آخر تحديث :السبت 08 فبراير 2025 - الساعة:23:10:12
الجنوب .. الرقم الضائع في المعادلة !
علي ثابت القضيبي

السبت 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

الوضع في جنوبنا مثير للعجب ، فنحن طردنا الحوثعفاشيين من معظم جنوبنا ، وأنظروا الى قافلة شهدائنا ستجدون معظمهم فتية صغاراً لم يتجاوزوا العشرينيات ، بل ولاإنتماءات سياسة لهم او خلافه ، وألأهم أن المقاومة الجنوبية الأصيلة التي قاتلت عادت ادراجها الى منازلها حال أن حطّت الحرب أوزارها .. وهذا معروف للكل ، ومن تلفع بثوب المقاومة الجنوبية زوراً ، أو من ظل يظهر خلف مشاهد وميادين المعارك وهو في هيئة المقاتل ، أو يتجوّل في الشوارع خلال الحرب بمواكبه العسكرية المظهرية وحسب ، هو من يعتبر مقاوما اليوم ، بل ويسيطر على كل تفاصيل المشهد الجنوبي في اللحظة الراهنة !

 لقد بدأ السيناريو عندما إستدعى الرئيس (المقاومة الجنوبية) الى الرياض حال تحرير عدن ، يومئذٍ أصبت بالصدمة الحقة ، فقد رأيت الوجوه الإستعراضية تتصدّر المشهد لحظتئذٍ ، فمنهم من كان محسوبا على القاعدة ولديه جحافل منها ، ومنهم من بلاطجة الشوارع ، وبينهم  من يقع تحت مظلة الاصلاح أو من لفيفها .. الخ ، يومئذ أيقنت أن وراء الأكمة ماوراءها .. وفي الجانب الاخر - المدني - كانت جمعيات الاصلاح تتصدّر قائمة مستلمي الإغاثات لأهالي عدن المنكوبين حينها ، ورموزهم تتقافز هنا وهناك على خارطة المواقع القيادية في عدن - كما عملوا مع ثورة الشباب في الشمال - وهذا يؤكد حقيقة دهاء وخبث هذا المكون السياسي الجهنمي وهو يتلقف بأذرعته الاخطبوطية نتائج نصرنا كجنوبيين وهم لم يخوضوا قتالا مطلقا !                                                                     

من العاصمة التركية - إسطنبول - لم يكن تصريح المليادير الإصلاحي - حميد الاحمر - مجافيا للحقيقة عندما قال مامعناه : ( إن لنا في الجنوب حضورا طاغيا )، ثم ان صمت الدراكولا العجوز - علي محسن - يركن الى أداء الحكومة الشرعية بأغلبيتها الاصلاحية المدعومة سعوديا ، ولذلك عدن المحررة حتى اللحظة بدون فظائية ولاإذاعة ولاصحافة رسمية ! وهنا قمة الخبث والدهاء والإستقواء بالشرعية التي إحتضناها .. بل ولذلك تتكاثر حشود الميليشيات تحت دثار (المقاومة الجنوبية) ومصروفاتها وتغذيتها مستمرة ، ناهيك عن وصول إشهار تبعيتها للاصلاح وكاهنه الأحمر حدٌ المشاركة العلنية في القتال في جغرافية أقصى شمال الشمال ..ولاعجب هنا..          

 إذا .. الرقم الضائع في هذه المعادلة هو قضيتنا الجنوبية وحراكنا الجنوبي ، وإن صح التعبير المقاومة الجنوبية الاصيلة بأهدافها المعروفة ، وفي الواقع - وهذا أكثر من مؤلم - أنه بالرغم من السيطرة الشكلية على الارض ، وبالرغم من تصدّر قيادات المقاومة للمراكز الاولى في محافظاتنا المحررة ومنها عدن ، إلا انها تعيش على ضفاف المشهد وفي الظل منه وحسب .. بل وبلغت الملهاة والدراما المبكية فيه أن أمين عام مجلس الحراك يتأزّر كرافتته يوميا ويقود حشودا من الشباب التائهين في ساحة الشيخ عثمان بعدن ليتظاهروا ضد المقاوم الجنوبي العتيد عيدروس الزبيدي - محافظ عدن - بحجة تبعيته للسلطة الشرعية !! وأنظروا العجب ! أي ملهاة مابعدها ملهاة وعبث للأسف ..                     لانتوهم أن جنوبنا الذي حررنا معظمه هو بيدنا ، كلا والله ، فذئاب الاصلاح وضباعه ممسكة بأكثر من مفصل ومرفق حيوي فيه ، بل وكلما تمكنوا من إمساك أحدهم بمرفق حيوي آخر هللوا وإستكانوا .. حتى الدراكولا الاحمر تتشبث مخالبه بكل مفصل في جنوبنا عبر قواه العسكرية من المهرة الى شمال حضرموت والوديعة الى عدن داخل قلب الجنوب ، أو عبر من إشترى ذممهم بطريقة أو بأخرى ، وكذا عبر تشكيلاته الميليشاوية في خاصرة الجنوب وحول كل عدن ، وهذا الى جانب قوى عفاش .. وكل هؤلاء يمارسون العبث في الكهرباء والمياه والمجاري والأمن وخلافه ، وهذا لكي لايظهر الجنوب محررا خلال فترة هذه الحرب.. ولاتعليق هنا ايضا..  

بصراحة .. كأننا لم نبلغ الحلم في السياسة بعد ، أو كأنه لايوجد لدينا سياسيون يستوعبون كل مايدور في نطاقنا ! ولذلك علينا إعادة ترتيب أولوياتنا وجدولتها سريعا ، وأن لانجعل من جنوبنا مستمرا في لعب دور البقرة الحلوب التي تنهشها وتمتصها ذئاب البراري ونحن في حالة شتات ، وأنظروا الى العبث الجاري في أهم مرافقنا الحيوية كالمصفاة وشركة النفط وحقول النفط وسواهم ، انه مخيف ولاشك ، ولذلك يجب أن يكون لجنوبنا قيادة وقرون ومخالب ايضا في ظل هذا الظرف العصيب جدا .. اليس كذلك ؟! 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص