- قيادي حوثي يقذف ويسب إعلامية يمنية ويهددها بالقتل
- ناشطة حقوقية تطالب برفع الحصانة عن البرلماني الإخواني عبدالله العديني
- الداخلية السعودية تعلن تنفيذ حُكم إعدام بحق 3 أشخاص بينهم يمنيان
- توقيع اتفاقية لبناء أكثر من 100 منزل للأسر المتضررة من السيول في حضرموت بدعم سعودي
- وضع حجر الأساس لمشاريع تطوير مستشفى الجمهورية في عدن
- "الحوثي" منظمة إرهابية بنيوزيلندا.. ما تأثير القرار على المليشيات؟
- خطوات عملية لمحاسبة الفاسدين في الحكومة اليمنية.. وقف العقود المشبوهة
- مياه السيول تجرف سيارة مواطن بمضاربة لحج
- أمريكا تعرب عن قلقها من ظروف احتجاز الحوثيين لموظفي سفارتها وموظفي المنظمات
- محافظ حضرموت يبحث مع منظمة نداء جنيف تعزيز بناء القدرات حول القانون الدولي الانساني
السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
تصادف يوم المعلم في هذا البلد المنكوب بحكامه مع مجموعة من المحن وحالات القمع والإذلال والإهانة التي يتعرض لها المعلمون والمعلمات ليس اولها القمع والاعتقال والتنكيل وليس آخرها احتجاز الماهية الشهرية التافهة التي يفترض ان يتقاضاها المعلم لعدة اشهر وهو تجويع مباشر يتعرض له كل الموظفين الحكوميين على يد الحكومتين البائستين في البلاد.
ما زلت أتذكر أسماء معلمي الاوائل الذين ما يزال بعضهم مثلا اعلى في ذاكرتي التي دلفت إلى عوالم الشيخوخة الذهنية.
كان القاضي الرائع زيد حنش عبد الله احد هذه الأسماء الساحرة التي استحوذت على دهشتي وحاولت تقمص شخصيتها لكنني فشلت، ومثله كان الاستاذ محمد علي ناصر الجبيري والأستاذ المرحوم سعيد علي الشنبكي وسعيد حسين بن عطيه والمرحوم صالح ناصر ناجي ومحمود محسن علي والمرحوم عبد اللاه الصبري فضلا عن العزيز صالح يوسف هيثم الفقيه والمرحومان حسن محمد عبادي واحمد قاسم راجح والقائمة تطول لمن تركوا بصماتهم الخالدة في ذاكرتي وزملائي من جيل تلاميذ السبعينات.
لقد كبرنا وواصلنا تعليمنا الثانوي والجامعي وتقادم بنا الزمن وتوزعت انشغالاتنا بين الالتزامات العائلية والمهنية والاكاديمية وطمرت الذاكرة بسيل جارف من المعلومات والاهتمامات لكن تلك الأسماء المتألقة ومعها أسماء اخرى من أساتذة الثانوية والجامعة من الجنسيات الفلسطينية والمصرية والسورية والعراقية والبلغارية لم تغب عن الذاكرة ما حييت لفضلها في فتح عيني على عوالم المعرفة والمهارة والاندماج الاجتماعي والإنساني بعامة.
في العام ٢٠٠٩م كنت في طريقي من باريس إلى صنعاء عبر اسطنبول ، وقد حرصت على زيارة معلمتي في اللغة البلغارية الأستاذة الجليلة بلاجا خريستوفا وأستاذ الفلسفة ومشرفي العلمي البروفيسور إيفان كالتشيف بعد ١٥ عام على مغادرتي صوفيا وبلغاريا الجميلتين.
ابكاني حديث معلمتي عندما قالت لي أن آلاف تلاميذي غابوا عن التواصل بمجرد مغادرتهم المطار وتذكرت أنني واحدٌ من هؤلاء رغم أنني لا أتذكر بلغاريا إلا وينط إلى ذاكرتي اسم تلك العجوز المكتظ سلوكها بالنبل والعطاء والاتزان والإنسانية والإخلاص والصدق والأمانة.
في اليمن يكاد المعلمون والمعلمات أن يكونوا الاكثر عرضة للإجحاف والإهمال والجحود والتجاهل حتى عندما كانت مستحقاتهم تصلهم بنهاية كل شهر.
اعتذاري لكم معلميي ومعلماتي الأجلاء عن الجحود الذي تتعرضون على ايدي قليلي المعرفة ولصوص اللقمة ممن تبوأوا مواقع لا يليقون بقيمتها ومضامينها وافسدو الحياة بفسادهم وحطوا من قيمتها بانحطاطهم واعتذاري الشخصي لتقصيري في السؤال عنكم والوفاء تجاهكم بما بقتضيه الواجب الأخلاقي والإنساني.
ومع ذلك لكم كل حبي تقديري واعتز ازي بأنني كنت ذات يوم تلميذا أنصت إليكم وانتم تنشرون المعرفة وتزرعون القيم وتغرسون المهارات وتجسدون ارقى العلاقات الإنسانية عندما كان للتعليم قيمة وللمهنة طعما ونكهة ومقام.
_____
* من صفحتي على فيس بوك