آخر تحديث :السبت 08 فبراير 2025 - الساعة:21:56:18
في الذكرى السنوية لاستشهاده الشهيد منير حلبوب.. المناضل الصامت
د. خالد مثنى حبيب

السبت 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه, فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .. صدق الله العظيم )   تهل علينا الذكرى السنوية لرحيل العقيد المناضل \ منير محمد حسين حلبوب الذي سقط شهيدا بتفجير انتحاري إرهابي غادر, في محافظة أبين (مفرق العين) وهو يساهم إلى جانب رفاقه في تحرير محافظة أبين من الجماعات الإرهابية. الشهيد أحد نشطا الحراك السلمي الجنوبي, وعضو قيادي في المكتب التنفيذي للجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب عن مكون الهيئة الوطنية للاستقلال وعندما شُنت الحرب العدوانية الثانية على الجنوب هب للدفاع عن ارض  الجنوب, كأحد الضباط المقاومين في جبهة كالتكس والمطار.. عدن. وبعد تحرير عدن من القوات الغازية الشمالية انتقل الى المشاركة في تحرير محافظة ابين وبقي هناك حتى استشهاده. وبهذا خسر الجنوب مناضل جسور أتصف بالإخلاص للوطن والصدق ونكران الذات.  لقد كان الشهيد مناضلاً صامتا -لا يحب الظهور والمزايدة في مسيرة النضال الثوري التحرري الجنوبي- وواعياً ثورياً وسياسياً ينظر لمفردات قضيته الجنوبية برؤية ثاقبه, وبعين فاحصة وببعد استراتيجي. إذ دأب على الجمع بين الاقوال والأفعال وبين النضال السلمي والنضال العسكري, والربط بين الفعل الثوري والسياسي, من خلال إصراره على ايجاد قيادة سياسية موحدة وحامل سياسي يدير ويوجه الفعل الثوري المتصاعد في الساحات والميادين الجنوبية, وهذا ما دفعه الى الانخراط في تكتل الجبهة الوطنية ايمانا منه بان الجبهة هي الحل, بما يؤمل منها تشكيل نواه حقيقية للحامل السياسي المنشود, ولذلك عمل الشهيد بكل جهده في تقريب وجهات النظر بين مكونات الجبهة و بقية المكونات الاخرى حتى تاريخ استشهاده. كما كان الشهيد من رواد التصالح والتسامح ووحدة الصف الجنوبي, إذ كان ينظر الى الجنوب كوحدة جغرافية واحدة تحت علم واحد غير قابلة للتجزئة, مما دفعه الى الوقوف بشدة ضد مشروع نظام الاقاليم وأي محاولات اخرى لتقسيم الجنوب, واعتبر ان الدفاع عن كل شبر من ارض الجنوب اينما كان واجب وطني واخلاقي وديني على كل مواطن جنوبي شريف, ولذا أصر على التطوع لمحاربة قوى الإرهاب والاستشهاد في محافظة ابين, لما لذلك من معاني ودلالات في تجسيد قيم التصالح والتسامح ووحدة الجغرافيا الجنوبية.   وبهذه الذكرى لا يسعنا الا ان نعاهد الشهيد حلبوب وجميع شهداء الجنوب بالسير على الطريق التي خطتها دمائهم الزكية, وإن نستكمل تحقيق احلامهم وتطلعاتهم في تجسيد قيم التصالح والتسامح واستكمال بناء الحامل السياسي الجنوبي, الذي بدأت نواته تتشكل في هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي, المؤمل منه قيادة المرحلة نحو استكمال تحرير الجنوب واستعادة دولته المغتصبة, التي ناضل من اجلها الشهيد بكل تفاني واخلاص منذ عام 1994م حتى يوم استشهاده. وبهذه الذكرى ندعوا جماهير الشعب الى الحفاظ على الانتصارات  العسكرية والامنية- على القوى الارهابية الحوثية والعفاشية والداعشية - التي تحققت بفضل صمود الشهداء الابطال, ومساعدة القوى الامنية من الحراك والمقاومة الجنوبية في استكمال تصفية الأوكار الارهابية لينعم الشعب في الجنوب بالأمن والاستقرار والبناء. كما نسأل الله العالي القدير بهذه الذكرى السنوية لاستشهاد القائد منير حلبوب أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته, هو وبقية شهداء الجنوب, وخاصة الذين سقطوا معه في محافظة أبين وهم عبد الله عوض حسين مصحري  وعبد السلام محمد صالح اليزيدي اليافعي,  وإنا لله وإنا إليه راجعون . 30/7/2017م

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص