آخر تحديث :السبت 08 فبراير 2025 - الساعة:00:45:56
هل سيتعلم الجنوبيون فن إدارة الصراع ؟
محمد احمد الزامكي

السبت 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

الأحداث تتسارع وبوتيرة عالية جداً وفي إطار المنطقة والإقليم ، وبدأت المراحل النهائية للصراع الدائر - منذ بدء الحرب الأخيرة عام 2015م- تظهر ، وبدأت القوى الدولية الطامعة في أرض الجنوب وثرواته تظهر على السطح ، وأيضا كما نتج لنتائج الحرب التي أظهرت جوهر الصراع بين الشمال والجنوب والتي أكدته الحقائق الملموسة على الواقع أن الصراع بين الشمال والجنوب هو صراع من أجل الهيمنة من قبل الشمال على الجنوب على الثروة والأرض والسيطرة والتحكم بالثروة الجنوبية باسم الوحدة المفقودة أصلا والتي انتهت بالحرب الأولى على الجنوب عام 94م.
ومن خلال سرد الأحداث نجد أن هذا الصراع انعكس أيضا بين أطراف التحالف العربي الذي سجل له التاريخ أن هذا التحالف أنقذ الجنوب واستطاع مع المقاومة الجنوبية تحريره من الهيمنة الفارسية الإخوانية التي حاولت الهيمنة عليه وفرض الأمر الواقع ، ولكن الحمد لله وبفضل التحالف العربي استطعنا الخروج من هذا النفق المظلم ، والآن المرحلة أصبحت أكثر إيضاحا من ذي قبل ، وانعكس هذا على الصراع بين أطراف التحالف العربي ومن خلال دعم قطر لأطراف داخل اليمن شماله وجنوبه لا تريد الاستقرار والأمن للجنوب والشمال ، والهدف من هذا إبقاء الجنوب تحت هيمنة الشمال الفارسي العفاشي حتى يصبح تحت الطلب الفارسي.
وهذا كله أدى إلى تعزيز وتطوير وجهات النظر بين أطراف الشرعية وكذا الشرعية الجنوبية ، وهذه التباينات أدت إلى عدم الاهتمام بالخدمات وكذا الإعمار والخدمات الأخرى لمحافظات الجنوب المحررة في ظل الشرعية.. وهنا لا بد على الجنوبيين أن يفهموا وتكون لديهم المهارة العالية في إيجاد وتعلم فن إدارة الصراع ، لأن المرحلة تتطلب إيجاد نوع من التفاهم بين الأطراف الجنوبية على صيغة اللعب في الأدوار وفن الصراع وإدارته للخروج بنوع من التفاهم وتحقيق أكبر قدر ممكن من التفاهم الخلاق وليس الفشل وعدم التشدد في المواقف الغير مدروسة ؛ لأن المرحلة حساسة جدا وتتطلب نوعا من عدم التسرع في المواقف السياسية المصيرية للجنوب وقضيته المصيرية.
وعلينا أن نفهم أننا بحاجة إلى بعضنا البعض مهما تباعدنا وتباينا في الآراء ، وعلينا التأكيد أن الجنوب يتسع لكل أبنائه من السلاطين والمساكين وأن الكل شريك في القضايا المصيرية ، ويجب علينا اتباع سياسة الباب المفتوح للكل وأن نوسع صدورنا لبعضنا البعض والتعلم من المراحل السابقة لفن إدارة الصراع على أساس الوطن الجنوبي فوق كل اعتبار ، واحترام دم الشهداء وتحقيق أكبر قدر من التفاهم الخلّاق. 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص