاً عادلاً وممكناً .
كما واقصاء طرف سياسي مؤثر واستبداله بجماعات قبلية او دينية متخلفة من شأنه ارباك المشهد ، واعاقة عملية التحرير ، ان لم نقل تلغيم الحالة اليمنية بتعقيدات مستوحاة من الحالات الليبية والمصرية والعراقية والسورية .
ما يعني اطالة أمد الصراع العنيف ، على ما في ديمومته من خطر على اليمنيين وعلى دول الخليج ذاتها .
والخلاصة ، ينبغي التعاطي مع الحالة الراهنة بديناميكية وبراغماتية أكثر مرونة وسعة ، فنظام هذا البلاد جمهورياً وديمقراطياً وتعددياً ، وتالياً ، ما حدث ويحدث الان هو مخاض ولد من رحم ازمات وصراعات تاريخية ، ومن انتفاضات وثورات ليس اخرها حراك وثورة شعبية ومقاومة مسلحة .
فتحرير هذه البلاد لا يكون فقط بمحاربة جماعة حوثية موالية لإيران وانما ينسحب ذلك على كل فئة او طرف سياسي مناوئ لمشروع الدولة اليمنية المستقبلية، بما في ذلك السلطة الشرعية ذاتها في حال نكوثها بمضامين ثورية مجسدة لأحلام وتطلعات اليمنيين الثائرين على الرئيس المخلوع ونظامه الفاسد البائد .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص