آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:00:30:02
هل هذا حلمنا ؟!
ياسر الأعسم

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

انتصارنا بحد ذاته إنجاز عظيم .. ولا جدال بأنه لولا – الله أولاً -وعاصفة الحزم ما تزحزح عسكري شمالي واحد من الجنوب ،ولكن بعد مرور عامان من الحرب لا نستطيع أن  نخفي شعورنا بالخيبة من الواقع الذي نعيشه.

برحيلهم تحررنا من أتعس كوابيسنا ،وأصبحنا نملك الأرض والسلطة ،ففخامة الرئيس جنوبي..ورئيس الحكومة جنوبي.. والمحافظين ، والوكلاء ،والمدراء جنوبيون.. ، والحاشية ،والمقاومة ،والشعب كله جنوبي أو هكذا نعتقد!! ،ولكن هل هذا الجنوب الذي حلمنا به ودفعنا الثمن باهظاً من أجله ؟!..

كنا أحراراً من السلطة ،ورجس الأحزاب ،فتَعَتَّقْنَا بنادقنا ،واستدينا قيمة الرصاصة ،وقاتلنا حفاة ،وأدهشنا العالم ،ونحن فئة قليلة ،فأغرتنا شهوة القيادة ،وزادت (الصرفة)،وشبع بعضنا حتى الانبطاح، وتلونت الوجوه ،وتحركت الكراسي، والمشهد لم يتغير كثيرا ،فمعظم تلاميذ الشاوش (علي)،أصبحوا في طابور فخامة المشير (عبدربه)!!!..                       

لا نحتاج إلى بصمة الأصابع لكي نعلم الذين صمدوا ،والذين جروا ذيول الخيبة ،ومازلنا نحفظ دور بعض قيادات مقاوتنا ،ونحترم مواقفهم ،ولكن كثيرون تاجروا بالمقاومة ،وأصبحوا في الواجهة ،و وجدوا في المرحلة غنيمة ،وفرصة (للهبش)،وداسوا على القيم ،ولم تهزهم  كرامة شهيد أو أنين جريح أو دمعة أُم مقهورة أو نظرة طفلة يتيمة؟!!!..

 

 يعيش الجنوب حالة تخبط ،ونكاد معها أن نفقد ثوابتنا ،فقد عجزنا أن نكون سلطة مقاومة ،ولم نستطع أن نكوّن شرعية ،وحتى حراكنا (مطنش)،ونائم في عسل الأماني ،وأمسى تحالف (الضرورة)على المحك ،ولا عجب أن تجاوزتنا مصالحهم ،فعقولنا فارغة ،وأثبتنا بأننا أغبى من أن نبتزهم أو نكسب ثقتهم ،ولا ندري هل نربض أم ننهض؟!..

يحاول بعضنا بانتهازية أو ربما (بعبط)يظنه حكمة القفز على الواقع بحجة أن المرحلة حرجة ،وكمواطن جنوبي لا أذكر بأننا عشنا مرحلة سعيدة ،وعلى مر تاريخنا النضالي نجد اللصوص ،والمرتزقة في أول الصفوف !..المرحلة الصعبة تطحن البسيط ،و الضعيف، وبرداً وسلاماً على اللص ،والقوي، و(البلطجي)!!..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل