آخر تحديث :الجمعة 14 فبراير 2025 - الساعة:14:27:03
المنقطعون والمبعدون .... وأخطبوط الفساد الذي ينهش في فروتهم
عفاف سالم

الجمعة 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

المنقطع لفظة جائرة اطلقت بحق من سرح من عمله قسراً وقهراً والاصح مبعد، فالانقطاع هنا لم يكن طواعية وانما جراء ممارسات ومضايقات اجبرت المجند على ترك عمله ومصدر رزقه والالتحاق بميدان الشارع والتشرد عقب البطالة.

ومن المؤكد ان تلك الممارسات و المضايقات كانت مدروسة بل و متعمدة لغاية في نفس يعقوب من جهة وبهدف الاستحواذ على الوظيفة العامة ومنحها للاقارب والاصحاب وذوي الدفع المسبق والملحق من جهة ثانية .

النتيجة مجحفة بحق من ظلم ومن تم الاستحواذ على رقمه ورتبته ومعاشه لسنوات طوال ومن دون وجه حق.

ما من شك انك ستصاب بالذهول ان عرفت ان شهية الفيد والاسترزاق مازالت تلاحق الشعث الغبر لتقاسمهم في نسبتهم والاستئثار ببعض الارقام لجهل اصحابها بها أو نسيانها او ربما فقدانها وقد تطرح ارقام من ابتكار خبراء فساد ومختصين لادراجها لكشوفات المقهورين ربما لا صحة لها اصلاً ولا وجود فعلي لها وذلك كي تمنح هبات وعطايا لفلان وعلان على حساب مستحقين ربما لم تشملهم المعالجات حتى هذه اللحظة .
ويبقى السؤال في هذا الشهر الكريم اين الخوف من الله ؟؟!! وهل انتزعت الرحمة والشفقة من القلوب ؟؟!! اما كفى تلك الفئة المطحونة ما ذاقت وما عانت طوال السنوات العجاف؟؟!!.

الجدير بالذكر انه قد يلفت انتباهك شباب تم اعتمادهم ضمن كشف المنقطعين العائدين مع انه قد تم اعتمادهم مؤخراً بأرقام عسكرية و مقاومة او... في حين ان هذه الدرجات الممنوحة كانت على حساب المستحقين الذين ربما منهم من لم يتم اعتماده او ترقيمه لا عسكره ولا مقاومه حتى هذه اللحظة.

 والعجيب انك قد تجد المسترزقين ايضاً في طوابير العائدين.
فأين روح الايثار يا جماعة ؟؟ واين العدالة الحقة ؟؟ فالله لا يغير ما بقوم حتئ يغيروا مابأنفسهم .

وحقيقة لا اعلم كيف تطيب لهذا او ذاك نفسه وهو يستلم معاشاً من جهتين وهو يعلم يقيناً أن هناك من لم يتم انصافهم ومعالجة اوضاعهم ونقصد بذلك الشباب غير المنتمين للوحدات العسكرية او المقاومة او كانوا من فئة المبعدين ومايسمونه استهتاراً بالمنقطعين الذين مازالوا متعثرين 
وهنا نأمل من قادة المقاومة والاحزمة الامنية استشعار المسؤولية فروح الاخاء والايثار والتضحية ااتي شهدناها ابان الحرب الظالمة ينبغي ان تتجسد اليوم بأروع صورها بعيداً عن روح الجشع والطمع وحب الاستحواذ والعدالة باعتماد توزيع المرتبات بعيداً عن الازدواجية التي تتسبب في حرمان الاخر من مصدر رزق متاح وبالتالي تولد الكراهية والبغضاء ولا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

وبالمناسبة ايضاً فإن ما يحز في النفس ايضاً انك قد تظن انك ستجد الفرحة مرتسمة على محيا الكثيرين من كبار السن وهم يبعثون اليوم عقب سبات عميق امتد من  منتصف التسعينات وما تلاها ظلماً وبهتاناً

 لكنك ستصاب بخيبة امل كبيرة عندما لن تجد لهم من اثر الا من قلة قليلة .

عجبك ودهشتك سرعان ما ستزول وقد تخونك دمعات تسقط خلسة ونبضات قلب تضطرب على غير هدى حينما تعلم انه لم يعد لهم من اثر على دنيا البشر فقد بلغوا الاجلين معاً .

نعم يا احبتي رحلوا في صمت دون ان يأبه احد لمرضهم او جوعهم او عوزهم وحاجتهم مضوا بعد ان امضوا زمنا طويلاً وهم يحلمون بالافراج عن مستحقاتهم فقط للعيش بكرامة وبعيداً عن الذل وكسرة النفس مضوا ولم يحضر للجان سوى  الورثة اخوة ابناء زوجات عليم الله كيف كانت علاقتهم بهم لبؤسهم وقلة حيلتهم.

نعم تتألم وانت ترى اكوماً من ذكرى لبشر غدوا اليوم رفاتاً في بطن الارض لا علاقة لهم بما يحدث فوقها من سباق للاستحواذ على مخصصاتهم. 

نأمل من المعنيين انصاف من مازال على قيد الحياة ممن سرح وابعد في منتصف  التسعينات وما بعدها ولم يملك وساطة ولا ظهر تمنحه رقماً بديلاً أسوة بالكثير من رفقته ممن شملتهم الرعاية والتعويض برقم آخر او اطلاق مرتباتهم وعمل معالجات وترفيعات و.. 

كما نأمل من المعنيين بالوزارات مضاعفة الجهود لإنصاف المظلومين والمقهورين والمغلوب على امرهم والمغضوب عليهم لفقرهم وحاجتهم اغيثوهم واصنعوا البسمة على وجوههم واشعروهم ان الدنيا بخير قبل ان يرحلوا وينضموا الى من سبقهم فمؤكد انهم قد استوفوا احد الاجلين وكل ما في الامر انهم ينتظرون الاخر  ليلتحقوا بالصحب من البائسين الذين غادروا الدنيا وهم ينتظرون الفرج لكنه الاجل ما كان لينتظر الروتين الذي يسير بالراحة وعلى اقل من مهلة غير آبهاً بفئة تضورت جوعاً ليستلذ بمعاشها آخر من دون وجه حق.

وفي الوقت نفسه ينبغي الاشادة بالدور الايجابي والمجهود الاستثنائي المبذول من قبل المعنيين بالوزارة  وتحديداً من قبل معالي الوزير والوكيل عبد الناصر عثمان وكذا د.خالد العكيمي مدير عام شؤون الافراد بالوزارة الذي يقع على عاتقه العبء الأكبر لإنجاز المهام وتحري الدقة بغية تحقيق العدالة وتصحيح الاوضاع والحد من استعار شهية الفساد الراغبة في ابتلاع الاخضر واليابس من دون رحمة  وذلك عن طريق تفعيل دور لجان البصمة التي من شأنها ان تتيح الفرص للمحرومين الذين مازالوا خارج نطاق التغطية الوظيفية.

وكلمة للمسترزقين على حساب المطحونين اينما كانوا اتقوا الله في هؤلاء وتحروا الحلال في المطعم والمشرب فكل ماستجمعوه لن تأخدوا منه الا النزر اليسير غذاء وكساء اما عداه من كماليات وودائع بنكية فستخلفوه وراء ظهوركم اوزاراً جربوا ان تنصفوا المستحقين فتلك هي التجارة مع الله والتي لن تبور.

في الاخير التحية لكل القراء بلا استثناء ولكل القادة الشرفاء بالوزارات المعنية  والاحزمة الامنية وشباب المقاومة الاتقياءعلى حد سواء  ولا تنسوا الصلاة على خاتم المرسلين وسيد الانبياء .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل