آخر تحديث :الاربعاء 24 ابريل 2024 - الساعة:02:24:55
أحسنوا التعامل فيما بينكم.. وتعمقوا بتحليل ما يحيط بكم!
د. فضل الربيعي

الاربعاء 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

تعقيدات اللحظة الراهنة بما تحمله من تعدد وتداخل وتقاطع  الأجندات، تحتم على الكل بذل المزيد من الجهد والتبصر وحُسن التصرف مع الآخر  بالقول والفعل .

 فسياسة البعض الذي لا يحمل في عقله فكراً استراتيجياً و تكتيكياً لفهم الواقع والتعامل معه بدقة نجدهم يطيرون بأفكارهم وأفعالهم بعيداً جداً عن الواقع ، غير منتبهين لما يجري  وما ينتج عنه من مخاطر  تستهدف الكل ، حينها يقعون في طريق العَمى السياسي، والتجاهل للوطن وقضيته ، غير مدركين للمخاطر والتحديات، ينتظرون وضوح السياسة أن تأتي لهم من الخارج.. متناسين حجم التهديدات الأمنية  التي تقوض مهامهم وتهدد حياتهم معاً  ...

مشغولون ببعضهم قبل انتهاء حربهم  مع الغير ..

أوقفوا  تلك الصراعات العبثية.. فتذكروا كيف وأين كنتم بالحرب؟!..

أوقفوا الصراعات المبكرة لأنها تخلق اصطفافات غير واقعية وتكتيكات ملتبسة تضر بالوطن وضياع قضيته الحقيقية.

 إن عقلية عدم قبول الآخر سيدفع باتجاه ظهور عقليات تؤكد النظريات الخاصة بالصراع كمفهوم وجودي أكثر من كونه مفهوماً سياسياً أوطنياً ، لاسيما منها تلك التيارات ذات الأبعاد العقائدية والطائفية والعصبوية المناطقية..

 إن الحق والعدل والمواثيق الدولية والتضحيات الكبيرة والاستحقاقات الوطنية، لا تمنع  من أن ينال شعب الجنوب حقه في سيادته على أرضه بعد كل ما حدث له من مآسٍ وحروب ،  فهذا مبرر وعنوان يجعل من دبلوماسية النخب القيادية الجنوبية في الشرعية أو خارجها أن تعيد النظر بسياستها ودبلوماسيتها..

بما  يجعل من إمكانية تفعيل قضية شعب الجنوب أن تشكل حلقة رئيسية  في سياق حل الأزمة اليمنية لو تم اعتمادها كأساس في الصراع الدائر في اليمن ومآلاته القادمة ومفاتحة دول التحالف بذلك.

ومن يرى أن سياسته هي القادرة على الاختراق والاحتواء أن يقول لنا ماذا حدث حتى الآن بعد أكثر من عقدين من الزمن من وَهم الوحدة ؟ وبعد مرور عامين من الحرب؟ وأكثر من عام وتسعه أشهر من تحرير الجنوب ؟!

ثم إلى أي مدى يستمر مشروع التمسك بما يجري اليوم؟ وماذا قدم التحالف والشرعية للمناطق المحررة يجعلها كأفضلية تدفع بالمناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون بالانتفاضة عليهم وتحرير المناطق الواقعة تحت سيطرتهم؟ ..

 إن المصالحة بين القيادات الجنوبية  هي أساس لمواجهة التحديات التي يواجهونها وسيواجهونها غداً ، فقضيتهم واحدة  مهما تباعدوا في توصيفها ، فهي التي أوصلت أربعة من رؤساء الجنوب إلى المنفى... وهي نفسها  التي طاردت الرئيس هادي بهجمات الطائرات على مقر إقامته في عدن..

 إن أي حجج هنا أو هناك وتحميل هذا أو ذاك المسؤولية ليست سوى سياسة للهروب من الاستحقاق الوطني الجنوبي .

بل أنها استمرار وتمرير لنهج قبول ما يجري من تضليل وتأجيل يستهدف ضياع الحق ليس إلا..

فلن تجدون من يدعمكم غداً أكثر من أن تجدونه اليوم إذا ما أحسنتم قراءة وتحليل ما يحيط بكم ،والحذر من التصادم والتباعد فيما بينكم..

  فلن تجدون من يقف معكم مادام بقيتم على جوانب وحافات  مختلفة قد تحيل موقف من يدعمكم اليوم إلى سراب ..

كما أن أي سياسات وتحت أي مسميات أو تكتيكات لا تستند لمرجعية البيت الواحد، والتي تستند على خيار السواد الأعظم  من أبناء الشعب، فذلك وهم في حده الأدنى ، وتآمر في حده الأقصى..

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص