آخر تحديث :الجمعة 26 ابريل 2024 - الساعة:00:56:36
الراية التي تخيفهم
احمد جباري (ابو خطاب)

الجمعة 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

لم اجد في قراءاتي  عبر التاريخ الحديث راية اخافت قوما  مثلما فعلته راية دولة الجنوب ( راية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقا ) بألوانها الثلاثة  ( الأحمر والأبيض والأسود) و المثلث الأزرق الذي تتوسطه  النجمة الحمراء ..كانت وماتزال مصدر فزع يخيف رموز دولة الوحدة ونضامها القبلي الاستعماري  القمعي  حيثما كانوا  .

ومثلما كانت مصدر يخيف ويقلق مضاجع الشماليين جميعا  كانت بالنسبة لشعب الجنوب رمز الانتماء والتمسك بهويتهم  ووجودهم ودولتهم التي حاول نظام صنعاء  طمسها والغائها والتعدي حتى على تراث وتاريخ الجنوب الزاهر والمشرق في كل فصوله  ..

كان الا نتماء للوحدة  – بالنسبة لأبناء الجنوب -  مأساة بكل ماتحمله الكلمة من معنى فقد افصح الشماليون بكل مذاهبهم ومشاربهم عن نظرتهم ومفهومهم للوحدة – منذ اليوم الاول لاعلانها -  باعتبارها الحاق وضم للجنوب الى معمعة اللا دولة واللا نظام الذي يعيشه مجتمع الشمال ومازال غارق فيه ..

ومن هنا ظهرت بسرعة على السطح  وبالعلن  بعد اشهر قلائل من اعلان دولة الوحدة الخلافات  بين  الدولتين التي  تم دمجهما بصورة قسرية بلا  تعقل او دراسة واقعية او حتى عقلانية حتى كانت قمة المأساة  باجتياح جحافل  الجيش  الشمالي ومليشياته الجهادية  والقبائل المسلحة  للجنوب عام 94م بقوة السلاح  والاستيلاء عليه وضمه والحاقه الى ( مخضرية )  الشمال التي لم ولن يستطيع  احد تصنيفها وتعريفها  ..

من هنا  مورس ضدهم كل الوان القتل والالغاء و التهميش والنفي حتى بات الجنوبي مواطن من الدرجة الثالثة وصار متهم بكل انواع التهم  التي تفقده حتى حق  المواطنة ناهيك عن سلبه حق الوطنية والانتماء للدين و للوطن ..

شيوعيون بالقطرة يجب ذبحهم وتصفيتهم ..ثم انفصاليون يجب تهميشهم وحرمانهم من ابسط حقوق المواطنة ..ثم ارهابيين  وتكفيرين يجب احراقهم ودفنهم ..واخيرا صومال وهنود يجب نفيهم وطردهم من وطنهم وبلادهم وهم بذلك حاولوا الغاء  كل خصوصيات وايجابيات وثقافة شعب الجنوب  ومجتمعه المدني  ودولته التي ترسخ فيها النظام والقانون وتواصلت فيها انوار  الثقافة والابداع  لأجيال وعصور تم فيها بناء الانسان الجنوبي  بدرجة رئيسية ..

تجاه كل هذا كان شعب الجنوب اكثر تمسكا وثباتا بهويته وانتمائه واكثر ما اخاف طغاة الشمال  ان سياستهم التي مورست بإتقان وتفنن  لطمس هوية الجنوب وانشاء  جيل معزول عن تاريخه وماضيه ..

وكانت راية الجنوب هي الرمز الذي استمسك به ابناء الجنوب قاطبة  فرسموه على جدران منازلهم ورفعوه راية في سمائهم  ونسجوه ثيابا على اجسادهم بل ونحتوه بألوانه الزاهية  على قمم جبالهم ..

كان ذلك تحديا عظيما  افقد نظام صنعاء وزبانيته واذنابه صوابهم بل كان  مصدر هلعهم الدائم – ومايزال- وسيبقى مخيفا لهم  حتى بعد اعلان دولة الجنوب رسميا برفع رايته  على سارية الامم المتحدة والمنضمات الدولية في القريب العاجل ان شاء الله تعالى..

سواءا بمحاولة فرض  ( الأقلمة ) .. او من خلال  نبش واذكاء الصراعات   التي داس عليها ابناء الجنوب وتجاوزها شعبنا الواعي والقادر على تجاوز كل الصعاب في كل المراحل ومنها محاولة  تمزيق النسيج الاجتماعي التي  نرى البعض يحوم  ويلوح به  اليوم  وهذا ما نرفضه رفضا قاطعا .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص