- قوات اللواء الأول دعم وإسناد تقضي على أوكار القاعدة في جبال المحفد بأبين
- خبير اقتصادي: الظلم والاستبداد لا يدومان ونهاية القمع السقوط
- استعادة السيطرة على المدينة بمساعدة جوية أمريكية .. باحث أمريكي يكشف مصير اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة
- الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالحزام الأمني تضبط “حلاق” مروج مخدرات في العاصمة عدن
- سوء الأوضاع في عدن يضع الانتقالي الجنوبي في مواجهة انتقادات أنصاره ومزايدات خصومه
- تدشين صرف البطاقة الشخصية الذكية في مودية – خطوة لتخفيف معاناة المواطنين
- برعاية المحرّمي.. انطلاق المخيم الطبي المجاني الثاني لعلاج المخ والأعصاب في مستشفى عدن الخيري
- اليمن والكويت توقعان اتفاقية لاستئناف تمويلات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية
- تسليم أدوية ومستلزمات طبية لمرضى الفشل الكلوي في عدن برعاية العميد طارق صالح
- أسعار العملات الأجنبية والعربية اليوم السبت 8 فبراير
السبت 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00
في عصرية الأربعاء 11يناير الجاري بمنطقة صلاح الدين بعدن ، كنا نشيّعُ جثمان شهيدنا الجنوبي الشهيد / عمر سعيد الصُبيحي ، وبين الحشد مصادفة كنا نقف إلى جانب اللواء/ سيف صالح محسن - المكني بسيف البُقْري - وبعض رفقته ، ساعتئذٍ كان الرجل مشحوناً بالغضب الممزوج بالحزن على فقدان زميله الراحل .. حيّينا الرجل وصحبهِ ، ولفّنا الصمتُ . مشهد الجنازةِ كان مهيباً بالفعل ، كما وكل الوجوه كانت واجمةٌ حقا ، ومن بين الصمت المطبق جاءنا صوت اللواء" سيف" مزمجراً : ( جريمة !..هذه جريمة .. في كل المعارك آخر واحد يسقط هو القائدُ والعَلَم الذي يقاتل لأجلهِ ! ) وأردف : ( في هذه المعركة كان القائدُ هو أول من يُقتل!!.. ) وأكمل : (هذه جريمة!.. والسبب هو هذه الألوية الكرتونية التي تنشأ بين ليلة وضحاها ، بل وتدخلُ المعارك بدون تدريبات أو تجهيزاتٍ ميدانية تذكر ! ) .
لقد كان وقعُ استشهاد المقدام "عُمر" صادماً لنا كلنا ، ثم أن لواءه لم يكن باللواء المتعارف عليه عسكرياً .. وهذا فَنّدهُ أحد الحضور من كبار العسكريين الموجودين بمعية اللواء "سيف" لحظتئذٍ ، حيث قال : ( اللواء العسكري هو تعداد بشري لا يقل عن ثلاثة ألف مقاتل في مختلف التخصصات العسكرية ، وأن يكونوا مُعَدّين تدريبياً وقتالياً بشكلٍ يؤهلهم لخوض معركةٍ ، والأهم أن يكونوا مزوّدين بأسلحةٍ مختلفة بحسب تخصص اللواء ، وضمنهِ توافر الأسلحة المساندةِ كالمدفعية والمدرعات وما إليها ، ناهيك عن المدد اللوجستي الكافي لخوض حرب فعلاً ..)
طبعا كلنا يعرف جيداً حجم القصور الرهيب في هذه التجمعات الميليشاوية التي يطلقون عليها مجازاً ( ألوية عسكرية ) ، بل يصل الضحك على الذقون في التجمعات الميليشاوية التي يقودها أئمةِ المساجد .. وهؤلاء تنحصرُ معارفهم وخبراتهم في الإرشاد والوعظ الديني وحسب ، وإن كانوا كما نعايشُ يتمتعون بالعناية والمدد السّخي مقارنة بما يحصل عليهِ القادة العسكريين الفعليين والمؤهلين في الجامعات العسكريةِ العالميةِ وأيضاً خريجي كلياتنا الحربية !!)
كل هذا يعيدُ بذاكرتي إلى اللحظة التي تسلّم فيها العسكري المحنّك سيف صالح الضالعي مقاليد قيادة المنطقة العسكرية الرابعة خلال الحرب ، وكان ذلك بعد مقتل شهيدنا الكبير والقيادي المخضرم / علي ناصر هادي - طيّبَ الله ثراه - حينها كانت طرود الدعم العسكري والمدد المالي تصلُ حصراً إلى أيادي الملتحين - أئمة المساجد - وحسب ، وكان الرجلُ - اللواء سيف - قائداً صورياً للمنطقة رغم كل ما بذله في قيادتها ! ورغم خبراته القتالية الغنية ومؤهلاته العسكرية الأكاديمية !
هنا لا أدري ماذا يدورُ في أدمغة سلطتنا والتحالف العربي الذي يساندها ؟ بل هو المتحكم في هذا الأمر كما نعرف .. وهذا سؤال جدي يدور في خلدنا جميعا كما وأجزمُ على ذلك ، ولهذا يأتي وقعُ استشهاد القيادي الجنوبي / عُمر سعيد الصبيحي مؤلماً ويشرخُ في نفوسنا وبقوةٍ أيضا ، ومثلهُ استشهاد طوابير الجنوبيين الذين ما انفكوا يتجندلون صرعىَ يومياً ، وخصوصا خارج حدودهم ورقعة أرضهم كتعز ومأرب ، وهي مناطق ثَبُتَ بالمطلق تخاذل رجالها وتلاعبهم وميوعتهم ، بل وبقاء قتالهم لأكثر من عامين في تَبّةِ المصارية وفرضة نهم ، أو في شارع كِلابة والبِعرارة وحتى اللحظة ، ورجالهم خصوصاً في تعز يبيعون البطاطة والكراث هنا في عدن !
إذاً .. كيف لنا أن نفكر جِدّيا ونحسم ونحدّ من كل هذا؟! وهو سؤال أضعهُ أمام كل شارعنا الجنوبي .. فنحن من يدفع كلفة حربٍ حسمناها في معظم رقعتنا الجغرافية ، واليوم منّا الضحايا والقتلى ، وأُسرنا من تبكي وحسب ، ومنّا تتشكّلُ ألويةِ الوهم التي تخوضُ حرباً لتحرير رقعةٍ نام أهلها وتخاذلوا ، أو تآمروا وتعايشوا مع الحوثيين ، بل وطفق جهابذتهم وكهنتهم يدّخرون الأسلحة والعتاد العسكري ويخزنونهُ ، وهذا إلى جانب 12 لواء في مأرب ما انفكّت تقتاتُ وترتع ولم تخض حرباً البتة ! وهذا ربما لاجتياح جنوبنا لثالث مرّةٍ كما يظهر .. أليس كذلك ؟!