آخر تحديث :الجمعة 13 سبتمبر 2024 - الساعة:00:04:06
آخر الأخبار
العروبة موضة ، والوحدة موضة .....
جيهان ماجد

الخميس 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

 
تتغلف الموضات في وعود كبرى لا يمكن تحقيقها بل ويصعب فهمها، وتأخذ قيمتها وفعاليتها الأساسية من الغموض والالتباس الذي تنطوي عليه ولا يمكن أن تتحدث عن حياة الناس اليومية وعندما تتراجع موضة من الموضات سترى أن هناك موضة جديدة تتسلل لتحل محلها.
البشر ليسوا مغفلين ولكنهم حالمون أو محبطون، يصور دعاة لهم واقعهم أنه مزر، وبعضهم واقعه مزر فعلا أي وعد بالتغيير نجاة من هذا الواقع، خذ اليمنيين والجنوبيين وغيرها من البلاد العربيه ،الشيء الذي لم نتعلمه من التاريخ ومن التجارب المتلاحقة لم تربح ابدا ولم يستفد منها أحد على الاطلاق ليس لأنها سيئة ولكن لأنها غير موجودة كل الوعود التي تطرحها اضغاث احلام.
مر على اليمن والجنوب العربي العروبة والوحدة اتنقلوا فيها من واحدة إلى الأخرى حتى وصلوا إلى قاع البؤس الذي يتخبط فيه اليوم.
"اعتمدت الأنظمة العربية سياسة فرّق تسد، وقدمت جماعة على أخرى، وكافأت طائفة وحرمت طائفة أخرى، وانحازت لصالح قوى سياسية على حساب قوى أخرى؛ وأما الاستقلال الذي وعدت به فتنازلت عنه لصالح القوى الاستعمارية التقليدية بخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا"،لم تتهاون الأنظمة العربية في تطبيق قيم الفساد والنفاق والكذب، وألبت الناس بعضهم ضد بعض حتى سادت الكراهية والبغضاء والأحقاد بين الناس، لأن النظام الظالم لا يمكن أن يكون جامعا للناس، بل هو مفرق للجماعة وقاتل للوحدة بسبب الفتن التي يغرسها في المجتمع"
بعد كل هذا الدمار والقتل الذي حصل في الجنوب وصنعاء وغيرها من البلاد العربيه ما زالوا يظنوا أنهم سينتصرون.
لن ينتصر أي طرف لأن كل طرف يتمتع بمن يدعمه في استمرار القتال، وما دامت القوى الخارجية تتدخل في الشؤون العربية الداخلية فإن الصلح لا مكان له في القاموس السياسي الآن.. نحن مجرد أداة تأخذ حكاما للحكم وتزيل الحكام السابقين ،في النهاية تدفع الجماهير ثمن الخلع وتدفع ثمن التركيب وتمضي في طريق التدهور والانهيار.
يمر العرب الآن بمرحلة قاسية جدا من الأحقاد البغيضة والرغبة في الانتقام والثأر لقد سفك بعضنا دماء بعض بلا هوادة وبلا رحمة، واشتعلت في بطوننا نيران الأخذ بالثأر وتدمير الطرف الآخر، وليس من السهل على أهل المنطق والعلم أن يعادلوا في جدلياتهم جدلية الانتقام.
نحن نسمسر على أنفسنا وأوطاننا، ونبحث في كثير من الأحيان عن عرابين غربيين ليتدخلوا في شؤوننا.
التاريخ يثبت أن عداءنا نحن العرب في ما بيننا أشد وأقسى من عدائنا للأعداء الخارجيين. 
سيتوقف هذا عندما تدرك كثير من الشعوب، كما ادركت الشعوب الأوروبية، أن الحياة لا يقدمها بائعو الأحلام والدعاوى الدينية والفكرية بل أصحاب البرامج الاقتصادية والاجتماعية ودعاة الحرية.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص