آخر تحديث :السبت 15 فبراير 2025 - الساعة:00:33:23
إخماد نار الفتنة الطائفية من قبل العقلاء ... واجب ديني ووطني
عفاف سالم

السبت 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

بات من المؤكد أن هناك اياد خفية تجتهد ليل نهار لاقلاق السكينة العامة واثارة القلاقل والفتن بل وجعلت مؤخراً همها الاكبر وشغلها الشاغل هو تأجيج نار الفتنة الطائفية بين القادة مع بعضهم  أو الشباب فيما بينهم البين لشق الصف واضعافه .

ولا أخفيكم بالأمس تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو حول كيفية مقتل الشاب على يد منتحل لشخصية عامل نظافة .

حقيقة كان المشهد مؤلماً ولم اصدق ان هذا حدث فعلاً عندنا باليمن .

ولنفترض انه كان انتحارياً اما كان الاجدر تصويبه بغير مقتل بالقدمين او اي مكان آخر يسهل التحقيق معه واستجوابه ومن ثم محاكمته محاكمة عادلة والقصاص منه ان ثبت جرمه المهم محاكمة منصفة له او عليه وان كانت عاجلة.

واما القول بالجرم المشهود وارتداء الحزام الناسف اعتقد انه كان قد صوب بغير مقتل لوجد نفسه بين خيارين لا ثالث لهما إما ان يستسلم ويطلب تفكيكه من تفخيخه او الثانية وهي تفجيره لنفسه خشية الاستجواب والتحقيق وفي الحالتين لن تكون النهاية بتلك البشاعة العديمة الانسانية التي تفطرت لها القلوب واقشعرت لها الجلود وخنقت العبرات في الحناجر وبدا المشهد مريباً.

يشهد الله اننا لا نعرف حتى اسمه ولكن البشاعة تعافها النفوس ورسولكم الكريم يقول اذا قتلتم فأحسنوا القتلة واذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة والذبحة للحيوان يا اخوة الايمان والاسلام وليس بحق الانسان الذي كرمه الله وصرنا نسمع اليوم عن ذبحه اسوة بالحيوان واذكركم بقول الرسول في حديث بما معناه طوبى لمن غادر الدنيا ولم يصب دماً حراماً.

ولا اخفيكم انني ما زلت اشك واتمنى ان تلك اللقطات مجرد فبركات واعود لنفسي وأقول من الذي صور المشهد ولما روج؟؟! وماالنتيجة التي يود الوصول اليها؟؟!!

اليست هذه المناظر مقززة ومقرفة فلما نشرت ؟؟ 

طيب في حال صدور اوامر للقبض على فلان او علان هل سيأمن اهله انه سيكون في مأمن وسيقاضى أم ان الانطباع الذي سيترسخ لديهم انه مقتول من ساعته.

هذه الفتنة التي يستعر لهيبها بين الحين والاخر والتي جعلت الهدف الرئيس لها بث الخلافات والاختلافات وتمزيق اللحمة الواحدة لتصير لقمة سائقة للمستفيدين من المكاسب والمناصب والترقيات والترضيات ونهب الثروات.

ورسولكم يحثكم على التعايش والتآخي ونذكر بقوله من اصبح منكم آمناً في سربه معافى في بدنه وعنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها وملخص قوله ان كل ما نحتاجه هو الامان وعافية الابدان وقوت اليوم ونحن ولله الحمد عندنا مايكفي لشهر ان لم يكن لعام فعلام نختلف ونقتتل ويحسد بعضنا بعضاً ويأكل لحم اخيه حياً وميتاً وجميعنا يعلم اننا سنغادر دنيا البشر في احسن الاحوال بخرقة بيضاء وما جمعناه وكدسناه سنخلفه اوزاراً وآثاماً.

ومع ذلك ننظر  لما يحدث من عجب قادة تختلف في وجهات النظر ، تتبعها اختلافات تنذر بالفرقة وتدق نواقيس الخطر .

والنتيجة ازهاق وسفك لدماء الشباب الابرياء الذين يقدمونهم اليوم كباشاً للفداء تارة بأعمال انتحارية وتارة بالزج بهم في الجبهات وآخرها بإثارة النعرات الطائفية التي يراد لها ابتلاع الاخضر واليابس.

نعم شبابنا يتعرضون لحملات تصفية وابادة وفق مخططات خطيرة لا يفقهها العقلاء او ربما كانوا يفقهونها ويقللون من شأنها وربما لن يفيقوا حتى تقع الفأس في الرأس.

انها دعوة جادة للمعنيين للتنبه للامر والترفع عن الصغائر والنظر للبعيد وبعين المسؤولية لامتصاص الخلافات ووضع المعالجات.
لابد من الجلوس على طاولة حوار واحدة يقدم كل طرف موافقاته او اعتراضاته ومقترحاته او تحفظاته .
لابد من الاجتماع على طاولة واحدة لتفريغ شحنات الغيض والغضب واتاحة الفرصة لرأب صدع الفرقة .

اللقاء والاجتماع سيخلق التفاهم وسيقرب وجهات النظر بين المختلفين او الحانقين او المتزمتين.
املنا ان ينظر الجميع بعين المسؤولية ويحكمون العقل وكفانا ما نسمعه ممن يروجون للخلافات ونبش كوارث الماضي وويلاته التي ذهب ضحيتها ابرياء ثمناً لفتنة تطل برأسها مجدداً لتلقي بظلالها وتذكر بمأساة قديمة تتعلق بمصطلحات الابينة والضلعنةوووو والغرض معروف والهدف بين وجلي.

ما رأي المعنيين في الدولة بل وفي المحافظة وكذا العقلاء وائمة المساجد وهل سيقومون بواجبهم تجاه أبناء جلدتهم لوأد نار الفتنة وإخمادها أم سيمضون في تجاهلهم ولا مبالاتهم.

بقي أن نوجه التحية لكل الأخيار والمتقين الأبرار ممن وعوا الامانة التي تقلدوها ويدركون يقيناً انهم سيقفون بين يدي الله وسيحاسبون عليها من قمة هرم السلطة إلى قاعدتها .

وكل من كانوا في المساجد أو المدارس او الاسواق تقع عليهم مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على البر والتقوى فرسولكم الكريم عليه اطيب الصلاة والتسليم قد حث على نصرة اخيك مظلوماً أو ظالماً ونصرة الظالم ان ترده عن ظلمه لا أن تعينه عليه .

ولا تفوتكم الاستعاذة بالمليك الجبار من الشيطان المكار ومن كيد الأشرار ولنبتهل سوياً للعزيز الغفار ان يدفع عن البلاد والعباد كل كرب وبلاء ولا تنسوا الصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم الأنبياء عليه افصل صلاة وأزكى سلام.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل