آخر تحديث :الجمعة 14 فبراير 2025 - الساعة:01:15:31
ترويض الاسود والبشر
د. عبدالمجيد العمري

الجمعة 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

استطاع الانسان بموهبته ان ينتزع وحشية الاسد، وان يزرع بقلبه الحب والرحمة، ورأينا نماذج كثيرة من اسود تتعايش وتطهر الود والحب للبشر.
رأينا سلحفاة تقبل انسانا، وسمك قرش تتراقص مع من يطعمها، وفي الشق الآخر الاخر رأينا يدا تقطع يدا احسنت اليها،  وحالة مفزعة من الجحود والغدر والنكران في مسمى الآدمي والإنسان.
ترويض البشر اليوم أصبح مختلفا ومتنوعا، ، فانسان اليوم لم يعد ذلك الانسان في منتصف القرن الماضي، فالعقل والفكر والعلاقات تشكلت وتنوعت، برسومات ولوحات لم تعد مفهومه، ولا تنتمي إلى مسار وفلك الآدمي منذ نشئته.
تعتبر أمريكا أكثر الدول وحشية واجراما , فعدد السجناء في الولايات المتحدة زهاء 2.4 مليون سجينا -ما يعادل نحو 25 في المئة من كافة السجناء في العالم- إضافة إلي أكثر من سبعة ملايين فردا يعيشون تحت "الرقابة الإصلاحية" وهذا العدد يظهر ازدواجية الحياة والمفاهيم والأوليات، وتناقضات المادة والروح في دولة تعتبر رأس هرم العالم الأول.
كل البشر يولدون احرارا، كرماء طيبون، على الفطرة، ثم يلقحون بثقافات وعادات تكتسب من خلال الاباء، والمحيط الثقافي والفكري.
ترويض البشر على أخلاق الإسلام في ظل فضاء مفتوح وشبكة إعلامية مسيطرة صعب ومتعب وخصوصا لبشر لم يتدرجوا في التعامل مع أمواج الحداثة العاتية.
الاكتئاب والفزع والانهيار والفشل والانتقام من الذات والهروب إلى هوة الانتحار، والخمر، والتخلي عن الثوابت والأوليات أهم معالم الحداثة.
سكر السلطة والمال وخواء الروح والبحث عن المفقود وذوبان مفهوم الأسرة والبيت وتحلل علاقات الحب والود والتعاون من مداميك المدنية المعاصرة.
واذا كان العالم غارق في سجن الترف والمادة، فعالمنا العربي والإسلامي يعيش إعاقة ذهنية، وشلل فكري مزمن.
منهجية القرأن والسنة في تقييم الذات، وتربيتها والتدرج في بنائها وربطها بمفاهيم تهذب الروح وتكسب العقل قوة وانارة منهجية عميقة قائمة على التربية والتصفية.
تربية تقوم على التقويم والتدريج، وتعميق فقه اوليات الحياة وتحديد مسرح عمليات الروح والبدن.
وتصفية تقوم على البحث والتفتيش والرصد وتقديس العلم والمعرفة والانطلاق منها.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل