آخر تحديث :السبت 08 فبراير 2025 - الساعة:20:44:25
اليمن - الجنوب والطريق المسدود !!
علي ثابت القضيبي

السبت 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

ستظل كل الأبواب مؤصدة أمام أي سعي لإخراج اليمن من أزماته الطاحنة والمستفحلة إلابحل جذري للقضية الجنوبية وحسب ، فهذه القضية هي أصل السدادة ، وهي المطبقة بإحكام على فوهة القنينة التي تعتصر وتتأجج في داخلها كل كوارث هذه البلاد وستظل .. والسبب أن هناك شعبا جنوبيا قد عقد العزم وبإصرار على فك إرتباطه بوحدة السؤ التي ذاق منها الويلات وماأنفك ، بل والذي لن تجدي معه أي محاولات أو تنازلات أو إغراءات لإثنائه عما قرره ، وهنا أصل الإشكال ومحوره .                       بلأمس يقيل الرئيس هادي ثلاثة محافظين جنوبيين ودفعة واحدة !! والسبب معروف طبعا .. هنا يراودني شعور يقرب الى اليقين من أن ثمة ضؤا أخضرا خليجيا وراء جرأة الرئيس في إتخاذ قرار كهذا .. وقلنا جرأة الرئيس لأن قراره السابق بإقالة المقاوم الجنوبي عيدروس فقط كان قد أثار زوبعة جنوبية عاصفة كما نعرف ، بل وتشكل إثره اللجنة التنسيقية الخليجية - الشرعية للتشاور في القرار السياسي في أرضنا ! كما وغياب هذه الأخيرة علنا في القرار الأخير لهادي يومئ الى ماإفترضناه يقينا في بداية حديثنا هنا ..                                     في سياق آخر تشير وقائع عدة في المنطقة عموما الى أن تبعات الأزمة القطرية -- الخليجية المستفحلة تلقي بظلالها بشكل أو بآخر على مايدور في أرضنا ، إذ  وبتصاعدها فليس في وارد حساب إخوتنا الخليجيين إلقاء بالا الى مانتطلع اليه كجنوبيين في ظل وضع مرتبك كهذا ، وتحديدا بعد دخول الديناصور التركي الى حلبة الأزمة وفي صف قطر ، ومثله خصم الخليج اللدود ايران ، والأمر منه كما يتضح أن هذه الأزمة توغل في المزيد من النهايات السوداء مع كل طلعة شمس يوم جديد .                                                                                                                                                                         تقريبا .. شعر الرئيس هادي أو من أوعز له بإتخاذ قرار إقالة المحافظين بشيئ من الأريحية حيال ماسلف ، أو حيال ماإفترضه حالة الإسترخاء التي يشعر أنها قد أطبقت على الجنوب اليوم ، إذ واليقيني لديهم أن أقصى مايمكن أن نقدم عليه كجنوبيين هو الخروج في مليونية كدأبنا قبلا .. ثم أن ثمة ممكنات عسكرية ذات شأن تتبع الدراكولا اليمني علي محسن وتنتشر في مواقع حساسة في قلب وحول عدن ، وهذه وفق رؤيتهم كفيلة بضبط أي تجاوز !!                                                           مع كل ذلك ، أعتقد بل وأجزم بالقطع أن حسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر في إجرءات الرئيس هادي الأخيرة هذه ، ويمكن أن نقرأ على المدى المنظور رد فعل رفض جنوبي وربما يكون عاصفا ايضا .. فالسلطة الشرعية على الأقل لم تتعاطى وفق سياسة العصى والجزرة مع شعب الجنوب وقضيته ، بل هي أوغلت في أداء العبث في الأرض المحررة وتدني مستوى الخدمات فيها الى مستوى الصفر ! ناهيك عن الفساد البشع الذي شاطت رائحته ممن جاءت بهم تعيينات رئيس الشرعية المستندة الى المحاصصة ، وكذا تعثر المرتبات وإنعدامها وإنتشار الأوبئة الفتاكة في ظل عجز حكومي لايضاهى !! وكل هذا يعتبر كثيرا جدا الى جانب رفس ثلاثة محافظين وبضربة واحدة الى خارج حلبة الفعل الجنوبي ، وطبعا قبلهم الرأس المقاوم الجنوبي عيدروس الزبيدي!                                            لانريد هنا أن نضع التكهنات والقراءات السوداء لما يمكن أن يؤول اليه الوضع غدا ، لكن المجلس الإنتقالي الجنوبي والى جانبه الشعب الجنوبي قد رفضوا قرار الإقالة رفضا قاطعا ، بل حتى محافظ محافظة عدن المعين مؤخرا حتى اللحظة لم تطأ عتبة مبنى محافظة عدن رسميا !! والأهم من كل ذلك هو تفاقم درجة إحتقان الشارع الجنوبي وإلى درجة لاتحسب معه خواتمها !! فهل هذا هو مايريده الرئيس هادي ومن الى جانبه من الإصلاحيين ؟ أو أن وراء الأكمة ماوراءها ؟! وشخصيا أميل الى ترجيح الأخيرة .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص