آخر تحديث :الاثنين 10 فبراير 2025 - الساعة:17:33:12
كيف تقوى قلوبنا على ذكريات الماضي
د. عبدالمجيد العمري

الاثنين 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

التقيت به في محطة القطار في ماليزيا ، مشرد من وطنه الغالية سوريا ، تبادلنا أطراف الحديث ، وإذا به يحن إلى ماضي كان به مسمى عائلة تجمعه..وقال بعبارة خافته كل شيء انتهى..كل شيء ...
مثله كثير مما يأوي الى فراشه مكسور الخاطر، مكبوت ، كالطائر المبلل الذي لا يقوى بدنه على حمل تلك الروح العائمة في بحر الذكريات..
بعيدا عن السياسة بعيدا عن كل شيء كيف لعبقري ان يصف حالة القلب والعقل وهو يتعامل مع جزء من كيانه وانفاس من ذاته كانت هناك لا تنفك عنه ولا تتلاشى عن خياله..ثم هو يراها كالحلم العابر بعد ان كانت حقيقة.
توقفنا ذكريات عادية ومواقف سهلة، وتحدث فينا شوقا وحنينا لا يوصف فكيف بمن فقد فلذات كبده وأرواح كانت تسكن روحه..
لا يتوقف العجب في تفسير حالة الارتباط بيننا وبين ماضينا، ولا تجد تفسير لتلك القلوب المكلومة والجروح الغائرة كيف تتعامل مع أنفاس الحاضر وهموم المستقبل..
رباااااه كم في ليلك من دموع وآهات، وكم في قلوب عبادك من ثقل تنوء عن حمله الجبال..
رباااااه ابدعت حين خلقت قلوبنا بهذه القوة،  وابدعت حين ربطت على قلوبنا حين فقدنا كل شيء  ، وابدعت حين علمتنا الوقوف على أقدامنا وظهورنا مكسورة ..
ربااااه نرى عظمتك في قلب تلك الأم الأسيرة التي تأوي إلى فراشها وقلبها مثقل لتنزل عليها رحمتك بنوم وهدوء وسكينة..
رباااااه ألمنا قدر، وقوتنا قدر، ونحن بك، فكن معنا حين يشتد الخطب، وهب لنا رحمتك حين يكبت أنفاسنا ذلك الماضي السحيق..
ربااااه اليك المنتهى وإليك المشتكى ونحن بك ومنك وإليك ...

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص